“اعدلوا ولا تسرفوا”
بدرية بنت حمد السيابية
يقول الله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾- [الأعراف: 31].
تبين لنا الآية الكريمة عدم الإسراف في المأكل والمشرب والملبس والمال، وغيرها من الأمور التي تعاصر حياتنا اليومية، لذلك لا يجب علينا التبذير والإسراف في حياتنا اليومية، ولكن للأسف عند حلول شهر رمضان المبارك تشاهد المناظر الزحمة في المحلات والمراكز التجارية، والتنافس على شراء الأكل المهم وغير المهم، مع ترديد مقولة نسمعها دائما “نشتري لشهر رمضان” عند رؤيتهم بذاك المنظر المتزاحم وكأنهم لن يجدوا الأكل فيما بعد، فتجد بعضا منهم يشترون فوق طاقتهم، وهذا يدل على إسرافهم وتبذيرهم.
الله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف والتبذير بكل أشكاله، وحثّ على العدل والاعتدال بكل شيء، ونحمده على النعم التي بين أيدينا، ويعدُّ الإسراف من السلوكيات السلبية لما يعود به على الفرد والمجتمع من خسارة؛ حيث يُسبّب ضياع الكثير من الموارد، وحرمان شريحة كبيرة من الناس في حقهم الطبيعي في الكثير من الأشياء، فتجد هناك الولائم والعزائم، ورمي الطعام الفائض _ أكرمكم الله _ في سلة المهملات، فاحمد ربك، فأنت في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
لذا لا يجب علينا الإسراف هكذا، ولأجل ذلك قال تعالى في كتابه: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ [٢٧]}- سورة الإسراء- الإسراف من الأمور التي تضع الإنسان في لحظة ضعف وهدر النعم، حتى يقال عنك كريم وأنك لست بخيلا!؟ لا بد من التوازن بين هذين الأمرين، وأنتِ عزيزتي ربة المنزل لا تسرفي كثيراً في إعداد أصناف الطعام أشكال وأنواع، فاجعلي خطاً بينك وبين الإسراف، واجعلي هذا الشهر شهر الطاعة والعبادة، قومي بإعداد السفرة المتوازنة، وإذا أحببتي الأجر، أضيفي طبق للجار حيث أوصانا الرسول بسابع جار، ومن جانب آخر تناولوا الطعام الصحي، فكما هو معروف في هذا الشهر تكثر المعجنات والحلويات والدهون وهذا يؤثر على الصحة.
لا شيء هناك أكثر ما يعيق الإنسان ويهدره كثر الإسراف، فكونوا منصفين عادلين في حياتكم، حافظوا على النعم حتى لا تزول، فشهر رمضان لا يطلب كل ذلك، فهو شهر العبادة والعطاء والخير والبركات، ولا تسرفوا في الطعام والشراب، وإعداد الطعام بكميات مناسبة بحيث يجب ألا تزيد كميات الطعام المقدمة على المائدة عن الحاجة.