مشروع “الزراعة الأحيومائية “بمدرسة مالك بن فهم بولاية منح
منح /العمانية
يعد مشروع الزراعة الأحيومائية بمدرسة مالك بن فهم بولاية منح بمحافظة الداخلية أول مشروع من نوعه على مستوى مدارس المحافظة، وهو عبارة عن تركيب نظام الزراعة الأحيومائي، ويتضمن زراعة محاصيل دائمة الإنتاج تتغذى على مخلفات الأسماك دون استخدام تربة أو أسمدة أو مبيدات ويُسهم في تقليل استنزاف المياه وإنتاج محاصيل ذات جودة عالية.
يقول سالم بن علي العبري أخصائي توجيه مهني بمدرسة مالك بن فهم والمشرف على المشروع أن مشروع الزراعة الأحيومائية أقيم بالتنسيق بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة التربية والتعليم، وتقوم فكرة المشروع على النظام التبادلي بين مخلفات الأسماك والمحاصيل المزروعة بشكل آلي باستخدام التقنيات الحديثة، ليستفيد النبات المزروع من هذه المخلفات السمكية في نموه وتستفيد أيضا الأسماك مما تنتجه النباتات المزروعة في الأحواض المائية بدون استخدام التربة.
وأضاف بأن المشروع يهدف إلى تعريف الطلاب بالتقنيات الحديثة في المجال الزراعي والسمكي وتدريبهم على تطبيق إدارة المشاريع الذاتية وتوفير وسيلة عملية تتيح لهم تطبيق المعارف والنظريات العلمية التي درسوها في الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى إيجاد مصدر دخل للمدرسة من خلال بيع المحاصيل الزراعية التي يتم إنتاجها من المشروع.
كما يهدف المشروع لإنتاج محاصيل ذات جودة عالية والحفاظ على مصادر الطاقة وعمل شراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي ومساعدة الأفراد على بناء منهجية التعايش مع المتغيرات الاقتصادية.
وأشار العبري بأن آلية عمل المشروع تقوم على زراعة مجموعة من الخضروات الورقية كالخس وغيرها من المحاصيل وتربية الأسماك داخل البيوت المحمية، حيث إن هذه البيوت المحمية تُسهم في تهيئة الظروف
المناخية بدرجة كبيرة لنمو النباتات نموًا جيدًا، بالإضافة إلى زيادة المحصول من حيث النوعية والكمية ونمو الأسماك وتكاثرها، وتتم زراعة البذور في أكواب زراعية بلاستكية مثقبة وتزرع بذرة واحدة في كل كوب وتُسقى بماء الحوض السمكي لغاية نموها، موضحًا بأن عملية استزراع الأسماك تتم عبر جلب أسماك صغيرة الحجم بمعدل 250 سمكة حسب القدرة الاستيعابية لحوض الاستزراع وتغذيتها باستمرار ومتابعة نموها، وبعد ذلك يتم سقي الشتلات المزروعة في الأحواض الزراعية باستخدام المياه المستخدمة في الاستزراع السمكي، حيث تحتوي على مخلفات الأسماك ذات القيمة الغذائية التي تسمح لنمو النبات بشكل جيد، وتتم العملية بشكل دائري متبادل بحيث تخزن المياه المستخدمة في ري المحاصيل في خزان أرضي معد لذلك ثم تعاد مرة أخرى لحوض الأسماك كوسيلة تغذية للأسماك من المخلفات النباتية.
ووضّح العبري بأن عملية حصاد المحاصيل المزروعة تتم في البيوت المحمية يدويًا على دفعات، وتختلف عدد مرات الحصاد باختلاف المحصول ومدة النمو بعضها يستغرق تقريبًا الشهر من بداية زراعة الشتلات حتى اكتمال النمو ووقت الحصاد، أما بخصوص الأسماك فبعد وصولها للحجم المطلوب يتم بيعها واستبدالها بأسماك صغيرة أخرى.