تمام يحصد أولى إجراءاته في لذائذ القراءة
نزوى – النبأ
مشروع التطوير المستند إلى المدرسة (تمام) هو مشروع بحثي وتطويري يجمع البحث مع التطوير من أجل إطلاق ودعم المبادرات التربوية التجديدية بهدف الوصول إلى التطوير المدرسي المستدام لتحسين تعلّم الطلبة وبناء فهم نظري لعملية التطوير الفعّالة مرتكِز على الأدلّة ومتجذّر في واقعنا العربي الثقافي. انضمت مدرسة عائشة أم المؤمنين (10-12) للمشروع في العام الدراسي 2015/ 2016 بفريق مكون من 5 أعضاء، وتسعى إدارة المدرسة وفريق تمام في الوقت الحالي إلى بيئة تعليمية جاذبة وبعد التفكر والمناقشات، تم الإجماع بتحديد الحاجة التطويرية الحالية وهي (البيئة المدرسية الجاذبة) نظرا لما لها من دور كبير لرفع دافعية طالبات المدرسة والمعلمات وجميع العاملين بالمدرسة. وتم اقتراح العديد من الإجراءات للمشروع وأحد هذه الإجراءات لذائذ القراءة.
وأشار سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، والمشرف العام لمشروع تمام بأن مدرسة عائشة أم المؤمنين من المدارس الرائدة في مشروع تمام وهو مشروع طموح لتمكين الممارسين في ما يتعلق بقيادة التطوير داخل المدرسة، ويأتي إجراء لذائذ القراءة ضمن الإجراءات المقرر تنفيذها ضمن الحاجة التطويرية الحالية للمدرسة وهي بعنوان البيئة المدرسية الجاذبة، وذلك استكمالا لمشروعهم السابق الناجح والذي ركز على رفع دافعية طالبات الصف الحادي عشر التطبيقية للتعلم والذي استمر ما يقارب ثلاثة سنوات، وأكد سعادته بأن للقراءة أهمية وطنية ومدرسية من الضروري أن يعمل عليها المعلم والذي يعتبر جزء من تطويره المهني القائم على القراءة، وكانت لهذه المبادرة صدىً واسعا مع معلمات المدرسة، وسيسعين لإيجاد الكتب والمراجع التي ستساعدهم على تطوير العملية التدريسية لديهم من خلال هذا الإجراء.
ووجه سعادته شكره وتقديره لفريق تمام بالمدرسة على تبنيهم هذه المبادرة مشدداً في الوقت ذاته على نقل هذه المبادرة للطلبة وتحفيزهم على القراءة لأننا إن بنينا وأسسنا لجيل قارئ سنستطيع أيضا أن ننتج مجتمع قارئ وهذا سينعكس بلا شك على المجتمع من الناحية الثقافية والأدبية والعلمية.
وأشار الأستاذ خالد البسامي مدرب وممثل مشروع تمام بوزارة التربية والتعليم أن مشروع تمام يهدف إلى إعداد كوادر قادرة على إحداث التطوير في مدارسها، وقيادة التغير الذي يدفع المدرسة إلى تعزيز المهارات القيادية، وتأسيس لفكرة مجتمعات التعلم المهنية، بالإضافة إلى تنفيذ الكثير من الاجراءات والمبادرات التي تحقق تلك التوجهات والتي جميعها تنصب في مصلحة الطالب ورفع مستواه التحصيلي وبناء مهاراته المستقبلية.
ولذائذ القراءة بمدرسة عائشة كان أحد الإجراءات التي عمدت المدرسة إلى تنفيذها لغرس قيمة ومبدأ القراءة لدى معلمات المدرسة كسلوك حاضر؛ فالقراءة هي أساس المعرفة والخطوة الأولى لبناء الوعي البشري اتجاه الحياة، وهي الأداة الأبرز في إثراء العقل البشري بالمعارف والمفاهيم، والمهارات الحياتية المختلفة، فهي تختصر على الإنسان سنوات وعقود من التجربة والخبرة.
وأكدت مديرة المدرسة الأستاذة نجماء الرواحية بأن إجراء لذائذ القراءة من المشاريع الهادفة في خدمة العملية التعليمة وتطوير مهارات القراءة واثراء العلوم والمعارف لدى الهيئة الإدارية والتدريسية بالمدرسة وفئة الطالبات مما يعزز أهداف مشروع تمام المطبق بالمدرسة.
وقد أشارت الأستاذة نورة السيابية أخصائية مركز مصادر التعلم بالمدرسة ومنسقة فريق مشروع تمام بأن القراءة تعد من أهم المهارات المكتسبة في حياة الفرد؛ لأنها مفتاح لاكتساب العلوم والمعارف المتنوعة، ووسيلة اتصال للمتعلم ومصدر للنمو اللغوي للفرد ورصيد معجمي له، وعامل مهم لتشكيل عقله وصقل شخصيته وتقويتها وتوسيع مداركه، وإشباع رغباته وتهيئة الفرص المناسبة له؛ كي يكتسب الخبرات المتعددة، ووسيلة لاستثمار الوقت بشكل إيجابي ومثمر. من هذا المنطلق اعتمدت إدارة المدرسة وفريق مشروع تمام إجراء لذائذ القراءة الذي يعتبر أحد إجراءات البيئة الجاذبة في مشروع التطوير المستند إلى المدرسة (تمام) ومن أهم أهدافه: تشجيع معلمات المدرسة على القراءة، وتعزيز قيمة الكتاب وأهميته، وزيادة الوعي الثقافي وإثراء المادة العلمية للمعلمة، وتحقيق رؤية ورسالة المركز وهي: (بنية أساسية لتعلم مستدام)، ولتحقيق كل ذلك تم تجهيز ركن خاص للمشروع بمركز مصادر التعلم بعنوان لذائذ القراءة بشكل يجذب المعلمات ومن أهم هذه التجهيزات –
جلسة قرائية:
طاولة قراءة تحمل عبارات محفزة للقراءة والمطالعة عن طريق رفوف تعرض فيها الكتب الخاصة بالمشروع والتي هي عبارة عن كتب ثقافية منوعة للمعلمات
المشاركات بالمشروع:
لوحة إعلانات يعرض بها أغلفة للكتب مع ملخص للكتب التي تمت مناقشتها بالجلسات القرائية.
وفعَّل مشروع لذائذ القراءة على مدى عام دراسي كامل العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج؛ لتحقيق أهدافه في نشر ثقافة القراءة والتي شملت عقد برامج حوارية متنوعة، وجلسات قرائية لمناقشة كتب مختلفة بعنوان: (لكل كتاب نكهة) وتنوعت فعاليات المشروع لهذا العام التي تحث على القراءة منها: –
کنز القراءة: مسابقة يتم تنفيذها كل أربعاء من كل أسبوع عبارة عن مجموعة أسئلة تمت صياغتها من كتب مختلفة، يتم اختيارها من رفوف المركز عبارة عن محطات، كل سؤال يتم تخبئته في أماكن مختلفة في كتب وأركان مركز مصادر التعلم، والفائز من يجتاز جميع المراحل.
برنامج متعة القراءة: متعة القراءة يتم تنفيذها كل أثنين من كل أسبوع عبارة عن استغلال كتب المكتبة الخاصة بالمشروع وصياغة سؤال عن محتوى معين للكتاب المطلوب، ويتم بعد ذلك قراءة تلك المعلومة ومناقشتها للمجموعة.
يتم تطبيق هذه الفعاليات كل أسبوع بشكل يومي ولجذب أكبر عدد من المعلمات تم تنفيذ فكرة دعوة معلمة خارج المجموعة كضيفة شرف للحضور؛ فقد حقق هذا المشروع بالإضافة إلى غرس حب القراءة فرصة كبيرة للتواصل وتلاقي المعلمات في جلسات قرائية يسودها جو من الألفة والمتعة والفائدة وتبادل المعلومات وتبادل الكتب بعيدا عن جو الحصص.
وستبقى البيئة الجاذبة الأيقونة الفاعلة لتطوير مهارات المتعلمين في ظل التفاعل الإيجابي بين المعلم والمتعلم ومادة التعلم ولذا يجب أن تتسم بالإبداع والتميز؛ لتنجح في بلوغ مقاصدها التربوية والتعليمية في مناخ تفاعلي مفعم بالبهجة والأمن النفسي والعاطفي والاحترام المتبادل؛ لتكون عامل جذب ومضمار لصقل مواهبهم وتوجيهها واستثمارها؛ لتؤتي أكلها الطيب.
وأكدت الأستاذة مريم المشرفية عضو في فريق مشروع تمام بأن ركائز المشروع عززت الكثير من الجوانب الإيجابية والتطوير في الأداء المهني ومهارات التفكير والتخطيط والسعي نحو الممارسة المنفتحة والبعد عن الشخصنة والتعلم بالتجريب ومن صلب الممارسة وأيضا أهمية التوثيق المنظم للممارسة. من تجربة مشاركة المدرسة في تمام حدث تطوير على مستوى الفريق من خلال التعاون المهني فيما بيننا والبعد عن الشخصنة وإتقان مهارات التواصل بين أعضاء الفريق ومتابعة سلوكنا ومراقبة الأداء والسعي إلى تحسينه وتبادل المعلومات والمقترحات فيما بيننا والشعور بالانتماء للفريق، وتنمية الإحساس بالمسؤولية الكاملة عند القيام بالمهمات المطلوبة وتقوية القيم الإنسانية في التعامل ومهارات الاتصال والتواصل. وعلى المستوى الفردي إن مشروع تمام تجربة ثرية جدا تعززت عن طريقها الكثير من الممارسات التربوية كالتروي في اتخاذ القرارات بناء على الأدلة، والقيادة التشاركية وما تعزز بها من مهارات وظيفية والإمساك بزمام الأمور أمام التحديات وإدارة الدفة في الطريق الصحيح، وتعلمت بأن التعمق في الحوارات التفكرية يعزز القدرات التفكرية النقدية، وتيقنت بأن التطوير عملية دينامية مستمرة وإننا بحاجة إلى التجديد التربوي باستمرار. كما تعلمت بأن تمام رحلة تطويرية تبنى مراحلها على أدلة علمية نضع على أساسها خطة إجرائية تتضمن أهداف ذكية، وتعلمت بأن النجاح وتحقيق الأهداف لا يتحقق إلا بفريق تحالف يتعاونون فيما بينهم بقيادة تشاركية وبعد عن الشخصنة والاتكالية، وأن تكون هناك نقاط توقف لتقييم المسار أو تعديل ما يتطلب تعديله، وأن الخطط ليست جامدة وإنما مرنة قابلة للتعديل في كل نقطة توقف، وتعلمت آلية التخطيط الجيد الممنهج في مواجهة المشكلات التربوية وحلها، وإن المعلم من أهم العناصر الرئيسية في عملية التغيير والتطوير، والقدرة على التفكير الناقد التحليلي والإبداع في العثور على حلول للمشكلات، وأهمية التوثيق ليكون دليلا عند اتخاذ القرارات. وتم الاجماع بين أعضاء الفريق وإدارة المدرسة والمعلمات بتنفيذ إجراء لذائذ القراءة ضمن إجراءات البيئة المدرسية الجاذبة ليكون فرصة كبيرة للتواصل في جلسات قرائية يسودها جو من الألفة والمتعة والفائدة وتبادل المعلومات. ومن خلال مشاركتي بقراءة كتاب لأعضاء لذائذ القراءة تبين لي بأن القراءة في بيئة مليئة بالتآلف والتعاون تجعل القارئ والمستمع أقوى بالمعرفة ويتولد لديهم الشغف لمزيدا من القراءة لتتغذى الروح وتُشبِع رغبتها في المعرفة لنيل الحكمة والقدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها، وليدرك القارئ أنه كما قال الشافعي “كلما ازدت علما زادني علما بجهلي”.
وأكدت الأستاذة صخية التوبية مديرة مساعدة بأن مشروع التطوير المستند إلى المدرسة (تمام) من المشاريع التي لفتت انتباهي عند قدومي للمدرسة والذي أحد إجراءاته الحالية لذائذ القراءة والذي يهدف الى تشجيع المجتمع المدرسي الى القراءة والثقافة واستخدام الكتب في القراءة الذي يظل خير أنيس للإنسان في ظل الثورة التكنولوجية في العالم…وهو مشروع متميز جدا بسبب جلسات القراءة وتنوع الفعاليات فيه أيضا من مسابقات وجلسات التدبر والتأمل.. والشكر موصول لأخصائية المركز التي تبذل قصارى جهدها لجذب المعلمات لتفعيل مركز مصادر التعلم.
وتقول الأستاذة مريم المحاربية مديرة مساعدة عندما يلامس الابداع أنامل القراءة والبحث تتفجر المعرفة في فكر مبدعيها فجاء إجراء لذائذ القراءة ضمن إجراءات البيئة الجاذبة في مشروع التطوير المستند إلى المدرسة (تمام) ليفجر طاقات من المعرفة في مبدعات عائشة أم المؤمنين ويحفز مشاركيها في حب البحث والمعرفة وإني أرى أن لهذا الإجراء النجاح الرائع في كل جوانبه من حب الاكتشاف والبحث والمعرفة المتجددة في رفوف كتبه وإبداعات جلساته القرائية الممتعة.
وذكرت الأستاذة فاطمة الرواحية عضو في فريق مشروع تمام بأن القراءة إحدى أدوات تحصيل المعرفة، وتنويع الخبرة، والقراءة لها تأثيرُها البناء في تكوين الشخصية فبالقراءة يشعر المرء بالغنى الفكري والثراء الثقافي فيحس بشخصية متميزة … وهذا ما شعرت به من خلال مشاركتي في لذائذ القراءة …ومن خلال الاطلاع والقراءة قمت بتلخيص مجموعة من الكتب منها الموسوعة الجغرافية المكونة من ثمانية أجزاء وكتاب الابتكار والإبداع الفكري للمؤلف احمد محمد عبد الجواد.
وقد أكدت الأستاذة أنيسة العامرية عضو في فريق مشروع تمام بأن لذائذ القراءة من الإجراءات الناجحة والمفيدة التي استقينا منها الكثير من المعلومات والمعارف المفيدة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى ذلك أن الإجراء يتيح فرصة لمناقشة المعلومات المعروضة بين الحضور، وما زالت ثمار هذا الإجراء تؤتي أكلها برغم الأوضاع والظروف الراهنة.
وأشارت الأستاذة تماضر النبهانية عضو فريق مشروع تمام بأن العمل في المشروع ساعدها على صقل مهاراتها في الجانبين المهني والشخصي، حين أنه يعزز مهارات الأعضاء ويمكنهم من حل المشكلات والسعي للتطوير بناء على طرق علمية ممنهجة وذلك لتحسين تعلم الطلبة والارتقاء بهم، وكل ما سبق يرتكز على أدلة من واقع البيئة المدرسية، كما أنها فخورة بانتمائها لمجتمع تمام المهني.