الدكتورة / سمية بنت حمد الحاتمية
رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية بالبريمي
الرضاعة الطبيعية هي عملية تغذوية فطرية مشتركة بين الإنسان وجميع الثديات، حيث يتغذى المولود بالحليب المنتج من ثدي الأم عن طريق الثدي، و قد ورد ذكر الرضاعة الطبيعية عدة مرات في القرآن الكريم تأكيداً على أهميتها، قال تعالى في محكم آياته: “والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة..” سورة البقرة( الآية233) و قوله تعالى “وأوحينا الى ام موسى ان إرضعيه” سورة القصص (الآية7).
وتكرارالرضاعة الطبيعية في القرآن الكريم يدل على فوائدها الجمة على صحة الأم و الطفل و الأسرة،سواء كانت فائدة بدنية او نفسية او مادية ومالها بالتالي من منعكس على صحة المجتمعات، وبالنظر الى الدراسات و البحوث العلمية الحديثة نجد ان المنظمات العالمية أوصت بأهمية الشروع بالرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى بعد الولادة وان تكون خالصة، و الإقتصار عليها بدون أية مكملات غذائية او مشروبات إضافية او حتى الماء، لمدة ستة أشهر من حياة الرضيع ،و أن لا تحدد بوقت معين بل تكون حسب الطلب للطفل اثناء النهارو الليل مع الإستمرار بالرضاعة الى عمر السنتين مع وجود الأطعمة المكمله او ما تسمى بالتغذية التكميلية. بالإضافة الى تجنب اعطاء الطفل المصاصات او اللهايات او القارورات، ولم تاتي هذة التوصيات عبثاً ولكن لما توصل إلية العلم الحديث من أهمية بالغة لهذاء الغذاء الطبيعي.
ويعتبر حليب الأم غني بجميع المغذيات الضرورية التي يحتاجها الرضيع منذ الولادة وحتى اتمامه الشهر السادس، ويسهم في التغذية الحسية والمعرفية فضلاً عن اهميته في حماية الطفل من الأمراض المزمنة كمرض السكري والسمنة وكذلك الأمراض المعدية وتقوية جهازه المناعي.
ومما أكدته البحوث العلمية ان الرضاعة الطبيعية الخالصة لها القدرة الفائقة والفاعلية العظيمة للتصدي للعديد من الأمراض المعدية حيث يتمتع حليب الام بنسبة عالية من الأجسام المضادة التي تنتقل بشكل مباشر الى الرضيع وتحمية من الأمراض.
وفي اثناء تفشي جائحة كورونا كوفيد-19 كان للرضاعة الطبيعية الأهمية البالغة في رفع المناعة والحد من خطر العدوى حيث أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة مواصلة الإرضاع حتى في حال ثبت إصابة الام بالفايروس مع اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية كأرتداء الكمامة الطبية حينما تكون بالقرب من الطفل وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون او بمطهر قبل ملامسة الطفل وبعدها، وكذلك المواظبة على تنظيف وتطهير اي سطح يتم ملامسته، وذلك تأكيدا على اهمية الرضاعة فهي طبيعية ومستدامة.
أما في حال كانت الأم تعاني بشدة من مرض كوفيد-19 او من مضاعفات اخرى تمنعها من رعاية طفلها او مواصلة إرضاعة من الثدي مباشرة، فعليها عصر الحليب من الثدي لتغذية طفلها بأمان.
كما ان الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية للعام 2020 كان داعماً للرضاعة الطبيعية اثناء الازمات والجائحات وحالات الطوارئ حيث كان تحت شعار ” دعم الرضاعة الطبيعية من اجل كوكب أكثر صحة” فالرضاعة الطبيعية نظام غذائي ومستدام في ظل الجائحات والكوارث وآمن حيث يوفر الحماية القصوى للطفل في جميع الحالات وختاماً نقول معا” ندعم الرضاعة الطبيعية”