2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

المدرسة حياة .. ثقافة الأفراد

محمد بن أحمد بن خالد البرواني
‏alnigim@gmail.com
محمد للإستشارات الإدارية والتربوية والتعليمية

يعتبر الأفراد عناصر أساسية في أية منظمة، وهم القادرون على إحداث التغيير والتطوير المراد؛ ذلك أن أهمية هذه العناصر تتمثل في قدرتها على تحسين وزيادة فعالية المنظمة من خلال تحسين عواملها الداخلية التي تؤثر في نشاطهم والعوامل الخارجية المرتبطة بنشاطهم وسلوكهم الجماعي، ومهما تكن مكانتهم في المنظمة فهم يعتمدون على الآخرين ولذلك يؤثرون بنظرائهم ورؤسائهم ومرؤوسيهم، ولكن الأهم أن يكون هذا التأثير إيجابياً.

وتأتي أهمية ثقافة الأفراد في كونها أسلوباً لتفاعل العاملين لتحسين الأداء المنظمي ثم التأثير في اتخاذ القرارات، إن القيم الأساسية التي تسيطر على معتقدات العاملين في المواقف الصعبة والتي تحتاج منهم إلى التحدي مما يمكنهم من بلوغ الأهداف المحددة لهم، كما تساعد المنظمة على التكيف بشكل جيد مع البيئة الخارجية والاستجابة للتغيرات السريعة التي تتعرض لها، كما يمكن أن تكون الثقافة هي العامل الحاسم للنجاح في تنفيذ استراتيجية التشغيل، وتلعب أيضاً دوراً هاماً في تحديد نجاح أو فشل المديرين.

ووجد الباحثون أن هناك علاقة معنوية بين طبيعة الثقافة السائدة والعديد من المخرجات كالالتزام بالعمل ودوران العمل، وتعتبر الثقافة أحد الوسائل التي تمكن المديرين من تحقيق أهدافهم.

إن ما يميز الاهتمام بثقافة المنظمة هو التأكيد على أن الثقافة التنظيمية القوية هي التي تقود إلى الأداء الجيد، ولذلك يمكن للإدارة التنبؤ بردود أفعال الأفراد، مما يقلل من النتائج غير المرغوب فيها، حيث أن لكل فرد خصائص معينة وكذلك له أسلوب سلوكي خاص، وهكذا بالنسبة للمنظمات المختلفة لها ثقافتها الموروثة والخاصة بها التي تؤثر في عملياتها، ولكي يحدث التحول يجب أن يتضمن هذا التحول الفعال صورة واضحة عن المستقبل، ووضع ترتيبات مؤسسية لتسهيل التحول، ومن ضمن الأساليب المستخدمة في ممارسة الأساليب الجديدة هو عملية استخدام الأساليب الحديثة والقديمة في خطين متوازيين، بحيث يستطيع العاملين من خلالها رؤية الإيجابيات للممارسات الحديثة وخاصة عند استخدام التكنولوجيا، وكذلك من ضمن الأساليب في تغيير ثقافة الأفراد دعم المدراء من خلال تدريب الموارد البشرية.

إن المتتبع للتحديات التى تواجهها منظمات العمل في مجتمعاتنا يعود إلى ثقافة الأفراد في مدى التزامهم بالعمل وحبه والقدرة على الإنتاج والإنجاز وليس أدّل في ذلك من تأخر المعاملات أو غيابها أو طريقة إجراءاتها مما يتطلب من القائمين التركيز على تدريب الأفراد وإكسابهم الثقافة التي ترغب المنظمة نشرها وتعميقها في نفوس العاملين.

إن الثقافة التي ارتبطت مع العمانيين في مجال الالتزام بالقيم والتي أكد عليها سواء من خلال تلقين الصبيان وجوهر النظام للإمام السالمي، أو ما تبنته من قيم في أشعار ابن عديم الرواحي والسالمي والشعيبيّ، والتي صارت أيقونة في كل لسان عند كل موقف مما جعلها ثقافة إيجابية سائدة لدى المجتمع يستدلون بها ويرشدون كل حائر، وأصبحت أداة يقنعون بها كل جاهل.

إنّ المجتمع والجيل الحاضر والقادم في عصرنا بحاجة إلى رؤية واضحة تحدّد ثقافته وهويته، تغرس المفاهيم وتحددها وتبني العقائد الصّحيحة وتقوّمها في وقتٍ قلّت فيه القُدوات واضمحل دور الأسرة الممتدة، وَوُجدت ثقافات مختلفة ومتنوعة أطّرها انفتاح العالم وتطوره السريع.

إن البناء على ذلك يتطلب مؤسسات خاصة تُعنى بالتدريب منظمة ومرخصة، وكذلك بناء مراكز للدراسات تعمل على مجابهة الثقافات التي تلجُ إلى مجتمعاتنا والعمل على تنقيتها لتُصبح مقبولة لدى المجتمع أو رفضها، فكم من خطاب وجهه الله عز وجل لخلقه لاكتساب أفضل الثقافات التي تدعوا إلى التعاون والتآلف والتحاب واحترام الآخرين، فهي كفيلة بتبصيرنا أن نحذو حذوها، ونُعمل العقل ونقدّم ما يُعزّز مجتمعاتنا بثقافتها المميّزة المستقلّة النابعة من عقائده الإسلامية الصحيحة، فلا إهمال ولا تجريح ولا اتكالية ولاتقليد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights