2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

ابدأ في الدفع نقدًا لكل شيء تقريبا

سلطان بن حمد البوسعيدي

لقد مرت عليَّ هذه العبارة ووجدت أننا بالفعل نحتاج لها ونستخدمها لتصحيح المسارات المالية، فهناك اختلافات بالنسبة للتعامل مع المال بين الأشخاص في التصرف بالمال من خلال الإنفاق والشراء، وربما هذا السلوك يحدد نتائج التعامل مع هذه التصرفات.

وأتكلم هنا في هذا المقال عن نمط العيش في مجتمعي، حيث توجد ثقافات التعامل مع المال من منطقة إلى أخرى في عملية التداول بالمال، وهذه الثقافات تعكس وضعهم الاقتصادي.

فالثّقافة السائدة مع نسبة كبيرة لبعض الفئات من الشباب أنهم في بداية مشوار حياتهم المهنية بمجرد الحصول على وظيفة يلجأ إلى القرض المالي بأنواعه كافة، والتي تساعد بالفعل لإيجاد حلول سريعة لمواكبة التغير الذي يحدث، ومجارات الأحداث والتقليد لبعض الأشخاص .

وأيضًا القروض هي محرك نشط في السوق كلما زادت القروض تزيد حركة البيع والشراء والدخول في عالم الاقتصاد الذي بدوره يحرك ويساعد على الاستثمار بأنواعه كافة.

ولكن عملية الاقتراض ربما تكون سلبية في جانب آخر، وقد يتأثر بالفعل الشخص المقترض، وتتضاعف عليه الديون، ولا يتسطيع أن يخرج من دوامة القروض التي بدأت من أشياء بسيطة وهي على سبيل المثال شراء سيارة، ليمر الوقت ويلاحظ نفسه أنه يريد أن يستعد للبناء وللزواج، ولكن قرضه السابق كان له عائقا في تنظيم الأفكار والمال الذي يستخدمه. قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً )وقوله تعالي أيضاً : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).

وهذة الآية كفيلة أن نتفكر بعمق فيها وعدم الانجراف في القروض رغم فاعليتها في تسهيل الأمور علينا، وربما تكون هناك بعض التفسيرات التي تخفف علينا في مفهوم الآية لنجد مخرجاً ليحللها . ولكن ماذا لو انتظرنا قليلاً وضبطنا أنفسنا قليلاً في عملية التحكم بالمال، وتعلم ثقافة الادخار التي سوف تجدي نفعاً في العملية التكاملية، وتحدد مسارنا الصحيح للتعامل معه، فهناك بعض النقاط التي نلامسها في التعامل مع المال ومنها؛
1- أن نتعلّم ثقافة التعامل مع البطاقة الائتمانية التي نملكها، ولكن يفضل عدم استخدامها؛ لأنه لا نستطيع أن نتحكم في الشراء بها، ويفضل استخدام أو الشراء بالمال النقدي ليدفعنا إلى التحكم أكثر في عملية الشراء، وتدوين ما نود شرائه قبل الذهاب إلى مكان التسوق، ووضع مبلغاً محددا للعملية الشرائية، وهذا يزرع في النفس عدم الإسراف، ويساعد على عملية الادخار. قال الأصمعي:
والنفسُ رَاغِبَة إِذا رَغَّبْتَهَا وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ.

2- أيضاً هناك الكثير من لديه قروض فلا يستسلم، بل يحاول جاهداً في التخلص منها ويبدأ في القروض البسيطة التي تمهد له الطريق للقضاء على القروض الكبيرة .

3- عدم اللجوء إلى إعادة الجدولة للقروض؛ لأن الفترة السابقة كان البنك يعمل على أخذ الفائدة، وربما لم يبدأ بالفعل في استقطاع القرض للمال المأخوذ، وعندما يقوم بعملية إعادة الجدولة فإن جميع المبالغ التي تم دفعها لم يستفد منها في إنقاص القرض، بل كانت فقط للفائدة ليجعل المقترض في البدء من جديد لدفع الفوائد.

في نهاية المقال يجب نتعلم أن المال ثقافة عامة يجب تعلمها، ونتعلم أحكامها ونتائجها المترتبة علينا، وأن نبدأ بالفعل بالعملية الشرائية نقداً لكل شيء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights