ليس لديّ وقت
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
كثيراً ما تتردد على مسامعنا عبارة “ليس لديّ وقت “، وتطرق آذاننا بين فترةٍ وأخرى، فعندما تصادف زميل عمل في مكانٍ ما وتطلب منه زيارتك أو أن يرافقك لشرب كوب من القهوة، تأتيك الإجابة “اسمح لي الغالي والله ما عندي وقت”، وعندما تسأل ابنك كم كتاباً قرأت هذه السنة؟ فيجيب: “ما عندي وقت”، وعندما تسأل صديقاً لك هل زرت والديك هذا الأسبوع؟ وتنصدم من الإجابة بقوله: الأسبوع القادم سأزورهم – بإذن الله – لأنّ هذا الأسبوع لم يكن لدي وقت، وهكذا.. الأمثلة كثيرة ومتعددة.
فهل أصبحت هذه العبارة موضة في هذا الزمن؟ أو أننا لا نعرف كيف ندير وقتنا؟ أم هل نحن مشغولون بالفعل إلى هذه الدرجة التي تصل أحيانًا لأنْ ننسى أنفسنا؟ فكلّ منّا يمتلك نفس الوقت خلال اليوم الواحد، وكل منا عنده أشغال وارتباطات أسرية واجتماعية وعملية، ولكن المهم والأهم كيف أستثمر هذا الوقت في تحقيق جميع ما أريد دون أن أهدره في أشياء ليس لها منفعة ولا قيمة، فلا تُعوّد نفسك على استخدام هذه العبارة كعذر كي لا تصبح طبعاً لديك ولا تتمكن مستقبلًا من التخلص منها، فتكون ملازمة لك.
ولا شكّ بأنّ الوقت من الأشاء المهمة وله مكانة كبيرة وأهمية في تنظيم جميع مجريات الحياة، وذلك بحُسن التصرف به وتنظيمه، والأهمّ قناعتنا بأنه مهم في حياتنا كبشر، فنحن نعرف الكثير من الأصدقاء الناجحين في إدارتهم للوقت واستثماره الاستثمار السليم وعندهم نفس ارتباطاتنا نحن من أسرةٍ وأصدقاء وعمل وتجارة…الخ، لكنهم أعطوا كل جانبٍ من هذه الجوانب الوقت المحدد والكافي، وإن كان أحياناً يطغى جانبٌ على آخَر لظروفٍ معيّنة ولكن ليس بصفةٍ مستمرة.
فإذا أردتَ أن تعرف نفسك هل أنت من أصحاب هذه الموضة أم لا؟ فما عليك سوى أن تطرح على نفسك هذا السؤال: ما خطتك لهذا اليوم؟ وما هو جدول أعمالك؟ فإذا كانت إجابتك غير محددة، وليس لديك خطّة واضحة للأشياء التي يجب أن تقوم بها غير الأشياء الروتينية التي تعوّىدتَ على فعلها يوميًا؛ فتأكد بأنّك من أنصار “ليس لدي وقت”، ولهذا تجد البعض يتذمر من الروتين الذي يقوم به بصفةٍ يومية ومستمرة دون تجديد في النشاطات اليومية، وعدم استغلال الوقت بالشكل الصحيح.
أخيراً أعطِ كلّ شيءٍ وقته الخاصّ والمحدد له، ولا تسوّف كثيرًا وتؤجّل الأعمال التي تريد القيام بها وابدأ بالأولويات والأشياء الأكثر أهمية، فزيارة الوالدين تأتي قبل زيارة الأصدقاء، والذهاب للعمل يأتي قبل الذهاب للتسوق أو للتنزه، فإدارة الوقت مهارة مهمة، فهي إدارة لنفسك وذاتك، وإن كنت لا تستطيع إدارة وقتك بالصورة الصحيحة فلن تستطيع إدارة أيّ شيء في حياتك، خطّط لوقتك التخطيط السليم، فالوقت أنت تملكه فأحسِن التصرف به.