2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

سمائل تودع أقدم تاجر مواد غذائية

علي بن مبارك اليعربي

ودعت سمائل يوم الثلاثاء 7 جمادى الثاني(6) 1442هـ الموافق 19/ 1 /2021 م أكبر وأقدم تاجر مواد غذائية في الولاية وهو الوالد محمد بن زهران الرواحي عن عمر يناهز (100) عاما. كان مثالاً للصدق و الأمانة مما جعله -رحمة الله عليه- يستقطب زبائنه من أنحاء الولاية وخارجها بما يمتلكه من دماثة الخلق وحسن التعامل مع مختلف مكونات المجتمع، كما أن الانضباط، هو أحد الركائز التي اعتمد عليها والذي استطاع من خلالها أنّ يسجل اسمه في السوق السمائلي قبل النهضة المباركة بسنوات عدة في السوق القديم بعلاية سمائل، حيث سهل وجوده المستمر في محل بيعه صباحا ومساءً لزبائنه تداول البيع والشراء معه دون الحاجة لانتظار مواعيد محددة كما هو الحال في المتاجر العصرية والمجمعات التجارية. فقاعدة التبكير والحرص عليه تنبعث من المنهج الإسلامي القويم؛ أن في البكور بركة وزيادة ونماء لخيري الدنيا والآخرة، وأنه ينبغي لكل مسلم أن يحشد همته ويقوي عزيمته للمسابقة لفعل الأعمال الصالحة في كل الأوقات، وخاصة في بداية النهار، وهو وأول الفجر لصلاتها وقراءة القرآن والأذكار بعدها، ثم التوجه لبقية الأعمال الدنيوية والدينية النافعة له في معاشه ومعاده.
وكما يقول ابن القيم – رحمه الله- ونوم الصبيحة يمنع الرزق، لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، فهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة، فهو مضر جداً بالبدن لإرخائه البدن وإفساده للعضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة ويحدث تكسراً وإعياءً وضعف. وهذا ما كان يقوم به الوالد محمد بن زهران الرواحي – رحمه الله- حيث كان يسعى إلى متجره مشيا على الأقدام لمسافة تقارب الثلاثة كيلومترات ذهاباً وإياباً فكانت تلك عادته اليومية والتي نادراً ما تخلى عنها، مما جعله يكون علاقات قوية بالناس حيث كان يلتقيهم في غدوه ورواحه وهذا ما كان يبتغيه في ترجله إلى عمله، فارتبط اسمه بالسوق السمائلي ولم يثنه -رحمة الله عليه – انتقال تجارة السوق من علاية سمائل إلى مركز المدينة (إبان النهضة المباركة) فتجارته عاشت عصرين من الزمن ما قبل النهضة وعصر النهضة وقد اجتهد في توفير مستلزمات زبائنه والتجديد في تداول مختلف المنتجات والتعرف على رغبة واحتياجات المستهلك و توفيرها ليتمكن من الاحتفاظ بالزبائن رغم ظهور المجمعات التجارية والمنافسة الشرسة منها، لأن متجره كان أول من يفتح أبوابه للبيع بُعَيدَ صلاة الفجر وهو الموعد المعتاد.
وبما أن الصبر، والانضباط من أهم صفات التاجر الناجح فقد كان التزامه بهما سر نجاحه؛ حيث كان منضبطاً وصبوراً على تجارته، قنوعاً يكفيه من الربح القليل محتسباً الأجر والثواب من الله الرزاق الواحد الأحد. وسانده في ذلك قدرته على التكيّف وإدراكه أن كلّ يوم في حياة التجارة يختلف عمّا يسبقه وما يليه من أيام، حيث تحدث الكثير من التقلّبات باتّجاه جيد أو سيئ تجارياً، والتاجر الناجح يطبّق استراتيجيّته المناسبة حسب الوضع في السوق، وهذا ما حافظ على الاستمرار ثبات مكانته التجارية كل تلك السنين.
رحمك الله يا والدنا العزيز و جعل ذلك في ميزان حسناتك فقد كنت مثالاً للتاجر الناجح بين جيلك، وقدوة للأجيال القادمة.

الوالد المرحوم / محمد بن زهران الرواحي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights