جائزة السلطان قابوس طيَّب الله ثراه
زكية اللمكية
إنَّ جائزة السلطان قابوس طيب الله ثراه كانت لي موعداً مع السعادة وولادة جديدة.
وحقاً ستبقى هذه الجائزة أجمل ذكرى مرت عليّ، وكما قالوا لي عند تسليم الجائزة إنها لم تأتِ بسهولة، هذه الجائزة لطالما أعتز بها لأنها فخر لي ولولايتي ولقريتي ولوطني الغالي.
وستمضي معي قدماً نحو الأفضل دائماً بإذن الله، وستكون برفقة مسيرتي التاريخية لأنها كانت السر في انطلاقي.
“إعلان الجائزة”
فور إعلان فوزي بجائزة المركز الثاني على مستوى السلطنة وأنا أقف على منصة التتويج
الجميع متعجب وعلامات الاستفهام في أعينهم!!!
لما كل هذا البكاء؟؟؟
ماذا فعلَت حتى تبكي هكذا؟؟
فجميعهم لا يعرف أنَّ وراء هذا البكاء قصة!!!، جميعهم لا يعرف كيف حققت زكية كل هذا، وكيف وصلت إلى الفوز بالجائزة، كانوا يتوقعون أنَّ الصعود على سلم النجاح كان بوجود رأس المال وليس بوجود الصبر والإصرار والعزيمة، لا يعلمون أنَّ بداية مشروع المتحف كان بثلاثة عشر (١٣) ريالاً عمانياً، حتى وصل إلى مبالغ بآلاف الريالات.
لقد أراد الله عز وجل أن أكمل مسيرة التاريخ دون أن انتظر الدعم الحكومي أو الشخصي.
“انطلاقة المتحف”
صادفت الكثير من المعوقات والتحديات وتعثرت خطواتي في بداية أمري، ولكن حقيقة لم أشعر إلا وكأنَّ الأمور جرت كمجرى الماء مهما كانت مشقتها، حيث شقيت الطريق بنفسي وخضت الطرقات وأمضيت عمري ووقتي في البحث عن المقتنيات، فتارة أجد من يقوم بالمساعدة من الشباب وتارة الجيران وأخرى بنفسي.
“أثناء البحث”
وفي بداية المشوار الكثير يسأل من أين أتيتي بالمقتنيات ؟؟
كنت أبحث في الطرقات الوعرة والبيوت المهجورة عن المقتنيات حتى يرى السائح كيف كانت الحياة قديماً، فكنت أحمل معي المعدات، تركت الخوف جانباً وسلَّمت أمري للباري عز وجل فأعطاني الشجاعة والقوة كي تتسهل عليّ عملية البحث، فكنت أضع هدفي دائماً أمامي ولا أيأس، كانت هناك قوة تدفعني وعزيمة تشجعني وإصرار يحملني، تجاوزت جميع العقبات والتحديات بحمدالله وفضله، كنت أبحث وفي وقت الظهيرة والناس نيام وأذهب إلى ذلك المكان الموحش برفقة المساعدين لي، صادفت الحشرات والدواب الزاحفة وفوق هذا لم أيأس وواصلت لأنني لم أملك المال حينها حتى أشتري القطع الأثرية كونها باهضة الثمن، وتمكنت من جمع حوالي ألف قطعة وملأت البيت بها وقمنا بترتيبها في أروقة البيت وبعضها حصلت عليها كهدايا من أصحاب الخير.
هكذا هي الإرادة والعزيمة، وهكذا هو الاصرار، وهكذا هو الانتصار.
“مبلغ الجائزة”
عندما حصلت على مبلغ الجائزة .. كانت بدايات جائحة كورونا في ذلك الوقت، بدأ الخوف يسيطر على عقلي، مخافة مغادرتي هذه الدنيا وأنا لم أحقق بعض من طموحي في البيت الغربي، فلربما كان هذا المبلغ هو الوسيلة لتحقيق بعض الأمنيات ولله الفضل والمنة، لم أنتظر نهاية كورونا، سلمت أمري لرب العالمين وتسارعت في بناء مصلى للزوار، ودورات المياه ومرافق أخرى، وتحملت مخالطة البنائين والذهاب إلى معدات المباني، ورضيت بما يكتبه لي رب العالمين، ولكن إرادة الله وقوته سلمتني من شر هذه الجائحة وأكملت بناء المصلى ودورات المياه وغير ذلك أثناء انتشار هذه الجائحة.