الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (( العلاقات العمانية الفرنسية ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السادس عشر: –
هذا المقال، هو الأخير من هذا المصدر وسوف يكون بإذن الله تعالى عن العلاقة العمانية الفرنسية.
– كان الاهتمام الفرنسي بعمان مبكرًا ففي عام ١٦٦٧م اقترح المبعوث الفرنسي في بلاد فارس المدعو دي لاين السيطرة على مسقط والاحتفاظ بها كقاعدة بحرية.
– كانت المذكرات والمعاهدات الفرنسية مع الفرس غالبًا ما تحتوي فقرات تخص احتلال عمان والسيطرة عليها.
– شهدت المياه الإقليمية العمانية الكثير من الاشتباكات بين فرنسا وبريطانيا، تصرف خلالها الإمام أحمد بما يحفظ استقلاله وسيادته وحياده.
– كانت العلاقة التجارية العمانية الفرنسية تتركز في جزيرة موريشسيوس أو آيل دي فرانس حيث كانت عمان تستورد ما يلي:-
١-القرنفل.
٢- التوابل.
٣- سكر القصب.
وكانت تُصدِّر ما يلي :-
١- اللؤلؤ.
٢- الخيول.
٣- التمور.
٣- الفواكه المجففة.
٤- الأسماك المملحة.
– كانت العلاقة مع فرنسا يسودها الصداقة والود مع فترات توتر محدودة.
– اعتاد لامارتينك حاكم الجزيرة الفرنسية إرسال الهدايا من المدافع والعتاد إلى الإمام الذي كان يرد عليها بهدايا أخرى مناسبة.
– ورغم العلاقة التجارية النشطة مع الجزيرة الفرنسية إلا أن الإمام رفض طلب شركة الهند الشرقية الفرنسية بإقامة مركز تجاري لها في مسقط كما لم يكن لها ممثل رسمي في العاصمة العمانية.
– هذا الموقف من فرنسا وقبلها بريطانيا انطلق من سياسة الحياد الذي اتبعه الإمام والتزم به طيلة فترة حكمه.
– أصبح ميناء مسقط مركزًا لتموين السفن الفرنسية المتجهة إلى البصرة والهند أو العائدة منهما.
– عام ١٧٨١م تعرضت العلاقات العمانية الفرنسية إلى أزمة شديدة على خلفية استيلاء الفرنسيين على السفينة العمانية الصالح ونهبت بضاعتها المهمة التي كانت متجهة إلى البصرة فهرب أحد بحارتها من الأسر وأبلغ الإمام بالحادث.
– غضب الإمام بشدة على هذا التصرف وأمر بالاستيلاء على سفينة فرنسية راسية في ميناء مسقط إلا أنه أطلق سراحها وفضَّل حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية.
– أرسل الإمام رسالة ملاحظة إلى حاكم الجزيرة الفرنسية للاحتجاج على أعمال القرصنة الفرنسية في المياه العمانية.
– وجه الإمام رسالة أخرى إلى ملك فرنسا لويس السادس عشر عبر فيها عن رغبته بالاحتفاظ بعلاقات طيبة مع فرنسا كما طالب باتخاذ عقوبات ضد قبطان السفينة المسؤولة عن حادث أسر السفينة العمانية الصالح.
– لعب القنصل الفرنسي في العراق روسو دورًا مهمًا في تبليغ حكومته بسخط وغضب الإمام وعدم رضاه عن تصرفات السفن الفرنسية فكان رد الحكومة الفرنسية إيجابيًا لرغبتها في الحفاظ على الصداقة العمانية الفرنسية فتعهدت بتعويض الإمام عن السفينة المأسورة الصالح.
– نتيجة لما كانت تقوم به السفن الفرنسية من أعمال قرصنة ضد كل ما يشك بأن له علاقة بالإنجليز فقد تضرر الكثير من التجار العرب فطلب تجار بغداد من الإمام أحمد بمنع الفرنسيين من دخول عمان؛ لأنهم تسببوا بالكثير من الأضرار لهم.
– ورغم كل المشاكل والاعتداءات الفرنسية إلا أن العلاقات العمانية الفرنسية كانت أقوى منها مع بريطانيا فكانت للإمام علاقات نشطة مع الجزيرة الفرنسية وكذلك مع القنصل الفرنسي في العراق.
– كانت التجارة العمانية مع المستعمرات الفرنسية مربحة جدًا للتجار العمانيين فكانوا يتولون بأنفسهم تلك التجارة كما كان الفرنسيون يستوردون حاجاتهم من المؤن بواسطة السفن العمانية.
– مما سبق يتضح لنا سبب رغبة الطرفين في تجاوز المواقف السلبية التي تقع بينهما إذ كان الفرنسيون يسترضون الإمام أحمد بما يبدر منهم من تجاوز ضمن حدوده ويقدمون له الاعتذار والهدايا.
– لم يكن الإمام أحمد راغباً في التصعيد ضد الفرنسيين رغم قدرته على ذلك؛ نظرًا لقوة الأسطول العماني ولكنه كان يغلّب الطرق الدبلوماسية؛ حفاظاً على المصالح الاقتصادية.
وبهذا نكون قد انتهينا من المعلومات الواردة في هذا المصدر راجيًا من المولى عز وجل أن أكون قد وفقت في نقل المفيد لكم ، ومتمنيًا لكم قراءة ممتعة واستفادة طيبة.
المصدر: –
عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد
١٧٤٤م – ١٧٨٣م
المؤلف: –
فاضل محمد عبد الحسين جابر