2014
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

لوكيشن ” Location” فصلي … خارج السرب

خميس البلوشي

مرت كل النظم التعليمية في العالم بأجمعه بتحديات لم يسبق لها مثيل في ظل جائحة كورونا وانتشاره، وبدأت تتغير أنظمة التعليم وسياقات التعلم، وفرضت علينا توظيف أدوات في أساليب التدريس وطرقه من حيث حداثتها، وتحولت مناهجنا الدراسية إلى محتويات ومكونات إلكترونية باستخدام وتوظيف تقنيات المعلومات، وقد سعت وزارة التربية والتعليم جاهدة بتضافر ومساندة جميع القائمين على إدارة التعليم والتعلم في الميدان التربوي من كادر تدريسي وإداري وإشرافي وفني إلى المواءمة بين مقتضيات إحتياج المستفيدين “الطلاب”، بكل ما تمتلكه من إمكانات في ظل هذه الظروف الطارئة وتحدياتها، والتي طرأت هذا العام، وذلك بوضع الخطط التنفيذية لاستكمال العام الدراسي وفق الأوامر السامية لمولانا صاحب الجلالة هيثم بن طارق -حفظه الله-، والاستفادة قدر الإمكان من التعليم والتدريب ” التمكين” التكنولوجي ودمجه في العملية التعليمية، ومع الأخذ بالاحتياطات الاحترازية والوقائية لضمان صحة الكادر التدريسي والإداري وأبناءنا الطلاب. وفي ظل الظرف الحالي الذي يمر على العالم بسبب انتشار فيروس كورونا والتحديات والمعوقات التي فرضت على مختلف النظم التعليمية وحدت من السير بهذا العمل. وتعد تكنولوجيا المعلومات من أبرز هذه التغيرات ومظاهرها، وتعد المعلومات التكنولوجية سمة رئيسة يشار إليها بالبنان فتطورت وسائل الاتصال والتواصل، فأصبح العالم كله كقرية صغيرة، وبما أن التربية ليست بمعزل عن هذه التطورات المتلاحقة، وفي ضوء الأوضاع الراهنة المتعلقة بــ”كورونا” ، فقد أسرعت الوزارة إلى تغيير فلسفتها وأهدافها وذلك بناءً على المعطيات السابقة، فغيرت من تقديم مناهجها الدراسية وإدارة نظمها التعليمية كماً ونوعاً؛ وذلك بتدشين منصة منظرة لصفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ومنصة google class room للصفوف (الخامس – الثاني عشر) من أجل تحسين جودة التعليم، وزادت أهمية الإنترنت في العملية التعليمية في إحداث التغيير الجذري في طرق التدريس وأساليبه بشتى أنواعها.

ففوجئنا بواقع الاستفادة من شبكة الإنترنت؛ حيث شهدت أجيال الويب المتعاقبة في السنوات الماضية تطوراً كبيراً في بنائها وخصائصها ووظائفها، وأصبحت أداة رئيسة في العملية التعليمية، وأظهرت ملامح هذا التطور أنماطاً جديدة من تلك الأدوات أكثر تفاعلية وتشاركية، مما جعلها تدخل مرحلة متقدمة من مراحل التطور؛ وهي المرحلة التي تطلق عليها مرحلة الإصدار الثالث أو الويب 0.3 والتي استطاعت جذب عدد كبير من المستخدمين وذلك لما تقدمه من مزايا في وظائفها المتعددة، فبعد أن كانت تعتمد في بادئ الأمر على العلاقات الفردية بين الفرد والشبكة في نقل وتداول المعلومات، ظهر الجيل الثالث “الويب 0.3″ التي شجعت على الخروج من الإطار الفردي في التفاعل بين الفرد والشبكة إلى نوعاً من المشاركة الاجتماعية الإلكترونية ، والتي تمكن من خلق حياة اجتماعية كاملة عبر شبكة الإنترنت، ومن هذا المنطلق ها هي النافذة تتطور بشكل سريع، لذا فإن مجال تكنولوجيا التعليم بطرق تدريسه وأساليبه لا بد أن يكون مواكب مع هذه التقنيات الحديثة من الجيل الثالث” الويب 0.3″، ولا بد أن تستفيد من هذه التقنيات بما يتفق واحتياجاتها واحتياجات المستفيدين (الكادر التدريسي) منها، حيث أن الويب 0.3 مبني على فكرة التفاعل والمشاركة بين جميع الأطراف.

وهنا أنا قادم إلى موقع فصلي في حلته وإطاره المتواضع لأفتح منصتي، ومع إشراقة كل يوم تحذوني الغبطة لأبحث عن وميض إشارة لتعطي أملاً ينظر إليه كثير من طلابي، وأنا أنتظر واجهة لوحة فصلي على أمل أن يعرض درسي…. فإذا منصتي وفصلي خارج السرب… بسبب ضعف الشبكة العنكبوتية، والتي من المفترض أن تغطي نسيج خيوطها أرجاء حديقة مدرستي وساحاتها… وما زلت أبحث عن إشارة شبكة وأتنقل من فصل لآخر كطير ينتقل من شجرة إلى أخرى… ولكن بدون جدوى ” ولا يزال صفي خارج السرب”!. فأين مزودي الخدمة لهذه الشبكات …أين تقوية شبكاتهم ؟ وأين أليافهم البصرية والتي لا تكاد أن ترى..؟.
رفقاً بأطفال وطلاب يتأملون عاماً دراسياً استثنائياً لعله يبقى في ذاكرتهم ذكــرى مليئة بنوع من التعليم التكنولوجي لمواطن رقمي طالما حلم به ذلك المسمى بالمهاجر الرقمي (ولي أمره). فلنجاح عملية التعليم عن بعد في هذه المرحلة يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار معايير ومؤشرات هذا النجاح، كالدعم الفني وتوسعة نطاق البنية التحتية للشبكات.

فثمة تساؤل: ماذا سيحل بنا لو التحق بنا الجيلين القادمين من أجيال الويب (0.4 و 0.5) ؟ حتماً سنكون جميعاً خارج السرب…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights