تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

منظرة….. والتعليم الأخضر

خميس البلوشي

كثيرٌ منّا من يبحث عن مُسمياتٍ لامعةٍ وبرّاقةٍ تشدّ الانتباه، وها نحن في صراعٍ مع مُسمياتٍ تقنية وتكنولوجية تنزل علينا، ولا ضَير بأننا قد سمعنا بها أو لم نسمع بها أو قد نكون لا ندركها، فارتبط مفهومنا بنظامٍ تعليميٍّ جديدٍ ألَا وهو التعليم الإلكترونيّ، ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، انتشر مفهوم التعليم الإلكترونيّ، والذي يعني: التعليم باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، من حاسوب، وشبكة إنترنت، ووسائط، مثل: الصوت، والصورة، والفيديو، سواءٌ كان ذلك في الفصل، أو التعليم عن بُعد، وذلك بأقلّ وقتٍ وجهدٍ، وأكبر فائدة، وفي الكثير من الأحيان يكون التعليم الإلكترونيّ في بيئةٍ بعيدةٍ عن المعلّم، ممّا أتاح فرصةً أكبر لعددٍ أكبر لتلقّي التعليم بكلّ يسرٍ وسهولةٍ.(1)، وله أنواع ومميزات، “وانشقّ منه التعليم المُدمج.

ويُعرّف التعليم المُدمج بأنه أحد صيَغ التّعليم أو التّعلّم التي يندمج فيها التّعلّم الإلكتروني مع التّعلّم الصفي التقليدي في إطارٍ واحد، حيث توظف أدوات التّعلّم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس، مثل معامل الكمبيوتر والصفوف الذكية، ويلتقي المعلم مع الطالب وجهاً لوجه معظم الأحيان.(2)، وله مُسميات أخرى كــ(التعليم المزيج والتعليم الخليط و التعليم المتمازج والتعليم المؤلف)، وله متطلباته الخاصة.

والتعليم عن بُعد يعرّف على أنه: “وسيلةٌ من وسائل التعليم التي شهدها عصرنا الحالي، عصر التطور والتكنولوجيا، تتمثل عملية التعليم عن بُعد في توفير البيئة التعليمية ولكن في العالم الافتراضي، ألا وهو عالم الإنترنت حيث تقوم بتوفير الوسائل التعليمية من معلمين وتلاميذ وطلبة ومناهج علمية ويكملون عملية التعليم على الإنترنت، صُدّرت هذه الفكرة من أجل الطلبة الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة أو إلى الجامعة بشكل يومي أو شبه يومي”(3)، وغيرها من المصطلحات، وما إن تنفّس المجتمع _وخاصة أولياء الأمور_ من هذه المسميات المرتبطة بالتعليم الجديد، وأحاط به مفهوم جديد مرتبط بالتكنولوجيا وذلك باستمرارية نظام تعليمي وارتباطه بالتنمية المستدامة، ألا وهو التعليم الأخضر، فالتعليم الأخضر هو:
“إن التعليم الأخضر أو ما يسمى بالمدرسة الخضراء أو الجامعة الخضراء، هو التعليم العصري الذي يسعى إلى التنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي والاستفادة منه في سائر عناصر العملية التعليمية بكفاءةٍ عاليةٍ ونواتج متميزة، وفق معايير صديقة للبيئة.

فهو بذلك يطور شقّين: الشقّ المتعلق بالبرامج البيئية من مبانٍ وطاقة وتشجير وخدمات، وهذا الجانب نجده بشكلٍ واضح وجليّ في كثيرٍ من دول العالم العربي، و قد بدأ تطبيقه منذ عدة سنوات.
وأما الشقّ الآخَر فهو كل ما يركّز على العملية التعليمية بالتقنيات والتطبيقات والاستراتيجيات والممارسات المرتبطة بمفهوم التعليم الأخضر، وقد بدأت كثيرٌ من الدول في اعتماده في مؤسساتها ونظامها التعليمي” (4)، ومن أدواته: المنصّات التعليمة والاجتماعية مثل منصة إدمود EdmodO والمنصة التعليمية جوجل classroom.

وما أن أفاق ذلك الوليّ وابنه من سُبات مُسميات حلم التكنولوجيا المتلاحقة فإذا به بمسمىً آخر “منظرة” “وهي مَكانٌ من البَيْت يُعدّ لاستِقْبال الزَّائرين”(5)، وكان سعد بن أبي وقاص قد اتّخذ من سطح قصره كمنظرة، بعد أن ألَمَّ به المرض، فوضعوا له وسادة تساند عليها، وهو يخطب بجيش المسلمين الذي كان بقيادته، ويراقبه ويديره في معركة القادسية ضد جيش الفُرس، وأصدر أوامره بقطع حبال الفيلة حيث سقطت التوابيت وأصبحت الفيلة بلا سائس، فأخرجها كسلاحٍ من المعركة (6). ولكن هنا يجده وليّ الأمر منصّةً تعليميةً تُعنى بتطوير العملية التعليمية تابعة لوزارة التربية لتعليم الطلاب في مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، فتطرح محتوىً تعليمياً تربوياً، فثمة تساؤلات تتبادر في أذهان وليّ الأمر:

ما هو الارتباط الوثيق بين مسمى “منظرة” وتقديمها كمنصة تربوية تُعنى بالتكنولوجيا وإتاحة محتوىً دراسياً… وما هي هذه التداخلات في المسميات المصطلحات؟
وهل الطالب أو ولي أمره يزداد عبئاً على ما هو قادم إليه؟ وهل “منظرة” ستصبح تعليماً أخضراً؟ – أم التعليم الأخضر سيصبح “منظرة”؟.
ـــــــــــــــــــــــ
1- یوسف, ا. ر., & امل رجاء. (2015). ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻜﻲ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﻁﻼﺏ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ. مجلة البحوث فی مجالات التربیة النوعیة, 2015، العدد 2 جزء 1.
2- Zaitoun, I. S., Tabbaa, M. J., & Bdour, S. (2005). Differentiation of native goat breeds of Jordan on the basis of morphostructural characteristics. Small Ruminant Research, 56(1- 173-182.‏ .
3- بـادي سوهام، سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم نحو استراتيجية وطنية لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، رسالة ماجستير، جامعة منتوري، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، قسم علم المكتبات، الجزائز، 2005م.
4- الفيفي، عيسى أحمد (2016). ماهو التعليم الأخضر وماهي أدواته، التعليم الجديد، تاريخ النشر 2016/4/19، تاريخ الرجوغ للموقع:2020/10/30.
5- قاموس المعجم الوسيط، معجم عربي-عربي، مادة: منظرة.
6- موقع صحيفة صدى البلد، معركة القادسية.. التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، تاريخ الرجوع للموقع: 2020/10/30.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights