2024
Adsense
أخبار محلية

الواجبات المنزلية المدرسية تحت المجهر

 

د.خالد بن علي الخوالدي
khalid1330@hotmail.com

علينا أن نتفق أولا على الدور الكبير والعظيم الذي تبذله الطواقم الإدارية في المدارس، والدور الأعظم الذي يقدمه المعلمون والمعلمات في أداء وظيفتهم النبوية ورسالتهم الربانية التي لا تضاهيها إي وظيفة أخرى، كما علينا أن نؤكد قبل البدء في نقاش (الواجبات المنزلية المدرسية) ووضعها تحت المجهر على أهمية هذه الواجبات للطالب في ترسيخ المعلومات وتحمل المسؤولية والإدارة الصحيحة للوقت.

والواجبات المدرسية ليست وليدة اليوم فمنذ عرفنا التعليم عرفنا هذه الواجبات، وكنا نخشى لهيب العصا إذا قصرنا في تأديتها، وهي قليلة جدا بالمناسبة وكنا نعتمد في حلها على أنفسنا لأنها في مستوانا وكان اغلب أفراد الأسرة لا يجيدون القراءة والكتابة ولا توجد أي مطالب أخرى نكلف بها من قبل المعلمين (غفر الله لهم)، واليوم اختلف الوضع وتطورت الحياة وظهرت وسائل تكنولوجية متقدمة كان الأمل أن تساهم في تغيير الواقع المدرسي ولكن للأسف الشديد ظلت العملية التعليمية كما هي صامدة على نفس المنوال فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد، بل زادت التكنولوجيا الواقع الأسري مرارة، ففي الماضي يكتب لنا المعلم بالأحمر الواجب في كل الدفاتر، أما اليوم فمجموعات (الواتساب) تعمل ليل نهار، حيث ابلغني أحدهم بأن معلمة تخبر الأمهات في المجموعة التي تجمعهن في تمام الساعة الحادية عشر ليلا أن الطلاب عليهم إملاء غدا وعليهم الإستعداد وردت عليها أخرى (لو أخبرتينا الفجر أفضل(.

لقد كثر الحديث عن المبالغة والصعوبة والإشكالية التي تعاني منها الأسر فيما يخص الواجبات المنزلية المدرسية خاصة لمرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف الرابع، وبعثت الأمهات خصوصاً صرخة استغاثة إلى وزارة التربية والتعليم والإدارات المدرسية ومعلمات الحلقة الأولى إلى إيجاد حلول لمعالجة كثرة الطلبات وزيادة التكاليف المنزلية التي أرهقت كاهل الأسر، والحديث يعم أيضا معلمي ومعلمات الحلقة الثانية من الصف الخامس إلى الصف التاسع ولكن بدرجة أقل بكثير لإعتماد طلاب هذه المرحلة على أنفسهم.
ويتحمل وزر كثرة الواجبات المنزلية في المقام الأول المنظرين والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم الذين فرضوا أسس وشروط على المعلمين دون النظر إلى الوضع التعليمي في أرض الواقع، فالواقع يقول أن على المعلم تدريس أكثر من (30) طالب في صف واحد وهناك صفوف تصل إلى (35) والى (38)، فكيف إذا كان هذا العدد صغار في السن ويحتاجوا إلى مجهود إضافي للسيطرة عليهم، والمعلم فوق ذلك مطلوب منه سجل للواجبات وأنشطة للطلاب الضعاف وأنشطة مختلفة للمتميزين وأنشطه إثرائية وخطه علاجيه وغيرها، ناهيك عن مدة الحصة التي لا تتجاوز (40) دقيقة، أضف إلى ذلك نقص المعلمين والمعلمات وعدم وجود التحفيز للعطاء.

وتقع المسؤولية الثانية على المعلم والمعلمة الذين يعرفوا عن الواقع الأسري في مجتمعهم فهناك من عنده خمسة أولاد وعليه متابعتهم حيث أخبرني أحدهم بأن زوجته تنهي متابعة واجبات أولاده عند الساعة الثانية عشرة مساءا، وهناك الأم الكبيرة في السن و الأم التي لا تجد من يساعدها في خدمة بيتها والموظفة التي ترجع إلى المنزل بعد مشقة العمل وعندها إلتزامات وإرتباطات إجتماعية عديدة، وغيرهم من الأيتام والأطفال الذين انفصل والديهم بسبب الطلاق، إضافة إلى ذلك فأن الطالب الصغير يستعد للذهاب للمدرسة عند السادسة صباحا ويعود في الثانية ظهرا ومع فترة الغداء والراحة ربما يأذن العصر، ومن ثم يبدأ مشوار الواجبات المنزلية حتى الساعة التاسعة ليلا أو العاشرة أليس هذا هدر للطاقة وإرهاق ذهني للطفل وحرمان من ممارسة هواياته واللعب مع اقرأنه؟ و بلاشك أن المعلمين يعيشون هذا الواقع ويسمعون عنه.

وبعد معرفة الإشكاليات يمكن أن نطرح عدد من الحلول والتي شاركني فيها عدد من المتابعين في موقع (تويتر) حيث قالت معلمة (المشكلة أن الكلام في مواقع التواصل الاجتماعي شيء وفي الواقع شيء أخر وأتمنى يتكون فريق من مجموعة من التربويين ليزوروا مجموعة من المدارس ويدرسوا الواقع في مدارس الحلقة الأولى و حال الطلاب وواقع المعلمات والمطالب المطلوبة منهن ، فعلا نريد دراسة واقعيه) والحل حسب رأيها في إعطاء واجبات بجرعة مناسبة بدلا من جرعة مفرطة فالدواء إن زادت جرعته كان داءاً، وهناك من طرح مقترح تدريس الطلاب الصغار حتى الساعة الثانية عشرة والنصف مع استخدام نظام تدريس ساعة لكل مادة يكون فيها الشرح وحل الواجبات بدل النظام الحالي الذي الوقت فيه ضيق، ومن ضمن الحلول المطروحة تنظيم الواجبات من قبل معلمات الصف الواحد أو تخصيص الحصة الأخيرة لحل واجبات الطلبة بإشراف من قبل مشرف أو مشرفه الصف والمنزل فقط للتحضير، ومن ضمن الحلول تعويد الأطفال الإعتماد على أنفسهم مع المتابعة فقط من قبل أولياء الأمور وان كانت هذه صعبة مع طلاب الصفوف الأولى، ومن وجهة نظري لابد من عمل الموازنة وتنظيم الوقت دون أن يطغي جانب على جانب (ساعة فساعة)

وإذا كان عدد من التربويين يعتقد أن في الواجبات المنزلية إيجابيات كثيرة فكذلك لها سلبيات كثيرة تؤثر على الطفل نفسيا وجسمانيا واجتماعيا وتحرمه من طفولته ونتيجة الإرهاق تضعف مع الطفل درجات الإنتباه والتركيز ويشعر بالملل والضيق من الدراسة وتخلق علاقة متوترة بينه وبين والديه نتيجة الضغط الزائد عليه وربما يصل الأمر في بعض الأحيان إلى كراهية مادة من المواد الدراسية نتيجة كثرة الطلبات والواجبات فيها، دمتم ودامت عمان بخير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights