بدءُ موسم صيد الروبيان في السلطنة
والمحافظة على مخزونه الاستراتيجي ، إضافة إلى الحد من استنزافه بالصيد الجائر.
ويعد موسم صيد الروبيان أحد الأنشطة الحرفية التقليدية للصياد العماني، و الروبيان هو من مجموعة القشريات ومن الأنواع المهمة اقتصاديا في السلطنة لما تتميز به من قيمة غذائية وزيادة الطلب عليها في الأسواق المحلية والعالمية، ويقتصر صيده على قطاع الصيد الحرفي حرصا من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على أن تكون الاستفادة لأهالي القرى الساحلية التي يصطاد فيها الروبيان.
و قال سعيد بن حميد الحكماني من دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية محوت بمحافظة الوسطى إن محافظة الوسطى جاءت في المرتبة الأولى في إنتاج الروبيان خلال الفترة من 2015 – 2019م، بنسبة إنتاج بلغت 70 بالمائة من إجمالي الصيد، تأتي بعدها محافظة جنوب الشرقية بنسبة إنتاج بلغت 26 بالمائة، في حين بلغ إجمالي إنتاجه من الصيد التقليدي لعام 2019م ما يساوي 863 طنًا بانخفاض نسبته 19 بالمائة، وبقيمة إجمالية قدرت بحوالي 9.2 مليون ريال عماني، كما بلغت كمية صادراته ما يساوي 320 طنًا، واستهلك منه محليًا حوالي 543 طنًا.
وحول أهمية القطاع السمكي ، أوضح سعيد الحكماني لوكالة الأنباء العمانية أن السلطنة تتمتع بمقومات واعدة باعتبار أن هذا القطاع يعد موردًا متجددًا وقادرًا على زيادة المساهمة في الأمن الغذائي و في الناتج المحلي، مشيرًا إلى أن السلطنة حققت
المرتبة الخامسة والثلاثين عالميًا في إنتاج الأسماك والثانية عربيًا بعد المغرب العربي من المصادر الطبيعية والاستزراع، وفقًا إلى آخر إحصائية صدرت من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لعام 2018م، حيث وصل إجمالي إنتاج السلطنة من القطاع السمكي إلى 553 ألف طن ، وتضاعف الإنتاج مرتين تقريبًا ما بين عامي 2011م و 2019م من 192 ألف طن إلى 580 ألف طن بمعدل نمو سنوي يقدر بــــ 19 بالمائة، وتضاعفت قيمة الإنتاج من 144 مليون ريال عماني في 2011م إلى 306 ملايين ريال عماني في 2019م.
وأضاف الحكماني إن الدائرة استعدت لهذا الموسم من خلال تنظيم البرامج والمحاضرات التوعوية والإرشادية للصيادين الحرفيين بالولاية لتعريفهم بموسم الروبيان والقوانين والضوابط الخاصة بالصيد وكيفية الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية، مؤكدًا بأن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تدعو الصيادين
الحرفيين الذين يقومون بصيد الروبيان وجميع الشركات والمؤسسات والفنادق والمطاعم والأفراد الذين يتعاملون في مجالات شراء وبيع وتداول وتصدير الروبيان إلى الالتزام بمواعيد بداية ونهاية موسم صيد الروبيان وتسجيل كميات الروبيان الموجودة لديهم بعد نهاية الموسم، علمًا بأنه لن يسمح بتداول أو تصدير أي كميات من ثروة الروبيان بعد نهاية الموسم ما لم تكن مسجلة لدى الوزارة، حيث ستقوم الفرق الرقابية بتكثيف العمل الرقابي على طول سواحل المحافظات الثلاث خلال فترة الموسم.
ويتم صيد الروبيان بواسطة قوارب الصيد الحرفي (الفايبر جلاس) التي يتراوح طولها بين 4 و5 أمتار وباستخدام شباك تقليدية تعرف بالـ (غل) أو (الطراحة) وهي عبارة عن شبكة مخروطية فتحتها بالأسفل مصنوعة من القطن وترمى باليد وتسحب بحبل مربوط في منتصفها، تحيط بفتحتها عدة أوزان ثقيلة من الرصاص تجر الشبكة سريعا إلى الأسفل وتستخدم الشبكة في القيعان المستوية حتى لا يهرب الروبيان من جوانبها.
وهناك عدة أنواع من الروبيان في مياه السلطنة، ولكن نوعين فقط يتم صيدهما من قبل قوارب الصيد الحرفي نظرا لكثرتها ووفرتها في مناطق الصيد، وهي الروبيان الأبيض الهندي، والروبيان النمري، كما تتركز العمليات التجارية على هذه الأنواع نظرًا لمعرفتها عالميا في سوق المأكولات البحرية.
جدير بالذكر أن الروبيان ينتمي إلى فصيلة القشريات وهي مصدر أساسي للبروتين ويمكن اعتباره غذاءً بديلا لبروتين اللحوم كما يمتاز الروبيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي على فيتامين /B12 / وأحماض أوميجا 3 الدهنية ذات
الأهمية الصحية ويدخل الروبيان في التصنيع الغذائي والطبي.