التحديات التي تواجه المسرح العماني
كتبه – فتحية الفجرية
يواصل الدكتور حميد الشبلي استضافة الشخصيات الأدبية والفنية ضمن برنامجه الأسبوعي ( لقاء الأسبوع) ، الذي يأتي ضمن البرامج والفعاليات التي تنظمها لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة.
وقد كان ضيف أمسية الأربعاء الفنان العماني علي بن حمدان العبيداني ، حيث كان عنوان الحلقة ( التحديات التي تواجه المسرح العماني ).
بداية نيابة عن جميع أعضاء لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة رحب الدكتور حميد الشبلي بالضيف و أكمل قبل الخوض في أسئلة الحوار بأن يقدم الضيف نفسه قائلا:
_علي بن حمدان العبيداني
من ولاية صحار ،مواليد-1962
هواياتي التمثيل في المجال المسرحي والدرامي والسفر والسياحة. بعدها استطرق الدكتور حميد شأن المسرح العماني وتحدياته سائلا الفنان علي العبيداني عدة أسئلة سنتطرق إليها واحدا تلو الآخر.
_ حدثنا عن تجربتك المسرحية ؟ أول عمل مسرحي قدمته؟المسرحية الاجتماعية – الضمان –
_عام 2003 من تأليف الشاعرة والكاتبة نورة البادية وفكرة الدكتور حمود اليحيائي وكانت من إخراج و معالجة الأستاذ محمد بن نور البلوشي وتحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية.
_ أفضل أعمالك المسرحية / مشاركاتك، برأيك التي تركت أثراً عميقاً في المتلقي و ما تزال عالقة في ذهنك و لا تكاد تفارق ذاكرتك ؟
_مسرحية شاهد عيان من تأليف الدكتور صالح الفهدي وإخراج الأستاذ يوسف البلوشي ..لكن للأسف العرض ألغي لظروف خاصة
_ما هي المأساة التي طالما حلمت بتقديمها على خشبة المسرح و لم تتسنى لك الفرضة لذلك؟
_مسرحية شاهد عيان من تأليف الدكتور صالح الفهدي وإخراج الأستاذ يوسف البلوشي ..لكن للأسف العرض ألغي لظروف خاصة.
_يرى البعض أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح ، و باتت الشغل الشاغل للجميع مما أثر على الحراك المسرحي بصورة خاصة، رأيك في ذلك؟
_بالعكس الدراما حاضرة وموجودة وسهلة الوصول خاصة على مستوى التلفزيون والإذاعة ..ولكن التلفزيون والإذاعة لم تطغى على المسرح ، فالمسرح له جمهوره الخاص وله أدائه الخاص ومتلقيه يحضر العرض يشاهد،المسرح يبقى موجودا وحاضرا لأن الجمهور هو الذي يذهب إلى المسرح..لكن التلفزيون أنت جالس في أي بإمكانك تشاهد..نعم من باب الشهرة التلفزيون فيه توسع أكثر ،ومساحة أكبر في الظهور للمثل عكس خشبة المسرح.
_هل التطور في عنصر السينوغرافيا و الاهتمام به قدم نقلة نوعيه للمسرح أم أنه أدى إلى تراجع جودة المحتوى الهادف للعرض؟
_السينوغرافيا علم من علوم المسرح ،الآن المسرح تطور سابقا ديكور واضاءة اكسسوارات ألوان بينما اليوم كل ذالك جمع في مكان واحد..
لما نقول سينوغرافيا فهي مجموعة من العناصر الجمالية الموجودة في العرض المسرحي ،سميت بالسينوغرافيا لأنها رسم تعبيري الآن عندك تقنيات دخلت على المسرح من خلال السينوغرافيا،أضيفت كعناصر رئيسية على خشبة المسرح تدخل هذه العناصر في حركة المسرح مثل الفسفور ،الشاشة لكنها ليست جوهر للقصة والفكرة والعرض والأداء .
_من وجهة نظرك ، من أين يبدأ نجاح العمل المسرحي، هل من اختيار النص أم من المخرج أم ماذا؟
_في المسرح معروف أن النص هو الذي يبدأ ويعطى للمخرج والمخرج هو الذي يلعب ويشتغل على النص وعلى الممثلين ،وعلى بلورة النص ،حتى يعرض العرض على الخشبة،بكل تأكيد المخرج له دور كبير ولكن النص له دور أكبر والممثل هو الذي يلعب الدورين معا بين النص والمخرج.
_مع أو ضد : المسرح رسائل هادفة و قيم راسخة، و يجب أن يحمل قضية ذات مغزى بشقيه الكوميدي والتراجيدي ؟
_إذا المسرح لا يحمل قضية فهو ليس بمسرح سواء كان كوميدي أو تراجيدي هذه خطوط لابد أن يحمل المسرح قضية، وفي القضية يكمن المغزى ،
موضحا أن النص التراجيدي أكثر عمقا وأقدم وأفخم ولكن في نفس السياق الكوميدي أصعب لأنه ليس من السهل اضحاك الناس.
_أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً..
هل للمسرح دور فاعل في تثقيف المجتمع أم أن كل ما يدور من حديث حوله مجرد نظريات؟
أو..
_المسرح أبو الفنون، هل ما زال يحمل المسرح المعاصر هذه الصفة أم أنه أصبح حالة عبثية لا تثمر ولا تغني من جوع ( فكرياً و أدبياً) ؟
_” أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا ” المسرح هو أبو الفنون..والمسرح ثقافة عالية جدا.
واستمرار المسرح معناه استمرار ثقافة البلد لكن نظريات لا.ليس بنظريات.
فكريا وأدبيا موجود توجد مدارس مسرحية ،فيها المسرح العبثي المسرح الكوميدي ،المسرح التراجيدي ،مسرح البنودراما ، مسرح الشارع ،المسرح الغنائي ،المسرح الفلكلوري ،المسرح المعاصر ،يجب أن يتواكب مع العصر .
_ من هي الشخصيات الفنية المحلية والعربية التي تعشقها أو الذين تأثرت بفنهم وأعمالهم ؟
_الشخصيات الفنية كثيرة ،إذا أتينا على المسرح تأثرت بشخصيتين المرحوم الفنان عبدالحسين عبد الرضى رحمة الله عليه ،والفنان الكبير عادل إمام ،على مستوى الوطن العربي،بينما على المستوى المحلي هناك الكثيرين من الفنانين الكبار الذي أدو دور كبير في بداية سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حضرت عدة أعمال مسرحية في مسرح الشباب في محافظة مسقط منهم الأستاذ صالح زعل .
_ تتعاقب على خشبة المسرح أجيال من الممثلين والمخرجين والمؤلفين، ما هي نصيحتك لهم؟
_على المؤلف أن يطرح قضايا المجتمع التي تمس قضايا الناس سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي .
وعلى الممثل أن يعلم بمقولة مؤسس المسرح الفقير دوستويفسكي يقول : لممثل المسرح مواصفات خاصة تجعله يتحدى نفسه الآخرين علنا من خلال الكشف عن ذاته ويوفر للمشاهد فرصة للقيام بعملية مشابهة من التعمق في فهم الذات وعلى المخرج أن يتقن عملية الإخراج بما يتناسب مع النص والعرض والتوفيق بينهما مع إختيار الممثل المناسب للشخصية .
– في الوقت الراهن بدأنا في مشاهدة مقاطع تمثيلية يغلب عليها خدش الحياء العام للمجتمع ؟ ما هو تعليقك لمثل هذه الأعمال ؟
_المقاطع الخادشة تلك خارج عن نطاق المسرح وخارجة عن نطاق الدراما، لعدم وجود رقيب فهي مرفضوه تماما.
_رأيك في الإنتاج المسرحي الرسمي اليوم في ظل وجود منتجات مسرحيه منافسة على السوشيال ميديا؟
_الإنتاج المسرحي الرسمي ونتكلم هنا عن مسرح الشباب التابع لوزارة التراث والثقافة، لكن هناك فرق أهلية قائمة بدور كبيرة وتتكبد خسائر مادية ولها مشاركات على مستوى السلطنة وعلى مستوى الخليج والوطن العربي، فأنا حضرت مسرحية “مدق الحناء” للأستاذ يوسف البلوشي مسرحية رائعة كانت في مهرجان الشارقة المسرحي قبل سنة، فالمسرح مازال حي وموجود في انتاجات حازت على مراكز متقدمة.
_معوقات العمل المسرحي في السلطنة _
_المعوقات كثيرة جدا، الموارد المالية لايقوم أي عمل بدون، دعم مادي، تفرغ الممثلين في الوقت الحاضر.
عدم وجود خشبة مسرح متكاملة في شمال الباطنة تحتضن الشباب الموهوب في هذا المجال.
أحيانا نفتقد النص القوى الهادف.
لكن هناك شباب من كلية العلوم التطبيقية وجامعة صحار قائمين بدور كبير ولهم كل سنة وقفة على خشبة المسرح هناك نجوم ومخرجين تألقوا على الساحة في مجال العرض المسرحي.
وختم اللقاء بالشكر والإمتنان للجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة على الدعوة الكريمة.