2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

العلاقات العمانية الإنجليزية في عهد اليعاربة

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الأول :-
كان عن العلاقات العمانية الفارسية.

الجزء الثاني:-
سوف يكون بإذن الله تعالى عن العلاقات العمانية البريطانية.

لم تكن العلاقة بين الإنجليز والعمانيين في هذه الحقبة الزمنية بالمعنى الكامل لمفهوم العلاقات بين الدول ولكنها كانت شبه علاقة يغلب عليها الطابع الودي ولكن يحدث توتر بين الجانبين أحياناً لسوء الفهم وصلت في بعض المراحل إلى حد الصدام المسلح.

– عام ١٦٠٠م بدأت العلاقة العمانية الإنجليزية بسبب الترخيص الذي حصلت عليه شركة الهند الشرقية للعمل في الهند لهذا تم بناء أكبر سفينة بحرية معروفة في ذلك الزمن بحمولة ١٠٠ طن.

– تم إرسال هذه السفينة للشرق بقيادة السير هنري ميدلتون في العام ١٦٠٠م.

– عام ١٦١١م تم إرسال أربع سفن أخرى للشرق بقيادة الكابتن سواريز وانطلق من بانتام.

– عام ١٦١٣م قدم إلى المنطقة وإلى الهند خصوصاً مستر ستيل في مهمة اقتصادية بحتة.

– تم إرسال بعثة إنجليزية إلى منطقة فارس وساحل عمان ومسقط.

– عام ١٦٣٢م اعترض الإنجليز على خطة الفرس لغزو عمان ورفضوا تقديم المساعدة لهم.

– عام ١٦٥٩م اقترح مندوب أعمال الشركة في ميناء سورات مستر ويتش بناء حصن في مسقط.

– تم التفاوض مع الإمام سلطان بن سيف اليعربي بخصوص الاقتراح ولكن الإمام رفض الطلب الإنجليزي.

– أخذ الإنجليز ينظرون بحذر شديد إلى تزايد قوة الأسطول العماني الذي أصبح يضرب أينما يشاء وفي أي منطقه يتواجد فيها البرتغاليون.

– شبه وكيل الشركة الهندية في فارس العمانيون بحركة الجهاد المغربي في حوض البحر المتوسط فقال:

((إن العمانيون سيصبحون طاعونا في الهند كما أن المغاربة صاعونا في أوروبا)).

– استولى قراصنة هنود على سفينة عمانية فانتقم العمانيون من السفن الإنجليزية الخاصة وليست السفن التابعة للشركة الهندية.

– حدث اشتباك بين قطع من الأسطول العماني في عهد الإمام سيف بن سلطان الأول وسفينة إنجليزية تابعة لإحدى الشركات الإنجليزية وكانت تبحر إلى بومباي واعترضتها البحرية العمانية ودارت رحى معركة عنيفة استمرت فترة طويلة وكانت نتيجتها مقتل ١١ بحارا إنجليزيا وجرح ٣٥ آخرين ولكنها استطاعت الفرار واتجهت إلى جوا للإصلاح.

– ورغم هذا الحادث الخطير إلا أن العلاقات استمرت ودية بين الإنجليز والعمانيون.

– عام ١٦٩٧م اتهم البرتغاليون الإنجليز بتقديم الأسلحة للعرب وأن الضباط الإنجليز يقودون سفن الأسطول العماني وهذا بلا أدنى شك اتهام باطل لكي يغطي البرتغاليون على سحقهم تحت ضربات الأسطول العماني القوي.

– اتخذ الإمام سيف بن سلطان الأول قرارا بمنع سفن الأسطول العماني من التعرض للسفن الإنجليزية أو بحارتها سواء كانوا في الخليج أو المحيط وبناء على هذا الموقف نرى بأن الأسطول البريطاني التزم الحياد في معارك الأسطول العماني مع البرتغاليين أو الفرس.

– في أواخر عام ١٦٩٧م شنت عدد من قطع الأسطول العماني هجوم على إحدى القطع البحرية الإنجليزية وتسمى لندن ومملوكة لمستر افليك مما أدى إلى إصابة عدد من بحارتها بجروح.

– يقال بأن العمانيين أجبروا طاقم السفينة بالاشتراك معهم في إحدى معاركهم مع البرتغاليين ومن رفض من الإنجليز تم تقييده بالحبال ووضعه على ظهر السفينة بشكل استعراضي وكان الهدف إخافت البرتغاليين.

– لم يرضى الإمام عن هذه العملية خاصة وأن السفينة الإنجليزية كانت تجارية.

– علم الإمام بأن الإنجليز أسروا إحدى السفن التابعة لأسطوله فغضب لذلك وأعلن مصادرة السفينة لندن.

– هدد الإمام سيف الإنجليز بالحرب إذا حاولوا استرداد السفينة لندن.

– استولى العمانيون على سفينة يقودها الكابتن موريس وأخذوه ورجاله أرقاء ولم يستطيعوا افتداء أنفسهم أبدا.

– أفزعت تصرفات الإمام سيف الإنجليز وخشوا أن يتحول الأسطول العماني ضدهم بعد قضائه على البرتغاليين خصوصاً وأنهم تلقوا تقاريرا تفيد باستعدادات تجري في الأسطول العماني لمهاجمة المراكز الإنجليزية لذلك وردت تعليمات من لندن بضرورة تحصين قلاع بومباي ضد أي هجوم عربي مهما كلف الثمن.

– عام ١٧٠٥م قام الأسطول العماني بالاستيلاء على سفينة بنغالية يقودها الكابتن ميرفال محملة بالخيول متجهة إلى إيران.

– يقول مستر لوكير بأن الأسطول العربي العماني قام بأسر واحدة من أعظم السفن الإنجليزية المحملة بالبضائع.

– عام ١٧٠٧م وقعت سفينة تجارية إنجليزية اسمها دياموند في قبضة الأسطول العماني أثناء إبحارها من بومباي إلى جومبرون ((بندر عباس)).

– أسر الأسطول العماني في هذه الفترة عدد من السفن والقوارب الفارسية كما سيطر على معظم الجزر في الخليج العربي.

– يقول لوكير:

((أن الأسطول العماني أصبح خطرا ليس على البرتغاليين فقط وإنما على الإنجليز والهولنديين والفرس بسبب امتلاك عرب عمان لإسطول ضخم وقوي ومزود بأحدث الأسلحة)).

– الإمام ناصر بن مرشد اليعربي طلب من الشركة الهندية الإنجليزية في سورات إرسال مبعوث من قبلها للتفاوض من أجل إقامة علاقات تجارية.

– في يناير عام ١٦٤٦م أرسلت الشركة فليب وايلد إلى صحار للتفاوض وتم توقيع اتفاقية بالشروط التالية :-

١- يتمتع الإنجليز بحرية التجارة في صحار.

٢- إعفاء الإنجليز من الرسوم الجمركية في المناطق الخاضعة للإمام.

٣- للإنجليز كامل الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية الخاصة بهم.

٤- تنظيم القواعد الخاصة عند وقوع منازعات بين الرعايا الإنجليز والعمانيين.

٥- السماح للإنجليز بحمل أسلحتهم في صحار.

– برغم توقيع هذه الاتفاقية إلا أنها لم توضع موضع التنفيذ بسبب انكماش التجارة الإنجليزية في الخليج مقابل صعود التجارة الهولندية.

– عام ١٦٥١م وعند تحرير مسقط بدأ التجار الإنجليز بجلب الأرز إلى مسقط في مقابل استيرادهم التمور والخيول.

– استمر التقارب العماني الإنجليزي مما شجع البريطانيين على الطلب من الإمام السماح لهم بإنشاء وكالة للشركة في مسقط.

عام ١٦٥٩م أرسل وايد رئيس مجلس الشركة في سورات ممثلا عنه وهو الكولونيل رينسفورد إلى مسقط للتفاوض مع الإمام سلطان وقد أثمرت المفاوضات عما يلي:-

١- السماح بفتح وكالة للشركة في مسقط تحرسها حامية لا يزيد عدد أفرادها عن مائة رجل.

٢- يتقاسم الإنجليز والعمانيون الإيرادات الجمركية.

– لم يضع الإمام هذه الاتفاقية موضع التنفيذ وقد اختلف المؤرخون حول السبب الحقيقي ولكن السبب المرجح بأن العمانيون لم يرغبوا في حامية أجنبية على أرضهم التي عانوا طويلاً حتى حرروها من احتلال أجنبي بغيض دام أكثر من قرن.

– هذا الأمر لم يؤثر على العلاقات بين الجانبين ويتضح ذلك من تزايد التجارة البريطانية في ميناء مسقط خاصة بعد تلقي الإنجليز رسالة من ممثل الإمام في الهند يدعوهم للتجارة مع عمان بدون حامية.

– رفض الإنجليز بيع السفن الحربية للفرس بسبب رغبة الشاه سلطان حسين مهاجمة عمان رغم المغريات الكبيرة التي قدمها الشاه.

– إن امتناع الإنجليز وإحجامهم عن مساعدة الفرس ليس حبا للعمانيين وإنما لمعرفتهم التامة بقوة الأسطول العماني وقدرته على سحق مثل هكذا محاولة سواء كانت من الفرس أو من غيرهم وكذلك لخوفهم من العواقب الوخيمة التي سوف تترتب على أي مساعده يقدمونها للفرس.

– في مارس عام ١٧٠٥م قامت قطع الأسطول العماني بالاستيلاء على السفينة كلكتا بقيادة الكابتن مورفيل وهي محملة ببضائع ثمينة وتم الاستيلاء على السفينة بعد إطلاق طاقم السفينة الإنجليزية النار على قطع الأسطول العماني.

إن قوة الأسطول العماني وضخامته سببت الرعب للإنجليز وغيرهم وفرض على البريطانيين احترام العمانيين وأجبرهم بالتزام الحياد في صراع العمانيين مع البرتغال والفرس وبهذا اتسمت العلاقات العمانية الإنجليزية بالحذر الشديد وكذلك بعض المناوشات الحربية التي لم ترتقي لحرب بين الجانبين رغم تصريح الإمام بشكل واضح باستعداده لحرب الإنجليز إذا ما تصرفوا بعدوانية ضد العمانيين والأسطول العماني.

هذا ما توفر من معلومات عن العلاقات العمانية الإنجليزية في هذه الحقبة الزمنية من هذا المصدر وكما هو واضح فالدولة العمانية كانت تتعامل مع الإنجليز من مستوى الند للند ومن موقف القوة لذلك نجد بأن الإنجليز حافظوا على الحياد والتجنب التام لأي احتكاك مع الأسطول العماني.

الجزء القادم سوف يكون إن شاء الله تعالى عن العلاقات العمانية الهولندية.

المصادر:-
– اليعاربة أمجاد وبطولات.

المؤلف:-
الدكتور أيمن محمد عيد

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights