تغطية : فتحية الفجرية
نظمت لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة جلسة حوارية حول ولاية لوى التاريخ العريق والحاضر المشرق مع الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية باحثة في التاريخ العماني والأستاذ خميس بن علي المعمري محاضر بالكلية التطبيقية بصحار، حيث أدار الحوار الدكتور علي بن سالم المانعي مساعد العميد لشؤون الطلبة بالكلية التقنية بشناص.
ابتدأت الحلقة بأبيات شعرية للشاعر القدير عبدالله الذهلي واصفا لوى الحضارة والتاريخ
وتناولت الحلقة عدة محاور منها:
-تاريخ لوى، مسماها وتحصيناتها الدفاعية في تثبيت القوى السياسية في عصر النباهنة واليعاربة والبوسعيدين- وذكر أن تاريخ لوى موغل في الزمن منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد وهناك العديد من الإشارات والآثار والمواقع والمسوحات والرسومات والنقوش التي تدل على ذلك.
-مسمى لوى-
قيل جاء من “التواء الأشجار الكثيفة الموجودة في الولاية ” ، وفي تفسير آخر قيل نسبة إلى ” اجتماع الألوية ” بسبب خوضها الكثير من الحروب فهناك كان التقاء الكثير من الجيوش فيها.
-أبرز الآثار الموجودة في ولاية لوى-
*حصن لوى أو أولاد يعرب وقدر تشييده إلى ما قبل أكثر من 400 عام من خلال التشابه بينه وبين قلعة صحار من حيث الهندسة المعمارية والنقوش والزخارف والأقواس وغيرها، وكان مقر الوالي الرئيسي، كذلك هناك قلعة مقزح كما ذكرت بكتب التاريخ وغيرها.
– ما ورد في كتب الرحالة والمستكشفين والباحثين-
في عام1987 وجدت مناجم تعدينية، وآثار حجرية منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد وامتدت إلى العصور الإسلامية.
ذكر المستكشف وعالم الآثار ويندل فيلبس أن “قلاع لوى خربة وأنها من زمن الازدهار الماضي “.
أيضا جون جوردن لوريمر في كتاب “دليل الخليج “ذكر عدة ولايات وقال صحم، صحار، لوى وشناص ،كما تحدث عن الناحية الاقتصادية وذكر الزراعة والصيد وأنواع السفن التي كانت تبحر وتنقل البضائع على ساحل عمان المتصالح وذكر أسماء قرى توجد في ولاية لوى علما بأنه لم تتم الإشارة إلى ولاية لوى إنما صحار كونها كانت في تلك الفترة تابعة لصحار ومن هذه القرى (النبر ، دوانيج الحد، حلة المخيليف).
-القبائل-
تمت الإشارة أيضا إلى القبائل الموجودة في لوى ومنها (بني عمر، البلوش، الغفيلي وغيرها).
-الإشارات التاريخية لاسم لوى-
يذكر أنه في بداية عصر النباهنة، ذكر الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي (لوي) بضم اللام وفتح الواو وبعدها ياء على وزن (خوي)، وهي “الباب الغربي لصحار وهي طوع أياديها وصحار أم الشمال لعمان ”
وذكر الكثيرين أمثال ‘ ياقوت الحموي ‘ في ‘ معجم البلدان ‘ و ‘تحفة الأعيان ‘ للشيخ السالمي،
‘عمان عبر التاريخ ‘ للسيابي و ابن رزيق في كتابه ‘الفتح المبين عن السادة البوسعيدين ‘ وغيرهم الكثيرين.
-الناحية العلمية للحصن-
تم الإشارة إلى وجود كتابات في فترات مختلفة لكبار الشعراء العرب مثل المتنبي وعنتره، أغلبها ركزت على الحروب وعزة النفس. كان أيضا الحصن يعج بالعلماء والمحاربين في آن واحد إذ كان محمد بن سيف الحوقاني والي الباطنة في فترة حكم الإمام ناصر بن مرشد حيث قال ” أن حصن لوى كان من أقسى حصون الإمام وكانت فيه لا تنام العيون”.
-المخطوطات-
تم ذكر العديد من المخطوطات منها بيان الشرع للعلامة محمد بن إبراهيم الكندي و الجزء الخامس عشر من كتاب الضياء لمسلم الصحاري ويوجد في مكتبة حمد البوسعيدي مخطوطات خطت ونسخت في لوى و ديار الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي في غضفان وله مسجد هناك أيضاً. كما تم الحديث عن دور ولاية لوى في زمن النباهنة واليعاربة وذكر أن السيطرة على الجو أي ( البريمي) أسهل من السيطرة على لوى وذلك لكثرة المدافعين عنها ولقوة و كثرة حصونها حيث كانت تعد مركز فعال وذا ثقل في تلك المرحلة.
-الولاة-
تم ذكر عدد من الولاة منهم: حافظ بن سيف الرستاقي ثم محمد بن علي الرستاقي ثم علي بن أحمد النزوي كما تم مناقشة أبرز وأهم الفنون التقليدية الموجودة في لوى وهي مشابهة للفنون في جميع ولايات شمال الباطنة وعمان بشكل عام ومن هذه الفنون فن العازي والعيالة والرزفة و فن المالد والطوب طوب والتومينة والسومة والويلية والدان دان وغيرها. كما تم مناقشة التسامح الديني في الموانئ بحكم وجود البرتغاليين والفرنجة والنصارى كما تم ذكر بعض أثريات ولاية لوى منها زقورة عوجاء وتم الحديث أيضاً عن (واقعة الأعاجم) وفي نهاية الحلقة وجه كلا من الدكتورة هدى الزدجالية والأستاذ خميس المعمري رسالة للجهات المعنية من وزارة التراث والثقافة وكذلك الكتاب والباحثين لدراسة الرسومات والنقوش والزخارف الموجودة في حصن لوى وأن تستغل سياحيا من قبل الباحثين مثلها مثل ممباسا التي حظيت بالوفود والمختصين من كل أنحاء العالم لدراسة الرسومات والمخطوطات كما تم مناقشة إسهامات النهضة الحديثة في ولاية لوى.
ودعت الدكتورة هدى الباحثين إلى تدوين التاريخ المروي من قبل الكبار والخروج بعمل يسهم في نفع الأجيال القادمة.
