2024
Adsense
من عُمان

تقرير: متحف البيت الغربي

كتب : طالب المقبالي
يعتبر متحف قصرى بولاية الرستاق واجهة جديدة للولاية ، ومحطة من المحطات التي يقف عندها زائر الرستاق .

فقد استطاعت زكيه بن ناصر اللمكية صاحبة هذا المتحف أن تحول منزل أسرتها القديم إلى معلم من معالم الولاية يستقطب زوار الرستاق من داخل وخارج السلطنة .


فبالإرادة والتصميم والعريمة الصادقة استطاعت أن تحول هذا المنزل المتهالك إلى هذا المتحف الذي يضم الكثير من المقتنيات الجميلة التي كان الانسان العماني يستخدمها ، وكانت جزءا من أدواته اليومية .


ويلاحظ الزوار من خلال مكونات هذا المتحف الجهود الكبيرة المبذولة حتى ظهر بالصورة التي عليها الآن .


هذه الجهود يجب أن يواكبها دعم من الجهات الحكومية لتشجيع مثل هذه الجهود ، فالمتحف أصبح واجهة الرستاق إلى جانب قلعتها الشهيرة وحصن الحزم و عين الكسفة .


فزائر ولاية الرستاق كي تكتمل زيارته لابد من المرور بهذا المتحف لتكتمل الصورة الفسيفسائية لهذه الولاية .


وحول فكرة إنشاء هذا المتحف تقول زكيه اللمكي مؤسسة متحف قصرى : لقد جاءت فكرة المتحف من خلال عشقي للماضي ومكوناته وتفاصيله الجميلة ، والحنين إليه ، ومن خلال حرصي على المحافظة على الأشياء الأثرية التي خلفها لنا الأجداد في ذلك العصر القديم .


فكانت بداياتي في تنفيذ هذه الفكرة منذ سنتين عندما قمت بزيارة بيتنا القديم أنا وعائلتي ، حيث كان البيت مهجوراْ منذ سنوات عديدة ، وعمره ما يقارب 200 عام او يزيد ، وكانت قد تهدمت بعض اجزائه ، وقد سقطت بعض اسقف الغرف وتكدست الأتربة في جميع مرافقه .


من هنا بدأت الفكرة ، فجلست أتأمل وأسأل نفسي كثيرا وأتخيل العديد من الأشياء التي خطرت على بالي .

فجاءت الفكرة بأن أجعله بيت أثري مليء بالمقتنيات القديمة من اجل اجتماع الأسرة في المناسبات والاجازات كي يذكرنا بالأباء والأجداد وكيف عاشوا في هذا المنزل .


بعدها قمت بترميم الأماكن قدر استطاعتي وإمكانياتي ، ووضع المقتنيات الأثرية بمساعدة أهالي القرية والجيران الذين من حولي .

فيما كنت احتفظ ببعض المقتنيات منذ صغري .
إلا انه لم يخطر ببالي أنه سيصبح متحفاً أثرياً بعدما كانت النظرة لتخصيصه لتجمع عائلتي وأهالي القرية في وقت العطلات والمناسبات .


ولله الحمد ، وبفضل الله ومن ثم تعاون الأهل والجيران والناس واهالي الولاية أصبح المتحف حقيقة واقعة ، واكتسب شهرة كبيرة ، واصبح يرتاده جميع الزوار من داخل السلطنة وخارجها .


وحول المقتنيات تقول زكيه اللمكي : لقد اصبح لدي الكثير من المقتنيات
كالكتب القديمة المتنوعة التي حصلت عليها من أهالي الولاية .


كذلك كتب مدرسية ومحتوياتها قد حصلت عليها كهدية من صاحب متحف الكامل والوافي .


كما أمتلك عملات معدنية حصلت عليها من أهالي القرية ، إضافة إلى أدوات الطبخ والأواني القديمة كمقلاة تحميس القهوة بكل مراحلها ، وأواني وضعت لتقديم القهوة والطعام ، إلى جانب المشغولات اليدوية بكل أنواعها ، وأيضا أدوات تتعلق بزينة المرأة كالعطور والبخور والمقتنيات الأخرى كالفضيات والأسورة والمفارش القديمة والفخاريات والاواني النحاسية والمعدنية القديمة ، إضافة إلى المناديس العمانية والسحاحير والحقائب القديمة .

كذلك أدوات تصنيع الألبان والحليب ومنتجات الأبقار .


وقد أصبح لمتحف قصرى حضورا ملحوظاً في المعارض والملتقيات والفعاليات السياحية والثقافية التي تقام على مستوى ولاية الرستاق ومحافظة جنوب الباطنة .


يقول علي بن عباس العجمي مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة : إن متحف قصرى قد أصبح وجهة سياحية وثقافية يقصده الزوار ليس فقط من داخل السلطنة بل اصبح يستقطب السياح من خارج البلد يقع هذا المتحف في ولاية الرستاق ويبعد عن قلعة الرستاق بمسافة 2 كم .

حيث شارك المتحف في بعض من الفعاليات السياحية التي نظمتها إدارة السياحة بجنوب الباطنة ، وقد لاقى المتحف إعجاب جميع الزوار الذين قدموا إلى الولاية لما يحتويه من مقتنيات اثرية ومحاكاة للحياة العمانية القديمة .

حيث استطاعت زكيه اللمكية من توظيف رغبة أهالي ولاية الرستاق في وجود متحف يضم مقتنيات تتجسد بها تاريخ وحضارة هذه الولاية العريقة. واذ نشجع اهالي المحافظة ﻹقامة مثل هذه المتاحف لما لها من دور للمحافظة على الموروثات العمانية حيث لابد من زرع ثقافة الحفاظ عليها وعدم بيعها للأجانب الذين يقومون بمصادرتها خارج البلد.


ان مؤتمر السياحة العالمي والذي تم عقده في الاونه الاخيرة ركز على اهمية المحافظة على التراث.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights