2024
Adsense
أخبار محلية

إصدار جديد لنشرة الوشق

مسقط – العمانية
 أصدر المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني العدد الجديد من نشرة الوشق الذي يحمل الرقم

55 ، حيث اشتمل العدد الجديد الذي صدر بالنسخة الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية على عدة مواضيع وناقش بعض الظواهر البيئية .

ففي عمود وجهة نظر للدكتور داود بن سليمان البلوشي رئيس التحرير حمل عنوان متى يحين الوقت والذي تحدث خلاله عن شعار الاحتفال بيوم البيئة العالمي ، حيث قال إن  شعار الاحتفال بيوم البيئة العالمي لهذه السنة الذي يصادف الخامس من يونيو
من كل عام أثار جدلا واسعا في الأوساط البيئية العالمية، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة شعار هذا العام وهو ( حان وقت الطبيعة ) تحت موضوع ( التنوع البيولوجي )، وهو ما يؤكد بأن الوقت قد حان لجميع دول العالم بأن تنظر بإيجابية وبعمق إلى أهمية التنوع البيولوجي، وأن هذا التنوع هو أساس الحياة، فأي إضرار به يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي العالمي، مما يؤدي إلى وقوع كوارث بيئية وطبيعية وبيولوجية على المستوى العالمي.

ويرى كثير من محبي البيئة بأن الوقت هذا ( لم يحن الآن )، بل كان سابقا وقديما في مناداتهم للحفاظ على البيئة، وأن الوقت الحالي هو ليس وقت التنبه بأهمية التنوع البيولوجي في الحياة اليومية، بل هو وقت محاسبة الضمير الإنساني على سلوكياته
الخاطئة في التعامل مع التنوع البيولوجي، ووقت حصاد ما جنته أيدي البشر من تغييرات في الأنظمة البيئية والطبيعية والبيولوجية، ووقت رصد التجاوزات العالمية المؤرقة التي أودت بحياة الكثير من البشر حتى الآن، وتسببت في فقدان الكثير من الموائل الطبيعية، وانقراض الحيوانات والنباتات النادرة، وتدهور للغابات والصحاري والغطاء النباتي، وانتشار الملوثات بمختلف أشكالها على بقاع العالم، وانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة نتيجة الأبحاث والمصانع البيولوجية وإجراء تحويلات جينية في تركيبة الكائنات الحية والفيروسات والبكتيريا ، وإذا كان التنوع البيولوجي بهذه الأهمية الحساسة في الحفاظ على منظومة الحياة العالمية، فهل حان وقت التنبه إلى أهميته، أم أن الوقت حان الأن لمعالجة الأضرار التي تسببت في عدم التنبه له والحفاظ عليه، فناقوس الخطر يدق أسفين الحياة اليومية ويقول (متى يحين الوقت) .

وحمل الموضوع الرئيسي لنشرة الوشق في عددها الخامس والخمسين موضوع ( زيت المركبات المستعمل.. من خطر محدق إلى فرص اقتصادية واعدة ) حيث أشارت الوشق إلى أن أعداد المركبات التي تسير في طرقات السلطنة  تتزايد  بشكل دوري ، إذ بلغ عددها بنهاية شهر مارس 2020م مليونًا و555 ألفًا و514 مركبةً وذلك حسب الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وتُنتج لهذه المركبات كميات هائلة من زيوت التشحيم تصل حاليًا لـ 30,000 طن سنويًا، مما يشكّل خطرًا على الإنسان والبيئة في حال التخلّص منها بطرق غير سليمة.

وقالت النشرة إن مخاطر الزيوت المستعملة  تتعدد بطرق مباشرة وغير مباشرة على صحة الإنسان وسلامة الأراضي الزراعية والمياه؛ فهي تحتاج لسنوات طويلة لتتحلل، ويُمكن لجالون واحد من الزيوت المستعملة تلويث مليون جالون من الماء، كما أنها تتسبب بقتل الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة في التربة وتغطي أوراق
الأشجار بطبقة زيتية ما يعيق عملية النمو ويؤدي إلى موت النباتات وتدمير التربة، كما قد تصل إلى الآبار ومنابع الأفلاج لتتسبب في نفوق كافة أشكال الحياة المائية حيث تمنع هذه الزيوت من وصول الأكسجين إلى هذه الكائنات ، إلى جانب أنها تعمل على زيادة نشاط البكتيريا اللاهوائية التي تتسبب بتسمم المياه وتجعلها غير صالحة.

وفي حال وصول زيت المركبات المستعمل إلى البيئة البحرية فإنه يتسبب بموت الطيور التي تعيش على سطح الماء وتغطس للحصول على الغذاء وأيضًا يؤدي إلى نفوق الأسماك والكائنات البحرية، كما أنّ التأثير يمتد إلى الشواطئ وبالتالي يؤثر على المنظر العام وعلى السياحة البحرية.

وأكدت الوشق ومن خلال تتبعها لموضوع الزيوت المستعملة ومدى تأثيرها على البيئة  في الوضع الراهن بأنّه توجد جهود حثيثة للتخلّص من هذه الزيوت بطريقة آمنة، وفي نفس الوقت تعطي قيمة اقتصادية مُضافة، حيث توجد عدة شركات محلية تقوم بشراء هذه الزيوت وإعادة تدويرها لاستخراج زيت الأساس الذي يُعاد استخدامه في صناعة الزيوت الحديثة، ويُستغل ما نسبته 60% من الزيوت المحروقة بينما تذهب 40% منها إلى المردم المخصص للنفايات الخطرة بولاية صحار. ويشهد هذا السوق تنافسًا قويًا بين الشركات العاملة في هذا المجال بسبب توفر التقنيات المُستخدمة في إعادة التدوير وبسبب البيئة الاستثمارية الخصبة لذلك، وهذا بدوره يجنّب البيئة خطر التلوّث من هذه الزيوت ومشتقاتها.

ونأمل أنْ تتضاعف الجهود الاستثمارية في تعظيم الفائدة من إعادة تدوير الزيوت المستعملة وتقليل نسبة نفاياتها. ومع وجود ممارسات فردية خاطئة للتخلّص من الزيوت المحروقة، ومن مياه غسيل المركبات المُشبّعة بهذه الزيوت إلّا أنّ الوضع الراهن يبشّر بمستقبل مشرق وزاهر يحمي البيئة من خطرها ويضاعف العائد
الاقتصادي من إعادة تدويرها.

وتهدف عملية إعادة تدوير زيوت المركبات إلى خفض معدّل النفايات وضمان عدم وصولها إلى الأراضي الزراعية والمياه الجوفية والسطحية، واستخدامها لتوفير الطاقة في عدة صناعات مثل مصانع الإسمنت والحديد ويشترط أنْ تتوفر بهذه المصانع أجهزة تنقية خاصة لإزالة الملوّثات السامّة العالقة جوًا، حيث إنّ عملية حرق الزيت لتوليد الطاقة الكهربائية من غير وجود أجهزة التنقية تؤدي إلى تلوّث الهواء ؛ لاحتواء الزيوت على مواد سامّة ومركّبات معدنية ثقيلة تؤثر على صحة الإنسان والطبيعة، كما أنّ زيت المركبات المستعمل يُستخدم في التدفئة، إضافةً إلى أنّه يُمكن استعماله كوقود، وكذلك يُمكن أن يُعاد تدويره ليكون زيتًا للمركبات مرة أخرى.

ولا تقتصر فوائد إعادة تدوير الزيوت على حماية البيئة فقط بل إنه يجلب عوائد اقتصادية للأفراد والبلد، إذ تعمل حاليًا المؤسسات المولّدة لهذه الزيوت في السلطنة على تجميعها وبيعها للمؤسسات التي تقوم بإعادة تدويرها.

وذكرت الوشق جهود شركة “بيئة” في هذا الجانب حيث أكّدت الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة” على أنّ لزيوت التشحيم استخدامات مختلفة في العديد من الصناعات، وتركّز الشركة حاليًا على الزيوت المُستخدمة لتشحيم محرّكات السيارات، موضحةً أنّ الكميات المُنتجة من زيوت تشحيم المركبات تصل حاليًا إلى 30,000 طن سنويًا.

وتعمل شركة “بيئة” حاليًا على تطوير منظومة متكاملة تستهدف من خلالها بناء كفاءات من الشركات الصغيرة والمتوسطة لتوفير أفضل الممارسات في عمليات الجمع والتخلّص من زيوت مركبات التشحيم، إذ تدعم الشركة مبدأ الاقتصاد الدائري الذي يهدف إلى سد الفجوة بين الإنتاج الصناعي والنُظم البيئية الطبيعية التي يعتمد عليها البشر في النهاية.

ومن اجل تحقيق الفائدة آن أن يكون هناك نشر بالتوعية بمخاطر زيت المركبات المستعمل على الإنسان والبيئة في مختلف أوساط المجتمع ومنع وصول الزيوت المُستهلكة إلى الأراضي الزراعيّة والمياه الجوفيّة ومياه السدود والأفلاج والشواطئ والبحار ، و استخدام أجهزة التنقية في حال استعمال الزيوت المستعملة كمصدر للطاقة في المصانع وتعظيم دور الاستثمار في إعادة تدوير الزيوت المستعملة واتباع التقنيات الحديثة لذلك و تفعيل دور البحث العلمي في تقليل كلفة إعادة التدوير وإنتاج مواد أكثر فاعلية وفائدة من الزيوت المستعملة.

وكتبت الوشق عن إطلاق الأمم المتحدة مبادرة مناخية جديدة في اليوم العالمي للبيئة حيث أطلقت أمانة الأمم المتحدة لتغيّر المناخ مبادرة جديدة لمكافحة تغيّر المناخ ، بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة  ، حيث جاء شعار المبادرة بعنوان “سباق إلى الصفر”، وتهدف الحملة لوقف انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ مثل ثاني
أكسيد الكربون بحلول عام 2050م على أقصى تقدير وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية ووفقًا للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من ألف شركة و458 مدينة و24 ولاية ومنطقة و500 جامعة و36 مستثمرًا رئيسيًا قد التزموا بالفعل بخفض الانبعاثات إلى
الصفر بحلول عام 2050م. ومن بين الشركات التي أعلنت التزامها رولز-رويس ونستله ومتاجر الأزياء العالمية انديتكس، كما أعلنت أكثر من 120 دولة التزامها بأنْ تصبح محايدة مناخيًا بحلول عام 2050م.

وفي عنوان عن نشاط الإنسان يتسبب في انقراض الحيوانات البرية قالت الوشق إن دراسة أمريكية حديثة كشفت أنّ نشاط الإنسان على الأماكن التي تحظى بحياة ثرية جدًا جعل مئات من الحيوانات البرية على حافة الانقراض.

وقالت الدراسة إنّ مجموعة من الأنشطة التي يمارسها الإنسان كقطع أشجار الغابات والصيد الجائر دفع حوالي 500 من الثدييات والطيور والزواحف والحيوانات البرمائية على حافة الاندثار، مؤكدةً وجود أدلة على أنَّ العالم يشهد الموجة السادسة
من الانقراض الجماعي.

كما تناولت الوشق موضوع فقد العالم 10 ملايين هكتار من الغابات كل سنة ، حيث سجّل تقرير أممي جديد تحسُّنًا في فقدان العالم للمساحات الغابية، فبعدما كان يفقد سابقًا حوالي 16 مليون هكتار (39.5 مليار فدان) كل عام، أصبح منذ عام 2015م
يفقد حوالي 10 ملايين هكتار (24.7 مليار فدان) فقط. هذا الوضع رغم تحسّنه، لا يزال يستدعي مزيدًا من الإجراءات السريعة لحماية التنوُّع البيولوجي للغابات. وسلّط التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يوم 22 مايو الماضي – بمناسبة اليوم العالمي للتنوّع البيولوجي – الضوء على أهمية الحفاظ على الغابات ؛ فرغم أنها تحتل 31% من مساحة اليابسة فإنها حاضنة لمعظم التنوُّع البيولوجي لكوكبنا، حيث تحتوي على 60 ألف نوع من الأشجار و80% من البرمائيات و75% من أنواع الطيور و68% من أنواع الثدييات في العالم.

وطرحت نشرة الوشق موضوعا بعنوان المعالجة النباتية تُزيل الملوثات في التربة والمياه الجوفية للكاتبة  فاطمة الزدجالية حيث قالت : إن المعالجة النباتية هي عمليات حيوية تستخدم أنواعًا عديدة من النباتات لاستبعاد الملوّثات الموجودة في التربة
والمياه الجوفية في الأرض أو تنقل هذه الملوثات أو تحجيمها أو التخلص منها، وأيضًا استخدام النبات في إزالة بعض الملوّثات سواءً كانت عضوية أم غير عضوية من الأماكن الملوّثة كالتربة الزراعية والمياه، وهي من الطرق المهمة البسيطة وغير المكلّفة ولا تؤدي إلى أضرار بيئية، حيث يتم زراعة النبات في الأماكن الملوّثة فيقوم بامتصاص كميات كبيرة من المواد داخل كتلته الحيوية مثل الجذور، الساق والأوراق.

وتقوم هذه النباتات – كما أسلفنا – بنقل أو تحجيم أو تدمير الملوّثات في التربة وفي المياه، وقد تعمل أيضًا كمرشح لمياه الأمطار الحاملة للعناصر الضارة والعائدة إلى المياه العذبة، ودائمًا ما تنمو بالقرب من أماكن التلوّث لحماية البيئة ، حيث تناولت الزدجالية هذا الموضوع من عدة أركان منها آليات المعالجة النباتية وإزالة الملوّثات.

وفي مقال العدد كتب المهندس خليفة الحجي مقالا بعنوان مائدة الدواء حيث قال إن البيئة الجبلية تحتضن الكثير من التنوع الحيوي لما تحويه من خصوصية بيئية ومقومات الحياة الفطرية من مأكل ومشرب وحماية وبُعد عن التجمعات البشرية. لا يقتصر تنوعها على النباتات والحيوانات البرية وغيرها، بل تتنوع أيضا إلى الطيور التي تمتلك حرية التنقل إلى مسافات شاسعة لانتقاء البيئة المناسبة لها والمكان المفضل لديها. فما الذي يجعل بعض أنواع الطيور تعشق الجبال وتستوطنها بعيدا عن تجمعات البشر؟ ألا يدعونا ذلك إلى التأمل والفكر ؟! وتناول الكاتب في مقاله نماذج لتلك الطيور ووصفا دقيقا لها .

وتناولت الوشق عددا من الأخبار والأحداث المتعلقة بالبيئة في الدول الخليجية والعربية والعالم  .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights