قّبح الله العنصرية
بقلم الكاتب والقاص
يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي
في ظل الشعارات التى ترفعها وتنادي بها أمريكا والحروب التي خاضتها باسم الديمقراطية والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان كشفت اليوم أمريكا عن وجهها القبيح وكشرت بأنيابها البغيضة واتضح جليًا بأن حقوق الإنسان فقط التى تراها وتتبناها أمريكا لا غيرها، وإن الوحشية والظلم الذي تنتهجه ضد الشعوب المستضعفة انقلب فيها السحر على الساحر والعنصرية البغيضة التي تمارسها ضد طبقة على أخرى واضح لا غبار عليه والعداوة ضد المسلمين وحربها على الإسلام دون هوادة جعل منها دولة مارقة والشعار الذي رفعه بعض المتظاهرين في مدن أمريكا (نحن لسنا عرب تقتلوننا ونسكت) يجعلنا نعيد النظر في التعامل مع عدونا الذي يسعى دائمًا لنهب ثرواتنا وفي نفس الوقت يقتلنا ويسحب البساط من تحت أقدامنا لضياع قضايا أُمتنا اليوم يتحتم علينا أن نطرح بعض التساؤلات من بينها، لو كان (جورج فلويد) قُتل على يد غير أمريكية بتلك الطريقة، هل ستسكت أمريكا ، ولو تلك الاحتجاجات في الوطن العربي هل ستقف أمريكا متفرجة أم تهدد وتتوعد بأنه لهم الحق في التظاهر وتتدخل لتدعمهم بالمال والسلاح لتعم الفوضى وتجعلها ذريعة للتدخل.
لماذا منظمات حقوق الإنسان والامم المتحدة التزمت الصمت؟ لم تصدر أي بيان تستنكر فيه قتل (جورج فلويد) وهو يصرخ تحت أقدامهم ( I can’t breathe) حتى مات بتلك الطريقة الغير إنسانية، لماذا لم يجتمع الكونجرس الأمريكي؟ وأين الصقور الأمريكية التي تدّعي بأنها ضد انتهاكات حقوق الإنسان؟ هل لأن (جورج فلويد) تختلف بشرته لأنه من أصول أفريقية ؟ أليست هذه من أشد العنصرية في العالم؟ ولماذا الشعب الأمريكي ظهر بمظهر التخريب والنهب في احتجاجاته الغير سلمية؟ ألم يكن الرجل الأمريكي هو الرجل الأول المتحضر ؟ ألم تكن أمريكا تخدعنا بأنها حكومةً وشعبًا من أرقى دول العالم تحضرًا؟.
الآن اتضح جليًا بأن امريكا سقطت أخلاقيًا حتى بين شعبها فهي غير مؤهلةً لقيادة العالم لأن قيادة العالم يحتاج إلى دولة نزيهةً وعادلةً. فحان للصقور أن تتحول إلى جنس آخر يتناسب مع فطرتها.