في محراب قلوبكم يصلي الوطن
بقلم : مهنا بن صالح اللمكي
في النفوس هواجس وأمنيات ، وفي حب الوطن لذة لايعلمها إلا الخاشعين في أداء واجب الولاء لترابه وساكني أرضه .
حارت عقول العالم في فك شفراته وتصدع أركان الدول العظمى ، فجثت تبكي على إطلال مجدها العلمي والتكنولوجي لعدوٍ لاتدركه الأبصار ، هزم دول تمتلك أشد المنظومات العسكرية تطورا .. يخرج من منزله وقد سلّم أمره لرب العباد وأستودع نفسه وصحته بأن يحفظه ويرعاه من كل مكروه تاركا خلفه فلذات أكباد وأم رؤوم تدعو له وأب حاني يثق به ليخوض أعتى الحروب وأشرسها في هذا العصر ويلقي بنفسه في مواجهة خطرة في الصف الأمامي لهذه الواقعة متدرعا بوسائل الوقاية أمام عدو لايُرى بالعين المجردة ويسير وفق تعليمات إلاهية .
إنه ذلك الطبيب والممرض والصيدلي والمضمد وجميع العاملين في القطاع الصحي ، وذلك الشرطي والعسكري وجميع العاملين في الأجهزه العسكرية والأمنية ، وذلك المذيع والإعلامي وجميع العاملين في المجال التوعوي والتطوعي .
كلهم يحملون نفس الهدف ويتصدون للمخاطر بكل ما أتيح لهم من وسائل تعينهم على ذلك .. يعيش الممرض يومه في العمل بشكل مرعب ، فالحالات المرضية لكورونا أو حتى المشتبه بها لا تخلو في أغلب مستشفيات السلطنة وإن تفاوتت النسب وأضحت الحالات المؤكدة واقع مؤلم يمر به هذا الجندي الأبيض الذي يقوم على رعايتها كل يوم ويعايش مراحلها ومعاناتها ليتغلغل في نفسه الرهبة سرعان ماتتبدد عندما يتذكر عبارة ملائكة الرحمة التي يرددها دائماً في قلبه لتنسيه كل صعب .
ويجوب الشرطي ورجل الأجهزة العسكرية بكل وحداتها كل شبراً في أرض الوطن موجها وناصحا ، مقدماً العون لكل من يحتاجه غير آبه بقسوة الأجواء صيفاً وشتاءً وحتى في الأجواء المناخية تحت ظل الجائحة كما حدث في المنخفض العميق الذي مر على محافظة ظفار جنوب السلطنة ، كانوا ملبين لنداء الواجب من عمليات إنقاذ وغيرها وفي صدورهم شعار ياحي ياقيوم إحفظ لنا عُمان .
ويقضي الإعلامي جل أوقاته في هذا الوضع الراهن يبث رسائل الإرشاد والتوعية بكل الوسائل المرئية والمسموعة ويعكف في نقل كل جديد للمواطنين وهم في منازلهم ، فالإعلام ومنتسبيه يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في مواجهة هذه الجائحة والتي نسأل الله أن تكون نهايتها في القريب العاجل بأذن الله .
فدمتم فخرا وذخرا للوطن وشعبه الأبي الذي يصلي شكرا لله أمام محراب قلوبكم الطاهرة والصابرة لكونكم أنتم كرياتهم البيضاء التي تدافع عنهم .