مآثر الأزمة الكورونية
خوله كامل الكردي
يسأل العديد من الناس، هل لفيروس كورونا أي محاسن يمكن أن تذكر؟! فالحجر المنزلي وحظر التجوال في معظم دول العالم، وتراجع الاقتصاد بسبب إغلاق شركات ومحال عديدة أبوابها تفاديا لخطر انتقال العدوى أضحى أمرا مثيرا للجدل بين مؤيد لتخفيف الإجراءات وآخر يدعو إلى التمهل ودراسة الأمر بجدية وعدم التسرع حتى لا يعود المرض أكثر شراسة! فهل هذه المعضلات تعتبر إيجابية في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم بدءا من الأزمة الاقتصادية العالمية إلى الحروب التي لا تنفك تنتهي حتى تسيطر دول على أخرى طمعا للهيمنة على منابع الطاقة والثروات.
يمكن أن يقول المرء أن الأزمة الكورونية، تحمل في طياتها خيرا ربما لا يلاحظه إلا القليل من الناس، فالروابط الإنسانية تعززت وترسخت وباتت بعض الدول تقدم مساعدات ومعونات طبية إلى الدول التي تعاني من تفشي فيروس كورونا، وأماطت اللثام عن ضرورة إيلاء حكومات العالم النظام الصحي فيها العناية الكافية، وجعله من الأولويات بدل أن يكون شراء الأسلحة وتعزيز الترسانة العسكرية الشغل الشاغل لأغلب الدول، فالأولويات تغيرت والنظر إلى ما يفيد الشعوب في المجتمعات البشرية أصبح مهما لزعامات الدول.
إن الأزمة الكورونية قد لفتت الانتباه إلى ضرورة حدوث حالة من التوازن بين الاقتصاد ومتطلبات الأفراد في مجتمعاتهم، والتأكيد على مبدأ التبرع والمساهمة لتجاوز تلك الأزمة، بالتوافق مع تشجيع الأفراد على انتهاج منهج التطوع، لمساعدة الدولة على التحكم بمرض كورونا، فالدولة بجيشها ورجال أمنها لن تستطيع القيام بتلك المهمة لوحدها.
ومع تصاعد القلق من تفشي وباء كورونا، ظهرت الحاجة إلى وضع استراتيجيات واضحة تخص الأمن الغذائي لدول العالم، فوباء كورونا أجبر الناس على المكوث في منازلهم، وبعضهم كان لا يستطيع تأمين لقمة عيش أسرهم قبل كورونا، فكيف بوجود حظر التجوال والذي أدى إلى انقطاعهم عن أعمالهم والتي بالكاد تسد رمقهم، فظهرت العديد من المبادرات والتي تقدم المعونات الغذائية على هيئة طرود توصل للأسر المحتاجة، بينما أخرى تنادي بتقديم الدواء للمرضى من المحتاجين والذين فقدوا وظائفهم والتي كانت تؤمن لهم شراء الأدوية التي يحتاجونها.
إن ظهور فيروس كورونا قد يكون أصاب العديدين بالإحباط، لكن لا يعرف البعض منهم أن الخير متوار بين جنباته.