لطف البدايات
لطيفة محمد البوعينين
مملكة البحرين
إنها البداية فقط…
كثيراً ما نسمع تلك العبارة في مختلف الأمور، بعضها السهل الميسر، والبعض الآخر الصعب المعقد .. بعضها نبدؤها بإرادتنا، والبعض الآخر مفروضٌ علينا.
تبقى البداية الألطف دائماً مهما يكن الأمر، ولا توجد بداية تفتقد الجمال المشرق الذي يجعل منها أجمل بداية، حتى في تلك الأمور التي يصعب علينا البدء فيها، يكون جمال بدايتها هو تغييرها، واستحضار نتائج ذلك التغيير وآثاره الإيجابية على كل حياتنا.
للبدايات جمالٌ لا يذبل، ووهجٌ لا ينطفئ، وذكرى لا تُمحى، وسعادةٌ تخطف القلوب لتسري في العروق جاعلةً من كل ذلك سحراً لا يقاوم وحديثاً لا يُمَل منه.
البداية مع مَدرسة، مع صديق، مع مدينة، مع جامعة، مع وظيفة.. شعورك بالحماس، حماس الإنسان الذي فُطِرَ على حب الاستطلاع وتجربة الأشياء، دون أن تشغل عواقبها تفكيره الشغوف وروحه العالية.
البداية مع امتحان، مع مسؤولية عظمى، مع مرضٍ صعب، وإن كان في ظاهرها عنف عصي، إلا أن فيها من الله لطفاً خفياً ينبئك بأن في الوقت متسع للتغيير والخروج من دائرة القلق بأقل الخسائر، والتي تتحول بمرور الزمن إلى رصيد حافل من الخبرة والتجربة والحكمة العميقة.
لا يوجد أمر محكم الإغلاق، فقد منح الله الإنسان القدرة على الخروج بنفسه من كل موقف، والبدايات ما يعين على ذلك دون شك.
لا تجزع من البدايات، بل دعها تأخذك بلطفها الجميل إلى أسعد النهايات.