إلى النساء ” الجزاء من جنس العمل”
إلهام الشهراني
قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
بنى الإسلام الأسرة على قاعدة أساسية، ألا وهي : “لتسكنوا إليها”، والمقصود ليتحقق الاستقرار العاطفي والاطمئنان النفسي، والألفة والراحة، وكيف تكون الراحة والسكن والمودة إذا كانت الزوجة عديمة الثقة في نفسها؟ ويسيطر عليها القلق النفسي، ويذهب بها إلى سوء الظن، ويحملها تأويل الكلام والظنون حتى تصل لمرحلة تأليف قصص وروايات من نسج خيالها، بغير مستند صحيح.
تجلس بالمجالس النسائية تذم زوجها وتكفر عشيرها بكلام لا يمت للواقع بصلة بين الأقارب أو غيرهم، لتغير الصورة الجميلة الملموسة عنه ” ذو دين وأخلاق” خوفا من شبح الزوجة الثانية، ولتبعد طمع الآخريات به.
وتبرمج مرض الغيرة في قلبها والمخاوف بوضع الزوج داخل صورة إطارها قبيح المنظر.
النساء اللاتي يعالجن نار الغيرة بعقول صغيرة قد يقعن بحبال الشيطان ومكايده، وقد يسير بهن إلى طريق الهلاك، وارتكاب الكبائر “الكفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام” ألا وهو (الشعوذة)، ويزين لهن أفعالهن القبيحة ويعشن أوهام من خيالهن يخسران الدنيا والآخرة، وذلك نتيجة ضعف الوازع الديني وقلة الوعي فالغيرة محببه لكن بحدود العقل والمنطق.
والعقول الناضجة تبحث عن أسباب السعادة وكسر روتين الملل بالحياة الزوجية، وتجعل الصراحة وسيلة وغاية بينهم كزوجين .
ومن زاوية أخرى :
بعض النساء يتغلب عليها الخوف من الحسد لدرجة أنها تعطي انطباع للآخريات أنها من ذوي الدخل المحدود، فتقدح زوجها بالبخل، وإذا نظرنا للواقع فإن الثراء ظاهر والخير عامر من فضل الله.
وبعضهن تستخدم نفس الوسيلة أنفة الذكر بصورة أخرى، ألا وهي: حب وطمع بالمال ورغبة في التسول بطريقة غير مباشرة، والحقيقة إفلاس ديني وأخلاقي وعدم القناعة بما وهبهن الله من النعم.
كلمة أخيرة :
على الزوجات أن يتقين الله فمن يتق الله يجعل له من أمره يسرا وينور بصيرته لطريق الحق، ولا يجعلن الدنيا أكبر همهن ولا الأزواج مبلغ علمهن.
فإن الجزاء من جنس العمل ما أبشع تكفير العشير وما أسرع عقاب الله فيه، ربما يدب الخلاف في الأسرة نكالا، بما سولت لهن أنفسهن فيشربن من كأس صنعته أياديهن حتى التكريع، فالله يمهل ولايهمل.