المخططات السكنية الجديدة والمعاناة المزمنة
خليفة الحسني
تعكف وزارة الإسكان الموقرة ممثلة فى إدارة الاسكان بولاية الرستاق على إعداد وتوزيع المخططات السكنية الجديدة المختلفة بربوع ومناطق الولاية للمستحقين والمتقدمين بطلبات الأراضي بولاية الرستاق، وماتحقق على أرض الواقع فإن هذه الولاية تشهد طفرة عمرانية حديثة بفضل هذه الجهود الحثيثة من قبل الجهات المعنية وماتوليه الحكومة الرشيدة بالرقي بالإنسان العمانى وتأويل المسكن الصحي الحديث.
ولكن وما نراه ضمن المسوحات لهذه المخططات السكنية الجديدة ومايرافقها من معاناة ومتاعب لوقوع أغلبها بنحدرات جبلية ومسارات مياه الامطار وغيرها من متاعب ومعاناة لسكانها الذين إرتضوا بالمقسوم لإيجاد قطعة أرض طال انتظارها، فإن هذه المخططات الجديدة اذا لم تكن جميعها فاغلبها تعاني من صعوبة استكمال باقي الخدمات الضرورية كالمياة والانارة ووصلات الشوارع الداخلية و باقي الخدمات وحتى على الاقل المعالجة السطحية. وهذا جميعها تكلف الحكومة اموالا طائلة خاصة بأيصال الخدمات إليها،
فضلا على أن الحاصل على قطعة أرض من هذه المخططات سواء من خلال القرعة أو الاختيار فإنه سيواجه بعض المعاناة بدءاً في حفر الاساس قبل الشروع فى البناء المكلف ولاسباب كثيرة ومنها فإن الأرض التي اختارها المستحق ضمن هذه السحوبات قد تكون واقعة بمنحدرات وشرفات الاودية مما تحتاج إلى اقامة حماية من الخرسانات وكذلك التي تقع في صفائح أو مرتفاعات جبلية تحتاج الي معدات كبيرة بتكلفة عالية لحفر اساساتها وبناؤها فضلا على الاشتراطات الفنية والهندسية المتمثلة بحفر عمق الاساسات حتى لو تقع هذه الأرض بقمة جبل صلب فضلا بأن بعض مكاتب الاستشارات الهندسية المكلفة باعداد الخرائط والاشراف الهندسي والفني تجد اغلبها يعد هذه الخرائط بعملية نسخ ولصق رغم بأن بالنظام الجديد يحمل كافة المسؤولية على هذه المكاتب الاستشارة وذلك لحماية صاحب البناء ولكن الواقع يختلف تماما عند بعضهم لهذا فان البناء لمثل هذه الأراضي تكون عالية التكلفة وفوق طاقة المواطن والذي لاحولة ولا قوة له مما يكون عليه خيارين اما أن يتخلى عنها أو يجازف فى بناؤها ويتحمل هذه التكلفة الكبيرة.
فضلا عن المخاطر التى تقع لهذه المخططات وخاصة الواقعة على مسارات الأودية والشراج القوية أيام السيول فتجد بعض سكانها تنقطع بهم السبل فى الوصول إلى منازلهم وتعرض منازلهم للخطر وكذلك إتلاف مركباتهم وغيرها من هذه الأمور ونظرا بأن هذه الولاية المترامية الأطراف ذات مساحات واسعة اقل خطورة، وتكلفة عن بعض المخططات الجديدة.
فرحم الله الأجداد والآباء الذين كانت قناعتهم بالمسكن البسيط بالدنيا كلها، فما أجمل تلك الحارات القديمة والبلدات التى تجد فيها الف حكاية من الماضي ومن الموروثات التراثية والتاريخية فضلا عن جماليات تلك الحارات والترابط الاجتماعي والأسري والالفة بين اهاليها، وبرغم من هذا النسيج فتجد الشباب خاصة يعزفون بالخروج منها وعن أهاليهم وذلك ربما لعدة أسباب منها الكثافة السكانية والاستقلالية والخصوصية لمتطلبات الحياه اليومية وغيرها من اسباب مما تجد الشاب يبحث عن مكانا اخر ولا بديل الا هذه المخططات الجديد وما تحمله من بعض المعاناة والتكلفة.
ولمجمل ماذكرناه فأنه نذكر ونحث ضمن مطالب الكثرين من ابناء هذا الولاية بضرورة إعادة النظر من قبل جهات الاختصاص والمعنيين بالأمر في الولاية خاصة بأن ينظروا بعين الاعتبار وبالتكاتف والتعاون لما فيه الخير والمصلحة العامة وعلى أن تكون المخططات السكنيةالقادمة بعيدة عن التكلفة والمخاطر الطبيعية وسهلة وصول الخدمات إليها باقل تكلفة اولاً على الحكومة وثانيا على المواطن وأن تتسارع الجهود وتتكاتف لأجل ايصال ما بقى من خدمات ضرورية لهذه التجمعات السكنية بالمخططات الجديدة وذلك لما فيه المصلحة العامة ولسبيل الرقي بهذه الولاية واهلها وتذليل الصعاب عليهم، وأن الحرص والنطق السامي من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم أعزه الله وإبقاءه وألبسه ثوب الصحة والعافية والعمر المديد بضرورة تذليل الصعاب على ابناءه المواطنين اينما كانوا على هذه الأرض الطيبة ولهذا لابد من إيجاد وتوافر كل السبل لأجل راحة المواطن ورقيه حفظ الله مولانا من كل مكروه وحفظ عماننا الغاليه وأبناءها المخلصين.
alqatara_2009@hotmail.com