مدينتيْن وقلبيْن
فؤآد البوسعيدي
طريقٌ بين مدينَتيْن،
هناك يسكن قلبَيْن..
بعض الوجع والألم..
كان الشّوق والحنين..
وكان الحزن والعتاب..
شوارع حَوَتْ بعض المشاعر..
حاراتٌ تمَلّكَت الأحاسيس..
خليطاً من الودّ والضّياع،
فأمسى بعضِيَ كائنٌ مُرتحلٌ معي..
وبين سُكون الهذيان في عقلي،
وبين رُسُوَّ الذّوبان في قلبي..
أضحى بعضيَ الآخر ليس معي..!
مشاهدات أذابت فؤادي عنّي،
فما عاد بين ضُلوعي..
ولا حروفي شهِقَت مع أنفاسي،
وما عادت الكلمات تحيى في دمائي..
أثمَلَتْني المسافات،
ونزَعَت عنّي الحكمة والصّواب..
فتهتُ بأحوالي بين أهواء الحبّ،
وجنون الأخلّة والشّعراء..
وذاب كلّ ما بي بين المدينتيْن،
ولم يبقى معي في الذّاكرة..
سوى حبّـات الثّلج تحملها اليَديْن،
وطنٌ تقاسمناه في القَلْببْن..
لم تُذِبْـها حرارة يدايا،
فأذابت معها الوصل بين القلبيْن..
حكاية من حكايات العشق..،
سيفهمها القليل..
فبماذا أجيب سؤال السائل؟؟!!
كيف هي كيمياء حبّـات الثّلج؟؟!
فكيف أُجيب وأنا..
أجهلُ عن كيمياء الحبّ والعشق..
بين المدينتين،
أحمل حبّـات الثّلج في اليديْن..
وبتلك المسافات البعيدة..
أكتب حكاية بين القلبيْن..
تتحدَث حروفي عن مشْاعري،
فتذوب المشاعر بين القلبيْن..
وتبقى الحياة في حبّات الثّلج،
خيالٌ يلازمتني بين المدينتيْن..
…
بين المدينتيْن..
هي رحلة بين قلبين،
حَوَت دفئ مشاعري..
تُقاربكَ بوح الحروف..
والمسافات البعيدة،
أضحت مسيرة خطوات..
فماذا أقول؟؟!!
عن حبّـات الثّلج الذائبة..
ذابت بين يديك..
تناثرت بين أصابعك..
ماذا أقول عن قلبي؟؟!
ذاب بين اليديْن..
وعن حبّـات الثلج،
تلك من حكايات العاشقين..
ماذا أقول..
عن لهفة اللقاءات،
عن دفئ الأشواق ووصلها..
عن حبّـات الثّلج في اليَديْن..
وتلك الحروف والكلمات الذّائبة..
وشوقٌ سكنَ بين المدينتيْن..
فلا أعلم ماذا أقول؟؟!!..
عن شوقٍ يسكن في القلب والوريديْن..
أم حنين إلى المسافاتٍ بين المدينتيْن..
وحبّات ثلْـجٍ ذائبة
بين مدينتيْن وقلبيْن..