سماسرة إنتخابات الشورى
حمدان بن سعيد العلوي
هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك سماسرة يتبعون المترشح فلان وكل سمسار يمتلك عددا من الأصوات، وإنه جاهز لبيع هذه الأصوات والصوت الواحد بمبلغ محدد من المال حسب الإتفاق بينه وبين الشخص وطالب الأصوات أي المترشح، نعم هناك أشخاص يعملون وأصبح التنافس بينهم محموم ونراهم يتباهون بقوتهم وسمعتهم وإمكانياتهم لجلب الأصوات وتبعية الأعداد الكبيرة من الناس لهذا السمسار، هؤلاء السماسرة رأيناهم يجوبون الشوارع ويطرقون الأبواب ويوصون بترشيح فلان وإنه أفضل من المنافس الآخر ويبدأ قول الغزل عنه وعن نزاهته وحكمته وقدرته على فعل المستحيل، وإذا ما سألنا أنفسنا ما هي الفائدة لهذا السمسار وما المصلحة التي يتحصل عليها هل هي قناعة منه ويقول الصدق أم أن هناك فائدة أخرى؟
نسمع والعهدة على الراوي ولكن لم نتعرض شخصيا لمثل عملية البيع والشراء أو حتى المفاوضات ولكن ما يدور في الساحة وما نراه من هؤلاء السماسرة والمروجين شي يدعو للشك على أن ما يقال فيه نسبة كبيرة من الصحة، فهل يعقل أن نبيع ضمائرنا من أجل مبلغ من المال لا يقضي حاجة يوم من متطلبات الحياة؟
فمن هان عليه ضميره وصوته هان عليه وطنه وشرفه فلا شرف بدون أمانة، وبيع الأصوات يعني خيانة فمن يسعى للترويج عن مثل ذلك فهو خائن لوطنه وعلى الجهات المعنية أن تكون له بالمرصاد، وعلى المواطن الشريف أن لا يقبل بهكذا ممارسات فالعماني معروف بأمانته ووفائه لوطنه فعلينا القيام بالواجب ومساندة الوطن في هذه الفترة بالذات والتصدي لمثل هذه الممارسات والوقوف في وجه كل سمسار فاسد خائن مرتشي، والسؤال كيف لنا أن نحارب الفساد إذا كان نحن أساسه والتستر على هؤلاء السماسرة يعني المشاركة في الخيانة، وهذا نداء أعزائي القراء عليكم بهم ولا تسمحون لهم ببيع الوطن بمبلغ من المال فالوطن أغلى ما نملك وعلينا أن نحافظ عليه فكيف لنا أن نقبل على وطننا الغالي أن يباع ويشترى بالمال؟
والغريب أن هناك سماسرة يعملون لأكثر من وجه فتجدهم يروجون لأكثر من شخص، أيام معدودة وتتضح الرؤيا وينكشف الستار وتنتهي الإنتخابات بإختيار ممثلينا لخدمة عمان فما الذي نرجوه منهم وقد سمسرنا على وطننا وسلمناه من هو غير كفوء لهذه المهمة، عزيزي المواطن صوتك أمانة والوطن أمانة في أعناقنا ولن نسمح لهؤلاء التجار أي تجار الأصوات الذين يبيعون فينا ويشترون فقد وجدوا فينا الربح وهاهم يتاجرون بأصواتنا فهل نلزم الصمت؟