فؤاد آلبوسعيدي
إلى أُمي التّي لم تُنجبني مع طيب التّحية..
غيابك وفقدانك يصنع الألم بكلّ أنواعه، هذا الشّعور الشديد بالضعف لم ينتابني منذ عقدٍ مضى، وكأنني لأول مرّة أفارق أحدهم، وكأنها المرّة الأولى التي تنقطع الأوصال بيني وبين أحدٍ من الأعزّة والأحبّة.
..
يتملّكني الألم الشّديد كلّما تذكرّت لحظاتي الكثيرة معك، أجد نفسي عديم التّحكم بل خارج نطاق السّيطرة في مشاعري الشّجية وأنا أشاهد شريط الذكريات ذلك الذّي يعبرني برتمٍ بطيئٍ وكأن كلّ تلك المشاهد تأبى إلا أن تكون جزءاً يحدث دقّاً في زوايا قلبي بعنفٍ شديدٍ لا أملك حيلة زيادة تسارعها إلاّ بتركِ سيل الدّموع الشاكية والحزينة تنسكب على خدودي فتمضي مع وعدٍ برجوعها وقتما تشاء.
..
أشعر بخلخلة شديدة تبعثر كياني رغم محاولاتي الكثيرة التي أصبحت فاشلة وأنا أضعف أمام هذا الواقع الرهيب الذي يمرّ بي بين الثانية والأخرى، أصبح لزاماً علي بأن أتقبّل شروط التعاقد عند فقدان الأحبة الأعزّة لسببٍ أو لآخر.
..
لن يعلم أحدكم كميّة المشاهد التي أراك فيها ولا حتى غيري بإستطاعته قياس مقدار الحبّ والودّ والإحترام الذي أملكته في قلبي لك حاضراً وغائباً، لن يعلم الكثير عن هذا الشعور الذي يضعني غائباً عن عوالمهم التي تختلف عن عالمي الخاص الذي يصبح فريداً لي فقط عندما أغيب معك وبك في تلك المشاهدات.
..
لن يعلم الكثير منهم عن حالي بعد فقدك عن دُنياي ولكن فقط هم وكل من سيراني سارح الفكر مدعوّ أن يتركني مع تلك اللّحظات التي أعيشها، كلّ من سيطلّ إلي ويشاهد دمعة تنزل من عيني أدعوه بأن يتركني ويترك دمعتي تنزل بروّيتها وبراحتها، إتركوني في تلك اللحظات فربّما هي دقائق يتقبّل فيه ربّي دعائي لك ويرفعه..، وأيضاً عندما تجري الدموع من عيناي ليس عليهم إيقافها فربّما أنا أقوم بمحادثة من غادرني وغيّبته الأقدار عن العالمين.
