المشاركون في “لقــاء الاستثمار العماني الهندي” يزورون “الرسيل الصناعية” و”واحة المعرفة مسقط”
النبأ – مصطفى بن احمد القاسم:-
اختتمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن اليوم فعاليات “لقــاء الاستثمـــار العمـــاني الهنـــدي” الذي يأتي تماشياً مع الجهود التي تبذلها “مدائن” لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى السلطنة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لا سيما في قطاع الصناعة، وذلك من خلال وفد تجاري رفيع المستوى من جمهورية الهند مكون من 35 رجل أعمال يمثلون قطاعات اقتصادية مختلفة مثل الغذاء واللوجستيات وتقنية المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة، وتعريفه بالفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة، وكذلك دعوة مجموعة من المسؤولين في القطاعين العام والخاص بالسلطنة في مجال التجارة والاستثمار لإيجاد شراكات حقيقية مع الشركات والمصانع العمانية بغية الحصول على قيمة مضافة في الاقتصاد والوطني وتوفير فرص عمل جديدة للكوادر العمانية في القطاع الصناعي.
وقد بدأت فعاليات اليوم الختامي بزيارة الوفد لمدينة الرسيل الصناعية، حيث أشار المسؤولون في “مدائن” إلى أن شركة عمان للاستثمار والتطوير القابضة “مبادرة” تعمل حاليا على تنفيذ مجموعة من المشاريع ذات القيمة المضافة لمدينة الرسيل الصناعية ومنها مشروع المنطقة اللوجستية بقيمة 1,600,000 ريال عماني تقريبا، ومشروع البوابات والمداخل الجديدة بقيمة 2,500,000 ريال عماني، ومشروع تطوير وإدخال الخدمات لتوسعة المدينة الصناعية بقيمة إجمالية تصل إلى 34,000,000 ريال عماني، وأيضا القيام بالإعداد والتجهيز لطرح مناقصة المرحلة (B2) لتوسعة مدينة الرسيل الصناعية والمتوقع أن تصل قيمة مناقصتها إلى 15,000,000 ريال عماني، بالإضافة إلى مشروع هدم المنطقة السكنية بعد إخلائها وذلك ليتم استغلالها واستثمارها مستقبلا بصورة أفضل، وأوضح المسؤولون أن إجمالي مساحة “الرسيل الصناعية” مع نهاية عام 2018 م تقترب من 11 مليون متر مربع ويعمل بها 309 مشروعا في مختلف الأنشطة الصناعية والاستثمارية، كما بلغ إجمالي حجم الاستثمارات للمشاريع فيها خلال الفترة نفسها ما يقارب 372,554,229 ريال عماني، بينما يبلغ عدد القوى العاملة فيها (محلية، أجنبية) حوالي 21,881 عاملا، بعدها قام المسؤولون بتقديم نبذة تعريفية عن “مدائن” أوضحوا من خلالها رؤيتها المتمثلة في تعزيز موقع عمان كمركز إقليمي رائدٍ للتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وروح المبادرة والابتكار والتميز، ورسالتها العامة التي تسعى من خلالها إلى جذب الاستثمارات الصناعية، وتوفير الدعم للمستثمر من خلال الاستراتيجيات التنافسية الإقليمية والعالمية والبنية الأساسية الجيدة، وخدمات القيمة المضافة، والإجراءات الحكومية السهلة، كما أوضح المسؤولون الأهداف العامة للمؤسسة والمتمثلة في جذب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار بالسلطنة وتوطين رأس المال الوطني، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة، إلى جانب إدخال التكنولوجيا الحديثة وإكساب العاملين المهارة الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم وايجاد فرص عمل جديدة بالإضافة إلى تشجيع الصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية، وتنشيط القطاعات الاقتصادية العاملة بالسلطنة؛ مثل: قطاع النقل، والقطاع المصرفي، والقطاع السياحي، وغيرها من القطاعات، وقام الوفد الهندي بعدها بزيارة ميدانية لمدينة الرسيل الصناعية شملت الشركة العمانية للألياف البصرية التي تأسست عام 1999 وتعمل على إنتاج وتصميم الألياف البصرية وكابلات الألياف البصرية، وأوضح المسؤولون أن الشركة تستهدف رفع نسبة التعمين لتصل إلى 80% في العام 2025 عبر استراتيجية واضحة من خلال إحلال العمانيين ذوي الكفاءات والخبرة تدريجيا في الوظائف التخصصية والإدارية، وكذلك أسس الشركة في التعمين عبر اختيار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، وتوفير وصف وظيفي واضح لكل موظف لضمان بدء العمل بسهولة ويسر، وشرح استراتيجية الشركة بشكل مبسط وكيفية تحقيق أهدافها. وقد ناقش الوفد الهندي من جانبه مع المسؤولين في المؤسسة واقع التوطين في مجال الاستثمار في السلطنة وكيفية البدء بذلك عن طريق المحطة الواحدة والمدة الزمنية التي تستغرقها عملية البدء في الاستثمار، بالإضافة إلى أنواع الاستثمارات داخل السلطنة.
بعدها قام الوفد بزيارة لواحة المعرفة مسقط اطلع من خلالها على تجربة الواحة وأهدافها ورسالتها التي تتمثل في العمل على تطوير قدرات الفرد والمجتمع من خلال تسخير وتطبيق المعرفة، وذلك باستغلال الميزة التنافسية للسلطنة، بالإضافة إلى معلومات أساسية عن الواحة وأهم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها، ومساهمتها في ترويج السلطنة كمركز للاقتصاد المعرفي النشط والمتنوع والمزدهر، وقدرتها على الاستمرارية والتطور في مجال تقنية المعلومات، كما تعرف الوفد على الأهداف التي أنشئت الواحة من أجلها والمتمثلة في المساهمة في دفع عجلة التنويع الاقتصادي من خلال الاستثمار في مجالي تقنية المعلومات والاتصالات، وتطوير الاقتصاد المبني على المعرفة في السلطنة والتسويق له إلى جانب استقطاب الشركات المحلية والخارجية التي تهدف لإيجاد مراكز جديدة لأعمالها أو لتوسعة أنشطتها بالسلطنة، وأيضاً توفير حاضنات تجاريّة تسهم في دعم المشروعات الناشئة، والعمل على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في المجالات التقنية, وإيجاد وظائف مناسبة لهم، وجعل واحة المعرفة مسقط مركزا لتطوير تقنيات الوسائط المتعدّدة وفن المحاكاة التقنية، بالإضافة إلى تنفيذ المبادرات التي تدعم البيئة والمحافظة على سلامتها، وكذلك القيام بربط مباشر بين الواحة واحتياجات مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في مجالات التعليم والصحة والسياحة، علاوة على ترسيخ دور السلطنة كمركز لحفظ المعلومات وقواعد البيانات، وأوضح المسؤولون في الواحة أنه تم طرح مناقصة المبنيين السادس والسابع في واحة المعرفة مسقط تمهيدا للبدء في إجراءات الإنشاء، أما مشروع مبنى المواقف متعدد الطوابق، فقد تم تخصيص الأرض المناسبة له في الواحة وجاري تحديد إحداثيات الأرض بالتنسيق مع المستثمر، في حين توضح المؤشرات الرقمية لواحة المعرفة مسقط مع نهاية عام 2018م، أن إجمالي حجم الاستثمارات يبلغ 276,501,165 ريال عماني موزعة على 208 مشروعاً بين قائمة وخصصت مساحة لها وتحت الإنشاء، ويبلغ عدد القوى العاملة بها ما يقارب 5070 موظفا، بينما تبلغ مساحة الواحة حوالي 778,602 متر مربع.
كما قام الوفد بزيارة إلى المبنى الرابع بواحة المعرفة مسقط، حيث تعرفوا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحتضنة في المركز الوطني للأعمال الذي دشنته المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن في العام 2013م، كحاضنة رئيسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، من خلال تقديمه للدعم الفني والإداري واللوجستي والتوعوي للمشاريع الناشئة والأفكار المبتكرة بغية الوصول لمشاريع ذات نفع اقتصادي وقيمة مضافة للبلاد، إضافة إلى دوره في تطوير المجتمع العماني بدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال خلق الوعي حول ريادة الأعمال وإلهام الجيل الجديد من الشباب لاستكشاف إمكانياتهم وقدراتهم على تأسيس وريادة الأعمال الخاصة، ويهدف المركز بشكل أساسي إلى تأسيس قنوات للحوار والتواصل بين المجتمعات وأصحاب المبادرات التجارية ورجال الأعمال وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على البروز في الأسواق المحلية من خلال احتضان المبادرات والمشاريع المتخصصة بمختلف القطاعات. وتنقسم الخدمات التي يوفرها المركز إلى ثلاث مراحل تتمثل في خدمة ما قبل الاحتضان والتي تهدف إلى بث الوعي وتنمية فكرة المشروع، والمراجعة الدورية لمسودة المشروع، إضافة إلى دعم تخطيط الأعمال، أما خدمات فترة الاحتضان فتتمثل في تفعيل مخطط المشروع، وفتح قنوات تسويقية، وتطوير المنتج/ الخدمة، وصقل الشخصية (غرس الحس التجاري) إلى جانب صقل الشخصية (غرس الحس التجاري)، أما مرحلة تسريع نمو الشركات فيسعى المركز من خلالها إلى تطوير نمو الشركات في السوق، وغرس التنافسية، والتركيز على الاستقرار الإداري والمالي، علاوة على ضمان حصص السوق المحلي.