كن ذا أثر طيب
بدرية السيابية
عندما تجتمع الصفات الحسنة في شخص واحد والجميع يصفق له وتلقى له التحايا من كل جانب والإحترام المتبادل بين أهله، وأصحابه وبين مجتمعه كما يقال عنه باللهجة المحلية «له هيبة »،ولكن عندما تقترب من هذه الشخصية ستجد مالا تتوقعه وعينك لا تصدق ما تراه ،ويكون جلاد مختفي يلقي تلك الأوامر الصارمة حتى لأقرب الناس إليه بنبرة قاسية تاركاً الرحمة واللين في التعامل مع الآخرين حتى يثبت الهيبة بذاك التعامل الغير مرغوب فيه، لذلك تجد تناقض بين الصفات الحسنة والسيئة، اجعل من نفسك قدوة لاولادك ولنفسك ولكل من يعرفك لا تتصنع الشي وتصدقه فلتكن الكلمة الطيبة على لسانك والتعامل بين الناس بأسلوب أصدق وتكون متواضع حتى تكسب قلوباً طاهرة مليئة بالعطاء والرحمة .
ما أجمل الأسرة الكبيرة عندما تكون مجتمعة على الخير والمودة والرحمة بوجود الأب والأم يجتمعون بصلة وصاهم الرحمن عليها بالحب و الإحترام ،،فتجد الأخ الكبير يحتوي إخوته تحت جناحه خائفا عليهم من غدر الزمن يعطي الأمان بالنصح والإرشاد والأخت كذلك تسودها الرحمة والعطف فهي بمكانة الأم.
لا يوجد شخص كامل في هذه الدنيا فالكمال لرب العالمين وحده فالبعض تجدهم في زعل دائم وعداوة منتشرة بقلوب حاقدة غاضبة تعميهم عن معرفة الطريق الصحيح بدائرة لا يعلمون كيفية الخروج منها وتمر السنوات هكذا بدون زحزحة من أفكارهم المريضة والاستمرارية في هذا الزعل للأبد، أبدوا بخطوة ناجحة وصفحة بيضاء مرسوم فيها خيوط من الأمل والرضى والتسامح، والرسول اوصانا ألا يهجر الأخ أخاه فوق ثلاث ليال، هل هناك أجمل من أن تكون لديك عائلة يسودها الإحترام والود والحب، فالحياة رحلة قصيرة ولتكونوا عابرين بقلوب طيبة لتكونوا ذا أثر جميل.
لا أحد معصوم من الخطأ ولا أحد سلم منه فما بالك في بعض المواقف التى تحدث في هذا الزمن، فأخطاء البعض منها لا تغتفر، وفي مواقف في أبسط الأخطاء يعاقب عليه لماذا؟ بينما هنالك أخطاء تغمض العين عنها، وكأنها ليست موجودة! مثلا كطالب في الصف الأول أعطى درس أو واجب في حفظ إملاء فقرة معينة كمادة اللغة الإنجليزية أو العربية وبذل الطالب وبمساعدة والدته أو اي كان من أسرته جهد وسهر حتى ينال نتيجة طيبة وثقته كانت عالية بالحصول على تلك النتيجة المرجوة من الله، ولكن الآن الحاصل أن الطالب لا تتم مساعدته حتى بنقطة على حرف قد نساه من شدة حماسه أو لربما كان الاملاء يقال بسرعة لضيق الوقت علما بإن الكلمة صحيحة وحسبت له بنقص درجاته من ذلك الإملاء والسبب نقطة، إلا يحق مساعدة الطالب بحرف أو وضع نقطة على تلك الكلمة ؟إلا يكون هناك تسامح ؟في نهاية العلم قدرات !لذلك فلتنظر لذاك طالب بأنه فعلا اجتهد وثابر ولا تجعل سبب لاحباطه فبرائتهم لا تستحق كل ذلك العقاب والتسرع فيه، ولنصعد بهم درجة درجة حتى يصل لمبتغاه وحلم يتحقق طال انتظاره.