2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

ولِـنُبْقِيَ ذلك النور مستمراً ومنيراً

سيف بن نبهان العبري

الفراقُ  فتيلٌ خرج من الظلام ، ما إنْ يشتعل الفتيل في الظلام الدامس،  يُفْرِحُك بالنور ثم يختفي و يخفت ، ثم تختفي فرحتك فيه بثوانٍ معدودة .
كذلك الفراق المبني على ركيزة الحب و الذكريات الجميلة، عن حب الأب و الأم ، عن الذكريات التي تعيشها كل لحظة في عقلك و أوقاتك ، في زواياك التي اعتدت أن تجد فيها الإبتسامة و الضحكات و الكلمات و الأصداء والدعاء لك كلما قابلتهم و التي ما زالت تلك المشاهد تتردد و لم تخفت لثانية بعقلك.

فتيل الظلام أشد قسوة من الظلام نفسه الذي اعتدت عليه ، ينزع فرحك في ثوانٍ أو دقائق معدودة ، والموت مثل ذاك الفتيل فهو كلمة سوداء لا نحب سماعها لأي كائن كان ، فهو يسحبنا من نور الحياة و يظلم في وجوهنا الحزن و الكآبة و الفقد .

هكذا هي الحياة مثل ذلك الفتيل لا شي يستمر و يبقى دائم ، ولكن يبقى الأثر الطيب الذي يهدي لنا النور و نشعر به مهما أظلمت الحياة من بعد فراقهم لنتذكرهم بما غرسوا فينا و علمونا .

و لِـنُبْقِيَ ذلك النور المتصل بيننا وبينهم  مستمراً و منيراً ، يجب أن نبرَّ بهم في فراقهم و غيابهم  بالدعاء ، و  ندعو الله لهم كل حين و لا ننساهم و نتصدق عنهم لتصلهم ثواب صدقاتنا لهم و برنا بهم ، لأنها هي  رسائلنا لهم في قبورهم  و طرق التواصل التي يمكن أن نسعدهم بها و نزيح عنهم الكثير ، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات الإنسانُ انقطَع عملُه إلا يدعو إلَّا مِن ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ أو عِلمٍ يُنتفَعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)[صحيح ابن حبان] وورد عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه) .

والصدقات عنهم هو الشيء اليسير الذي يمكن أن نقدمه لهم و لا نوفي حق آبائنا و أمهاتنا لهم مهما فعلنا و عملنا ، و ندعو الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى فهم السابقون و نحن اللاحقون .

لروح أبي أتحدث ..  رحمك الله يا أبي ، و رحم الله جميع أموات المسلمين .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights