“عسير” وجهة سياحية أولى تحتضن عناصر جذب متنوعة
التقرير السياحي لوكالة الأنباء السعودية ضمن النشرة السياحية
الرياض في 5 أغسطس /العمانية- فانا
في الجزء الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية تتربع منطقة “عسير” وتتواصل مع معطيات العصر وتواكب قافلة الخير والعطاء في نموها الحضاري، وهو ما يصور مدى نجاح خطط التنمية فيها، بتوجيهات القيادة السعودية التي تحرص دائما على أن تكون منطقة عسير أنموذجا، تتواكب في نهضتها مع تطلعات المجتمع.
وقد منح الله هذه المنطقة من الجمال الطبيعي والأجواء المعتدلة ـ سواء في أعالي جبالها أو بطون
أوديتها، أو سواحلها التهامية ـ مما جعلها وجهة سياحية رئيسية على مدار العام للزوار من مختلف مدن
ومناطق المملكة وكذلك الزوار الوافدين لها من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية والأخرى
العالمية.
وانطلقت “عسير” منذ قرابة أربعة قرون في العمل على مفهوم السياحة وصناعتها من خلال ما تمتلكه من
مقومات طبيعية وعناصر جذب سياحي متعددة، بمشاركة إنسان المنطقة بما يحتفظ به من موروث وإرث تاريخي
متنوع.
وتسلّط ” وكالة الأنباء السعودية ” في هذا التقرير، الضوء على مسيرة التنمية السياحية في “عسير” وما
تحتضنه من مواقع سياحية متعددة تمتاز بجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة وجوها الربيعي الممطر، حيث
لا يكاد الزائر يصل إلى المنطقة في موسم الصيف إلا وقد جعل في أولويات برنامجه زيارة العديد من
المتنزهات الشهيرة كـ”السودة” و”الفرعاء” و”دلغان” و”الحبلة” و”الجرة” ومتنزه “السحاب” و”تمنية”
و”أبو خيال” و”متنزه الأمير سلطان بن عبد العزيز” و”هضبة العروس” و”متنزهات النماص” و”تنومة و”أحد
رفيدة” و”الواديين” و”خميس مشيط” و”غابات بللحمر” و”بللسمر” و”رجال ألمع” وغيرها من مواقع الجمال
الطبيعي المتناثرة على امتداد ربوع “عسير” الخضراء المعروفة بتراثها المميز وطرازها المعماري
الفريد وبساتينها ومروجها الخضراء وأوديتها الخصبة بالمياه العذبة دائمة الجريان، وغاباتها
المتشابكة بظلالها وروابيها الوادعة، وآثارها العريقة التي يمتد تاريخها لآلاف السنين كجُرش وتبالة
والعبلاء ودرب الفيل وغيرها من المناطق الأثرية الشهيرة.
ولعل ما يميز منطقة “عسير” عن غيرها من مناطق المملكة ، ما تشهده خلال موسم الصيف من أجواء ربيعية
ممطرة، فلا تكاد تتجاوز درجات الحرارة فيها خلال شهر أغسطس خمسا وعشرين درجة مئوية، إلى جانب ما تنعم
به من طبيعية خلابة تتخللها جبال شاهقة في عنان السماء وسهول منبسطة رقراقة وسواحل بحرية وصحارٍ
ذهبية، إضافة إلى الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنمية الإنسان والمكان
، وما تحظى به من بنى اساسية متقدمة، وما استحدث عليها من منشآت سياحية راقية، حيث يستطيع الزائر
للمنطقة اختيار ما يناسبه من الأجواء الملائمة له والتنزه في الأماكن التي تطيب له الإقامة فيها في
حضرة إسكان متعدد ومنوعة وبأسعار في متناول الجميع.
وأسهمت التقنيات الحديثة في دفع مسيرة اكتشاف الكنوز السياحية الموجودة في “عسير” ومجال طبيعتها
الساحرة بصورة أسرع، ومن هذه التقنية العربات المعلقة “التلفريك” التي تأخذ الزائر والمصطاف في
جولة سياحية مثيرة .. لمشاهدة مخزون المنطقة السياحي والتاريخي باختلاف خارطتها الجغرافية وتضاريسها
وبيئتها التي حباها الله بالجمال في الإبداع، حيث تتعدد مواقعها في متنزه “السودة” غرب مدينة “أبها”،
إلى وسط المدينة في الجبل الأخضر المعروف قديماً بجبل “ذره” ليطل في طريقه على الانكسارات السحيقة نحو
منحدرات تهامة، بالإضافة إلى قرية “الحبلة” التاريخية التي تنعم بهذه التقنية لترتبط قممها في
السراة بقراها في أغوار تهامة وتضفي على الزائر مزيدا من المتعة والبهجة حين نزولها.
وفي كل عام، تستعد الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية وأفراد المجتمع من الرجال والنساء بالمملكة
العربية السعودية بمتابعة حثيثة ودؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير
منطقة “عسير” رئيس مجلس التنمية السياحية، لرسم الخطط وتذليل الصعوبات التي تواجه الزائر ليحظى في
منطقة “عسير” بالراحة والرفاهية في ظل ما تسخره حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات متنوعة على
كافة الأصعدة.
وفي هذا العام، أنهت الجهات الحكومية والخاصة بالمملكة العربية السعودية فعاليات الموسم السياحي
2019، ووضعت إمكاناتها، وفي مقدمتها منطقة “عسير”، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني،
وأمانة المنطقة ، والإدارة العامة لشؤون الزراعة، وجمعية الثقافة والفنون، والنادي الأدبي، والغرفة
التجارية بأبها، وجامعة الملك خالد، إضافة إلى مشاركة محافظات ومراكز المنطقة التي احتضنت مهرجانات
متنوعة وفعاليات جاذبة، منها خميس مشيط، والنماص، وظهران الجنوب، وأحد رفيدة، وطريب، وتنومة،
وبلقرن، وبللسمر، وبللحمر، ورجال ألمع، والحرجة، والواديين، وسراة عبيدة.
واعتمد مجلس التنمية السياحية في المنطقة برنامج فعاليات عسير لهذا العام 1440هـ، تحت شعار “مرحبا
ألف في عسير” ، ووضح الدكتور وليد الحميدي نائب رئيس المجلس أمين منطقة “عسير” أن برامج الفعاليات
لهذا الموسم تنقسم إلى قسمين، الأول يستمر حتى الثالث من أغسطس بمشاركة 10 جهات حكومية وأهلية وخاصة
ويضم 194 فعالية موزعة على كافة مدن ومحافظات ومراكز المنطقة، والقسم الثاني من برنامج الصيف سيكون
تحت مسمى “صيف السودة” الذي يأتي ضمن مواسم السياحة السعودية على مستوى المملكة.
وأضاف الدكتور الحميدي أن فعاليات الصيف لهذا العام توزعت بين مدن المنطقة ومحافظاتها في بادرة هي
الأولى من نوعها، ليحظى سكان وزوار تلك المحافظات والمراكز بالاستمتاع بفعاليات الصيف دون تكبد عناء
السفر والتنقل إلى مدينة أبها، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ الفعاليات بتنسيق مشترك بين الجهات المعنية،
حيث شاركت أمانة المنطقة بـ 129 فعالية، وجسفت عسير بخمس فعاليات ونادي أبها الأدبي بـست فعاليات،
والغرفة التجارية الصناعية بأبها بـ 11 فعالية، والهيئة العامة للترفيه بثماني فعاليات، والهيئة
العامة للرياضة بفعاليتين، وإدارة التعليم بـ20 فعالية، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله بفعاليتين،
ومجلس التنمية السياحية بست فعاليات، وفرع الزراعة بثلاث فعاليات.
ونوه الحميدي إلى أن برامج وفعاليات صيف لهذا العام غنية بتنوعها ما بين بازارات الحرفيين
والفعاليات الرياضية كرالي عسير، والهايكنج، والمارثونات لمختلف الفئات، ومسابقات متنوعة في عدد من
الألعاب، بالإضافة إلى برامج نادي أبها الأدبي التي تنوعت بين 50 نشاطا ما بين أمسيات ثقافية ولقاءات
ومعارض بجانب العروض السينمائية والترفيهية والضوء والصوت في شارع الفن بأبها ، لافتا إلى إقامة
أربع حفلات غنائية على مسرح “طلال مداح” بمركز الملك فهد الثقافي بأبها وحفلتين بمحافظة “النماص”،
يحييها عدد من أهم الفنانين والفنانات على مستوى الوطن العربي.
ويؤكد نائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة حرص سمو أمير منطقة “عسير” على تسخير كافة
الإمكانات لإنجاح فعاليات الصيف كل عام لتظهر بالشكل اللائق، في الوقت الذي عاشت فيه مدن ومحافظات
المنطقة أجواء لم تهدأ منذ أول يوم، من خلال استقبال ضيوفها وزوارها الذين قدموا من مدن مختلفة عبر
مداخلها الرئيسية ومطاريها الدولي في أبها والإقليمي بمحافظة بيشة شمال شرق عسير، لقضاء أجمل الأوقات
وسط جمال الطبيعة وسحرها الجذاب، فضلا عن توافر الخدمات والمقومات السياحية الطبيعية والإمكانات التي
قامت عليها الجهات المختصة على السياحة في المنطقة.
ويقف سمو أمير منطقة “عسير” رئيس مجلس التنمية السياحية، على استعدادات السياحة منذ وقت مبكر، في
حين وجه سموه هذا العام، بمبادرة “حسن الوفادة” التي شارك في تنفيذها أكثر من 40 جهة حكومية وخاصة،
تلتقي أعمالها في الشأن السياحي ما بين الترحيب بالزوار بالطرق التقليدية القديمة وتقديم الخدمات
اللازمة لهم، وتنظيم فعاليات وبرامج سياحية، فعلى ضوء ذلك تفاعل عدد من محافظي المنطقة مع مبادرة ”
حسن الوفادة” وتم إطلاقها بشعار “مرحبًا ألف في عسير” في 17 محافظة و126 مركزا على مستوى المنطقة،
حيث تضمنت الترحيب بالزوار والمصطافين واستقبالهم بباقات الورود وتقديم الهدايا والمنشورات
التعريفية بكل محافظة وتقديم الخدمات اللازمة لهم إلى جانب تعريفهم بأبرز مناطق الجذب الجذب السياحي
في كل محافظة ومركز.
وعلى ذات السياق، استعاد محمد العمرة مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير
المهندس في حديثه لـ “واس” دور فرع الهيئة الذي اضطلعت به منذ 15 عاما من الجهد والعمل الدؤوب،
وتَوجت رؤية المملكة 2030 التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في
الخامس والعشرين من شهر أبريل 2016، مسيرة الهيئة باعتماد قطاعات السياحة والتراث الوطني كأحد أهم
العناصر الأساسية في رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني، وأحد أبرز البدائل لاقتصاديات ما بعد
النفط، فيما أكدت رؤية المملكة العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي القديم
وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على الإرث
العريق وعلى الدور الفاعل والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.
ولفت العمرة إلى أن هناك جهودا كبيرة في قطاع التراث الحضاري، في مقدمتها إنجازات مجال الآثار
بتسجيل 425 موقعا أثريا في السجل الوطني للآثار تحتضنها منطقة “عسير”، إضافة إلى مراحل
التنقيب في موقع جرش الأثري، والعبلاء التابع لمحافظة بيشة، ومسح وتوثيق و تبتير درب الفيل، إلى جانب
العمل على اكتشاف ما يزيد على 130 موقعا أثريا بالمنطقة خلال عام 2018 م، موضحا أنه تم إصدار 45
ترخيصا لمتاحف تمثل 26 بالمائة من عدد المتاحف الخاصة في المملكة، إلى جانب الانتهاء من بناء وتأثيث
متحف عسير الإقليمي والذي يتوقع افتتاحه نهاية العام الجاري.
وحول مسح المواقع والقرى التراثية بمنطقة “عسير” أفاد العمرة بأن المنطقة تحتضن أكثر من 4275 قرية
تراثية موزعة ما بين 542 في أبها، و220 قرية في بارق، و397 قرية في المجاردة، و715 قرية في محايل
والبرك، و406 قرى في رجال ألمع، و237 قرية في سراة عبيدة، و182 قرية في بلقرن، و216 قرية في
النماص، و262 قرية في تثليث، و127 قرية في ظهران الجنوب، و127 قرية في الحرجة، و246 قرية في بيشة،
و66 قرية في طريب، و73 في تنومة.
وبين مدير عام فرع السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير أنه يبرز في مجال التراث العمراني إعداد
ملف تسجيل قرية “رجال المع” لتكون ضمن قائمة التراث العالمي (اليونيسكو)، إضافة إلى إنجاز
قصر ثربان بالنماص، الذي ينتظر طرحه للتشغيل خلال الفترة القادمة، وكذلك العمل على إعادة تأهيل
وترميم قصر أبو ملحة التراثي بوسط أبها ليصبح ضمن العرض المتحفي لمتحف عسير الإقليمي قريبا، وإنجاز
ترميم وتأهيل مسجد العلاية وإعادة الصلاة فيه، والعمل على إعداد دراسات توثيقية وتأهيلية لقصر مشرفة
بالنماص، إذ أنه جارٍ طرح المشروع للتنفيذ من قبل الهيئة، كما تم الحصول على موافقة الأهالي على
إعادة تأهيل وترميم قلعة طامي بن شعيب وقريه طبب التراثية وجارٍ توقيع الاتفاقية للبدء في الدراسات و
استكمال الأعمال.
الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة
ونوه العمرة في ذات الصدد، بالجهود التي يقدمها البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)
في منطقة “عسير”، وقال: “نجح البرنامج في تسجيل 264 حرفيا وحرفية، إضافة إلى دعم خط الإنتاج لحرفيين
من خلال توفير المواد الخام والتدريب والتأهيل على الحرفة لتطويرها والتسويق المستمر لها” ، مؤكدا
أن منطقة “عسير” تعد ثاني أكبر مناطق المملكة استفادة من مشروع الأمير “محمد بن سلمان لتطوير
المساجد التاريخية” إذ اعتمد لها تطوير وترميم 23 مسجدا.
وأشار المهندس العمرة الى أن لدى الهيئة 5 مسارات عامة، هي: مسار “السودة ـ رجال ألمع”، مسار
المتنزهات “دلغان، الفرعا، الحبلة، الجرة”، مسار وسط أبها، مسار ساحل عسير، مسار شمال أبها ”
بللحمر، بللسمر، تنومة، النماص، بلقرن”، مسار أبها كدمبل وهي مسارات للتنزه برياضة المشي ، مضيفاً
أن هناك تعاون بين الهيئة والأمانة والصندوق الدولي لإنجاز درب عسير، الذي يعد الأول على مستوى
المملكة العربية السعودية من ناحية الجاهزية.
وقال في حديثه لـ “واس”: ” إنه بحسب مركز المعلومات والأبحاث السياحية “ماس” التابع للهيئة العامة
للسياحة والتراث الوطني فإن عدد زوار منطقة عسير يتجاوز المليوني زائر في كل موسم سياحي، فيما بيّن
أن عدد الحاصلين على التراخيص في مجال الإيواء بمنطقة عسير حوالي 544 منشأة إيواء سياحي، منها 37
فندقا، و4 شقق فندقية، ونزل سياحي، وأشار أنه يوجد بالمنطقة 125 مكتب وكالة سفر وسياحة، و12 مكتب
تنظيم رحلات سياحية، و25 مرشدا سياحيا ” ، مبينا أن هذه المعطيات تسهم في دعم المنظومة السياحية في
منطقة عسير.
واختتم المهندس العمرة حديثه بالقول: “إن الهيئة تحرص على تقديم كافة الخدمات والتوجيهات
للمستثمرين، بجانب دراسة مخططات للمنشآت الجديدة وتوجيههم بالشكل السليم بما لا يتعارض مع المعايير
والمواصفات المعتمدة في هيئة السياحة والمعايير الخاصة بالبلدية والدفاع المدني”.
وفرضت من جانبها القرى التراثية والمتاحف الخاصة حضورها لدى الزائر كإحدى أهم المنصات السياحية في
منطقة “عسير”، ورسمت الدهشة على محيا زوار المنطقة عبر مقراتها المتناثرة في عدد من المحافظات
والمراكز والأرياف، مختصرةً على الزائر عناء البحث وجمع المعلومة ومقدمةً ثقافة الإنسان والمكان.
وباتت تلك القرى والمتاحف تحتضن هواة جمع التراث، الذين يتسابقون في ميدان الماضي مقدمين أجمل
وأقدم التراثيات التي عُرِفَت بها منطقة عسير على مر السنين، الأمر الذي جعل تلك الهواية مطلب مهم
لتعريف الأجيال القادمة بحياة أهالي المنطقة في الماضي وأسلوب عيشهم.
وعززت القرى التراثية والأثرية إضافة للمتاحف الخاصة والعامة من مكانة المنطقة سياحياً، وباتت عنصراً
فاعلاً في التعريف بالتراث الثقافي والحضاري للمنطقة.
ومن أبرز المواقع والقرى التراثية والمتاحف التي مازالت قائمة إلى وقتنا الحاضر وتستقبل زوارها منذ
سنوات لتضع أمامهم فن البناء والتراث وإرث الإنسان والمكان “قرية المفتاحة “، التي تتوسط مدينة
أبها منذ أكثر من 260 عاما بمجموعة من المنازل المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية تم
بناؤها آنذاك بالأساليب التقليدية للبناء في منطقة عسير، حيث الفتحات الصغيرة والحوائط السميكة
باستخدام (الرقف) لحماية حوائطها الطينية من الأمطار، وتوفير الظلال أيضا على واجهة مبانيها، وتضم
حاليا بين جنباتها قرية المفتاحة التشكيلية ومسرح “طلال مداح” وسوق الثلاثاء الشعبي، فيما يتوسط
القرية متحف المفتاحة الأثري بطوابقه الثلاثة وقد شيد منذ 150 عاما، وهو الآن أحد معالم منطقة عسير
الأثرية التي يقصدها أبناء المنطقة وزوارها، ويضم هذا القصر نماذج من الحِرف والصناعات التقليدية في
المنطقة مثل سبك المعادن وصياغة الذهب والفضة والحدادة والنجارة والنقش وغير ذلك، كما يشتمل القصر
على طرق وأساليب تقطير الورد والكادي الذي تشتهر بزراعته منطقة عسير منذ القدم.
ويقابل قرية المفتاحة من الجهة الشرقية “قصر شدا”، الذي شُيِّد عام 1930 م، ويعد من أكبر المتاحف افي
منطقة عسير، ويتوسط مدينة أبها بجوار مبنى إمارة منطقة عسير، وهو عبارة عن بناء قديم مكون من أربعة
طوابق، يوجد به متحف شعبي يُعنى بتراث المنطقة ويقدّم خدماته للزوار والمصطافين وطلاب المدارس والوفود
الرسمية والباحثين.
وحين يتجه الزائر إلى شمال مدينة أبها، وتحديدا في مركز بيحان ببللحمر، تقف قرية “بن عضوان
التراثية ” شامخة في قمم جبال السروات، وهي إحدى القرى التراثية التي أنشأها حديثا المهتم بالتراث
الجنوبي رجل الأعمال محمد عضوان الأحمري، للمحافظة على مقتنيات وعادات وتقاليد سكان المكان الأصليين،
حيث تقع على مساحة تقدر بـ 30 ألف متر مربع، وأصبح مشروعه التراثي مزارا سياحيا تراثيا لزوار منطقة
عسير.
وتعد “قرية بن عضوان التراثية” من أكبر المشاريع التراثية في المنطقة، حيث تحتوي على متحفٍ يضم 12
قسما في مجالات متنوعة، بالإضافة إلى متحف زراعي، ونزل تراثي لضيوف القرية،ومطلات وساحات شعبية وأماكن
مخصصة لإقامة الفعاليات.
وفي محافظة النماص توجد قرية «المقر» السياحية وهي إحدى القرى السياحية الحديثة من حيث الفكرة
والتصميم، وتتربع على مساحة 1300 متر مربع فوق جبال السروات، وتشتمل على القصر الأندلسي والقرية
التهامية التراثية ومبنى الإسكان السياحي، بجانب مطاعم واستراحات ومطلات خارجية وحديقة للحيوانات،
وقد روعي في تصميمها المواءمة بين التراث العربي والإسلامي القديم في الأندلس والتراث السعودي في
تمازج الألوان والرسوم والأشكال الهندسية.
وهناك «قرية رجال ألمع» في الجزء التهامي من منطقة عسير وتعد من أهم القرى التراثية في المملكة
ومقصدا أول للسياح من داخل المملكة وخارجها، حيث يؤمها أكثر من خمسين ألف زائر على مدار العام،
ويتميز تراثها العمراني بالمباني الحجرية العالية التي يصل ارتفاعها إلى سبعة أدوار، وتشكل مبانيها
مع البيئة الجبلية المحيطة صورة فنية رائعة تدل على ثقافة المجتمع المحلي وروعة التصميم ودقة
البناء، وفى تلك البلدة يقع متحف رجال ألمع الأثري، الذي أنشئ بمبادرة من أهالي القرية وذلك عام
1405هـ لحفظ تراثهم، حيث قرروا جمعه في حصن آل علوان بعد أن زادت الهجرة من القرية إلى المدينة،
حيث تولّى الأديب محمد غريب جمع مقتنياته، وتم نقش القصر من الداخل تحت إشراف الفنانة فاطمة أبو قحاص
ويضم المتحف الذي افتتح عام 1407هـ، 20 قسما، حيث يعدّ من أكثر المتاحف ثراءً وتنوعا من حيث
المقتنيات وطرق عرضها.
وتأتي قرية ” آل خلف “جنوب منطقة عسير من الكنوز الأثرية التي تعطر بعبقها التاريخ، وقد اختيرت
أخيرا لتكون قرية أثرية من بين أكثر من خمسة آلاف قرية وهجرة في منطقة عسير كقرية أنموذجية يجب
المحافظة عليها من الاندثار، لما تحتويه من آثار ومعالم بارزة شاهدة على حضارة مضت وقصة كفاح عاشها
إنسان هذه القرية.
وتتمتع القرية بخصوصيتها في البناء حيث تتوافر فيها دقة التنفيذ والمتانة والقدرة على تحمل العوامل
الطبيعية، ويجد الزائر للقرية طابعًا خاصًا لكبر حجمها وارتفاع مبانيها القديمة وتشابكها وتعدد
أدوارها حيث يوجد بها 17 منزلا متلاصقة بعضها ببعض، ولها سطح واحد فقط، وتخترقها (أنفاق وأزقة) ولها
منعطفات كثيرة وتتخللها فتحات جانبية لإضاءتها، وهذا النوع من البناء فريد في منطقة عسير حيث يوفر
الحماية الأمنية لأهالي القرية قديمًا، كما تزخر منطقة عسير بالعديد من المتاحف التي أصبحت تستقبل
زوارها كل موسم سياحي وعلى مدار العام ومن أبرزها ” متحف الراقدي ” وسط مدينة أبها ويتكون من تسعة
أٌقسام تبدأ بالنحاسيات، والفضيات القديمة، والقلائد والمصوغات النسائية مع مجموعة من الملابس
التقليدية، كما توجد به أدوات الطبخ القديمة، وأدوات الزراعة والحرف اليدوية، إضافة إلى متحف ”
الشفا” و متحف “العُرش ” التراثي في بني عمرو، ومتحف القرية التراثية، ومتحف بلقرن التراثي الذي
يتكون من مبنى قديم تم تشييده من الحجر، ويضم فناء واسعا به أربع غرف تحتوي على معروضات قديمة تعرض
بالنمط القديم الذي كانت تستخدم لأجله، وتتكون المعروضات من أربع مجموعات تراثية هي الأسلحة والسيوف
والبنادق، وأدوات إعداد القهوة، والعملات المعدنية والورقية القديمة، ومجموعة من الصور والوثائق
القديمة، وأجهزة كهربائية قديمة.
ويعد متحف النماص من أهم متاحف عسير ويقع في الحي القديم الذي يجاور القصور القديمة والحصون
التاريخية، ويعد هذا الحي تحفة معمارية رائعة ويرجع تاريخه لـ 250 عاما تقريبا مكون من خمسة طوابق،
ويضم أكثر من 2000 قطعة أثرية، فيما يقع متحف آل صوفان في قرية لشعب بمحافظة النماص، ويضم مجموعة
كبيرة من القطع التاريخية التي تعرض بطريقة مميزة في 4 قاعات كبيرة، وقاعة خارجية مكشوفة، يبلغ عدد
المعروضات فيه 1200 قطعة أثرية تقريبا.
وتحتفظ منطقة “عسير” في مختلف محافظاتها ومراكزها بإرث كبير يمتلكه الإنسان والمكان، متنوع ما بين
عادات وتقاليد وفلكلورات وألوان شعبية مختلفة وأماكن ما زالت صامدة تروي للحاضرين روايات الزمن
الماضي، حيث لم يكن المكان بطبيعته، وتضاريسه، وأجوائه، وفعالياته، العامل الوحيد للجذب السياحي
بمنطقة عسير، بقدر ما كان لإنسانها دور كبير في تحقيق شراكة فاعلة في صناعة السياحة ونجاح مسيرتها
التنموية منذ عقود مضت، ومن على بساط طبيعتها الخضراء ومن بين غيومها الماطرة، تتسابق عبارات
الترحيب، وبـ “مرحبا ألف” تبدأ همة الإنسان في عسير لتقديم كل ما يرضي ذائقة الزوار، من خلال ما
يمتلكه من أدوات متعددة تعد من أهم عوامل الجذب السياحي، منها الفلكلور والموروث الشعبي بكل فنونه
وعاداته وتقاليده التي يتغنى بها إنسان عسير في كل مناسباته، إضافة إلى التنوع في الأكلات الشعبية
المحلية التي تقدمها الأسر المنتجة بكل يسر وسهولة أمام الزوار في مواقع متناثرة.
ويختلف الموروث الشعبي من مكان إلى آخر في منطقة عسير .. فتجد “العرضة” و”الخطوة” و”الدمة”
و”القزوعي” وغيرها من الفنون الشعبية الأخرى تتقارب في المضمون بين قبائل منطقة عسير، ويتميز كل لون
بلحنه الخاص وطريقة أدائه، وفي مجمله يعد هذا الموروث في عسير من الفنون الأصيلة وتتنوع مسمياتها
حسب أدائها، فحين يتجه الزائر إلى شمال المنطقة يجد “العرضة” و” اللعب” وهما اللونان المفضلان خاصة
لدى قبائل رجال الحجر فيما تعرف قبائل عسير “سراة وتهامة” بلوني ” الخطوة ” و “الدمة” وتشتهر
بأدائها في غالبية المحافل المحلية والدولية.
وتعد العرضة من الرقصات الحربية المشهورة منذ القدم، حيث يمتزج فيها الشعر بالحركات الاستعراضية
للعارضين، من خلال الأداء الحركي السريع بالبنادق والمقاميع يصاحبها قرع الطبول “الزلفة، والزير،
والمزمار”، وأضيف لها حديثا بعض الإيقاعات الموسيقية الحديثة، فيما تشتهر قبائل قحطان ووادعه جنوب
وشرق المنطقة بأداء لوني “الزامل” و “القزوعي”.
ولم تقف عناصر الجذب السياحي في عسير عند الطبيعة وكنوزها وما يحتفظ به الرجل في ذلك المكان من
موروث، بل استطاعت المرأة من جانبها أن تحلق بجمال فنونها التي استوحت تفاصيل ألوانها وأدواتها من
الطبيعة التي تعيش وسط أحضانها، لتسهم بشكل مباشر في تقديد فنونها بنكهة الماضي الفريد، وعليه
تجاوزت حدود الوطن وحلقت في سماء العالمية، حيث حققت من خلال فنون ” النقش ” أو ما يتعارف عليه
محليا بـ “القط ” نجاحا باهرا جعلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” تعلن
شهر ديسمبر 2018م إدراج هذا الفن “القَط العسيري” ضمن فنونها وتسجيله ضمن القائمة التمثيلية الخاصة
بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة.
وهذا الفن ليس محض صدفة أو أنه وليد لحظة اليوم أو بالأمس القريب، بل نشأ منذ سنوات مديدة تتجاوز
مئات السنين، وقد انفردت المرأة في منطقة عسير باستنباتها من الطبيعة مدارس فنية مختلفة لا يدرك
مفهومها وتفاصيلها سواها، وخير شاهد على ذلك منازل القدامى والأولين التي ما زالت تشهد أطلالها بما
تحمله في جنباتها من إبداعات فنية تتشكل في لوحات وجداريات بنقوش وألوان جذابة أبدعت في رسمها
وتشكيلها المرأة في عسير.
وعلق أحمد سروي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة عسير على ذلك بالقول: “إن هوية إنسان عسير
وثقافته وما يمتلكه من تنوع في العادات والتقاليد التي أوجدها منذ زمن قديم وتعايش معها جعلته عامل
جذب سياحي، فمن فنون الألوان والفلكور الشعبي الذي يتم تقديمه من خلال الفرق الشعبية التي تقبع تحت
مظلة الجمعية وتشارك في الفعاليات السياحية، كشفت لنا متعة حقيقية لدى الزائر في متابعتها بكل شغف
واهتمام، إضافة إلى الفنون التشكيلية التي يقدمها فنانو المنطقة وفناناتها عبر الجمعية وبرامجها
الثقافية أو قرية المفتاحة التشكيلية، وهنا نجد أن إنسان عسير استطاع أن يقدم فنونا تبهر كل الوفود
والزوار”.
ونستعرض أبرز الكنوز السياحية التي تجذب اهتمامات الزوار خلال المواسم السياحية، حيث تتصدر مدينة
أبها المشهد السياحي على قائمة الزوار، كونها تزهو بثوب من المظاهر الطبيعية الخلابة والمناخ
المعتدل صيفا، وتضم عددا كبيرا من المعالم الأثرية والقصور، والأسواق الشعبية القديمة كسوق الثلاثاء
الشعبي، بالإضافة إلى المراكز التجارية الحديثة المنتشرة في المدينة، فيما لم تغب محافظة خميس مشيط
شرق أبها عن المشهد السياحي، حيث تعد أكبر مدينة في جنوب المملكة مساحة وسكانا ورابع مركز تجاري
على مستوى المملكة وهي مدينة سياحية وتجارية، تتميز بجوها المعتدل صيفا، وغزارة أمطارها وتوسطها
للمتنزهات الرئيسية في المنطقة.
وأولت وزارة البيئية والمياه والزراعة المتنزهات الوطنية في منطقة عسير جل اهتمامها، حيث أبرمت
العديد من عقود التشغيل والصيانة والنظافة، لتهيئة المتنزهات وتجهيزها لاستقبال مختلف فئات المجتمع
بما يضمن سهولة الوصول إليها وتقديم أفضل الخدمات لهم، ودعمت الوزارة 10 متنزهات في منطقة عسير
بالكفاءات الوطنية المدربة لضمان سير العمل بها وتقديم أفضل الخدمات لزوارها، فيما تسعى الوزارة
إلى توسيع نطاق المتنزهات الوطنية في منطقة عسير نظير ما تتمتع به المنطقة من طبيعة خلابة وغطاء
نباتي واعد ومميز.
ولعل ما يميز منطقة عسير تنوع متنزهاتها وفق تضاريس كل مدينة ومحافظة، ففي مدينة أبها يستقبل
الزائر (متنزه عسير الوطني ) الذي تم إنشاؤه عام 1401هـ، وهو احد أهم المتنزهات الوطنية التي تفرد
جناحيها أمام طلائع زوارها التي اعتادت كل عام بلقائهم، ويعد أول منطقة محمية للنباتات والحيوانات
البرية وأول متنزه وطني على مستوى المملكة ويغطي مساحة قدره 455 ألف هكتار وهو عبارة عن منظومة من
المتنزهات تحت مسمى “متنزه عسير الوطني”، فيما يأتي متنزه السودة السياحي الذي يبعد عن غرب مدينة
أبها حوالي 25 كيلومترا ويرتفع عن سطح البحر بأكثر من 3 آلاف متر، ويتفرد بخصائص بيئية خلابة، حيث
تسقط فيه أعلى نسبة من الأمطار في منطقة عسير وتكسوه بغزارة غابات كثيفة من أشجار العرعر، وتتباين
هذه المنطقة المرتفعة في توزيع غطائها النباتي وطبيعتها الجغرافية بين الأرض المستوية والحواف
المنحدرة والانكسارات الحادة وتتخللها جميعاً أشجار العرعر داكنة الخضرة بفعل غزارة المطر وارتفاع
نسبة الرطوبة في المنطقة.
وهيأت وزارة البيئة والمياه والزراعة متنزهات السودة بجميع الخدمات اللازمة للزائر، فيما رفعت
جاهزيتها من خلال تأهيل وتطوير وتحسين البنى التحتية للمتنزهات من خلال أعمال الصيانة والنظافة
وترميم المنشآت وتعبيد الطرق الترابية وسفلته الأخرى وإيصال شبكات المياه والكهرباء وإنشاء العديد
من الجلسات والمظلات والمصليات ورصف ممرات المشاة وإنشاء الجسور الخشبية والطاولات والمقاعد للنزهة
وتهيئة الأماكن المخصصة للطهو والشواء، كما عملت بلدية السودة على إنشاء سوق شعبي مخصص للأسر المنتجة
من أبناء وبنات المنطقة يتيح للزوار الحصول على مقتنياتهم وهداياهم التي تعكس طبيعة المكان
وتاريخها من الأواني والتحف والملبوسات والحلي، كما زودت الجهات ذات العلاقة المتنزهات والمطلات
بالمناظير المكبرة لمشاهدة المناظر الرائعة لسهول تهامة وأوديتها السحيقة، كما أمنت المواقع
الحيوية بالحراسة الأمنية وأدخلت التقنية الحديثة في هذا المنتزه من خلال إنشاء العربات المعلقة ”
التلفريك” لتصل بالزوار إلى متنزهات العوص في رجال ألمع.
ويعد متنزه السحاب من أهم المتنزهات التي لا تتجزأ من منتزه “السودة” حيث يبعد عنها حوالي 15
كيلومترا تقريبا ويقع غرب قرية السقا على الطريق المتفرع المؤدي إلى مركز السودة، ويتميز بإطلالته
الجميلة على أصدار تهامة من الجهة الغربية والقرى المحيطة شرقاً، ويحظى كغيره من المتنزهات الأخرى
بوجود الكثير من الخدمات التي يحتاجها الزوار، أما متنزه “شعف آل ويمن” فيقع جنوب السحاب ويمتاز
بكثافة غاباته ووفرة الظلال به وإطلالته المميزة على مدينة أبها من الجهة الغربية.
ويقع متنزه الأمير سلطان بالفرعاء على مساحة تقدر بحوالي 420 هكتارا ويبعد مسافة 4 كيلومترات من
متنزه “دلغان “، وتتباين أجزاء هذين الموقعين بين الأراضي المنبسطة والتلال الصخرية، فيما يطل متنزه
الأمير سلطان على تهامة، حيث يتمكن المشاهد من رؤية المنحدرات الشديدة والأودية السحيقة والانكسارات
الحادة للحواف الصخرية، وقد زود الموقع بالخدمات الضرورية أسوة بغيره من المتنزهات الأخرى، وتحتضن
تلك الجهات الجنوبية الشرقية لمدينة أبها متنزه الجرة الذي يبعد عن المدينة بحوالي 40 كيلومتر
تقريبًا وهو من المحميات المهمة في المنطقة.
وتعد “الحبلة” من أهم مناطق الجذب السياحي في منطقة عسير لما تتميز به من قطوع صخرية في الجبال
تتشكل بشكل عمودي على ارتفاع يزيد عن 2000 متر فوق سطح البحر، يمكن من خلالها رؤية قرية الحبلة
التاريخية، حيث يضم منتزه الحبلة منتجعا سياحيا متكاملا، إضافة إلى العربات المعلقة المؤدية إلى
القرية القديمة في سدر تهامة..
وتحتضن محافظات منطقة عسير عناصر جذب أخرى ومتنزهات طبيعية متنوعة ومتناثرة ما بين محافظات شمال
المنطقة امتدادا من مدينة أبها مرورا بمركزي بللحمر وبللسمر ومحافظتي تنومة والنماص وصولاً إلى
محافظتي بلقرن وبيشة.
وتتعدد الأماكن السياحية خلال موسم السياحة الشتوية، فيجد الزائر فرصته للتنقل عبر شواطئ عسير على
البرح الأحمر التي تمتد من مركزي القحمة والحريضة مرورا بمحافظة البرك ووصولا إلى مركز سعيدة
الصوالحة آخر الحدود الإدارية لمنطقة عسير مع منطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى المحافظات الأخرى التي
تقبع في أصدار تهامة منها محافظات رجال ألمع ومحايل عسير وبارق والمجاردة، التي تربطها العديد من
شبكات الطرق الحديثة ذات الأنفاق المتعددة التي تخترق جبالها لتسهل على المواطن الوصول إليها، حيث
يستمتع الزائر هناك بثلاثية الطبيعة (البحر، والجبل، والسهل ) مع الأجواء الدافئة في فصل الشتاء.
وهنا دلالة واضحة على أن عسير تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مفهوم السياحة الحقيقية، وذلك بتضافر
الجهود من كافة القطاعات الحكومية والخاصة التي ساهمت وبشكل كبير في بناء المسيرة السياحية منذ
انطلاقتها قبل أربعة عقود، وما وصلت إليه من مكانة جعلتها من أولى الوجهات السياحية على مستوى مناطق
المملكة.