أخي المستهلك، فليكن إختيارك الأول صنع في سلطنة عُمان

درويش بن سالم الكيومي
إن الوطن هو ليس مجرد كلمة أو مسمى أو مشاعر نحتفظ بها ولا تحرك ساكن؛ بل هو البيت الذي نستقر به وقد وفر لنا كل سبل الحياة الطيبة والأمن والأمان والراحة والطمأنينة، ولا بد بأن نستشعر ونحمد الله على هذه النعمة الكريمة؛ فيجب على كل مواطن بأن يغرس في قلبه وأبناءه حب الوطن والسلطان حفظه الله وأبقاه، فالوطن هو بمثابة الحضن الذي نشأنا وتربينا بداخله وأعطانا المسكن والغذاء والدواء والحب والحنان والحياة والاستقرار، الوطن هو الأمانة والعرض والشرف الذي يتطلب منا بأن نحافظ عليه ونصونه ونضعه نصب أعيننا ونفتديه بأغلى ما نملك، وندافع عنه بكل قوة وبسالة ونكون له جنداً وحراس وعين لا تنام.
الوطن له حق علينا منذ الصغر، وهو يستحق منا الكثير والكثير من التضحيات والواجبات ما دمنا على قيد الحياة، ومن الواجب علينا أيضاً أن ندرب إخواننا وأبناءنا وأحفادنا ونرشدهم ونلقنهم أجمل الكلمات الوطنية؛ فالوطن هو الأم والأب والروح والجسد؛ فلنحافظ عليه وعلى أرضه ومكتسباته والذود عنه بالقول والفعل وردع عنه كل من تسوّل له نفسه المساس بتربته الطاهرة، الوطن أمانة عظيمة في أعناقنا ولا يمكن بأن نخون الوطن مهما كانت الظروف قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27)} . سورة ” الانفال “
فمن ضمن المحافظة على الوطن واسمه الغالي يجب علينا أيضا أن يكون المنتج العماني هو الاختيار الأول عند التسوق في كل مكان من ربوع السلطنة وخارجها، لا بد بأن نبحث عن المنتج الأصيل وعلامته التجارية البارزة للمساهمة في توطين الصناعات والمنتجات العمانية؛ حتى تحقق أكبر قيمة شرائية على مستوى السوق المحلي والخارجي، وهذا يضاعف عمليات الاستثمار في سلطنة عُمان.
إن التعود على شراء المنتج العماني بصفة دائمة يعزز في إرتفاح مؤشر الاقتصاد العماني ويشجع الشركات على الإنتاج المحلي وزيادة البضائع والتصدير إلى الدول العربية والأوربية والعالمية، والسعى في الاستثمار الخارجي وجلب رؤوس الأموال الأجنبية، فنحن نطمح في المستقبل إلى فرص العمل التي تضم أكبر عدد من العمالة الوطنية وتذليل عدد الباحثين عن العمل، وأيضا يؤدي إلى المنافسة في تقديم أجمل العروض المناسبة لدى السوق المحلي، وبكل تأكيد أن المواطن العماني المستهلك يدرك تماما بأن عجلة التنمية والاقتصاد لا تقوم إلا على التنوع في الإنتاج والتصنيع والتصدير، ومن هنا تستطيع السلطنة في إنجاز كافة المشاريع الخدمية داخل عُمان الحبيبة، فالمواطن أيضا حريص كل الحرص على رفع كفائة المنتج المحلي والابتعاد عن السلع والبضائع والمنتجات المستوردة من خارج السلطنة حتى وأن كانت بأسعار أقل من المنتج العماني، فأنت أخي المواطن شريك مهم في دعمك الذي يساهم في تحريك مؤشر الانتاج والاستثمار . إن شراء المنتج المحلي هو توجه إيجابي نابع من القلب؛ وهذا دليل واضح في حب الوطن الغالي فوق كل اعتبار، لأن المنتج يحمل الجودة العالية والالتزام بالمواصفات والضوابط المحلية والمقاييس، مثل الصناعات الكهربائية والصحية والزراعية والمواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من المنتجات الأخرى.
عندما نبحث عن المنتج العماني نحس بالأمان والاستقرار لأنه لا يحتوى على مواد تضر بصحة الإنسان؛ فلنتعاون إخوتي الأعزاء من كافة ربوع السلطنة في دعم المنتج العماني بكل قوة؛ وذلك من أجل تقوية الاقتصاد داخل السلطنة، والذي سوف يعود بالخير الوفير على الشركات الوطنية التي هي الأخرى تسعى بدورها في تسويق المنتج العماني للأسواق المحلية والعالمية خارج السلطنة، فعبر هذا المقال ندعوا الجميع بأن يكون إختيارك الأول صنع في سلطنة عُمان.