علي بن محمد بن خادم الشحي
المقدمة: الحركة الكشفية هي حركة تربوية شبابية عالمية، تهدف إلى تنمية الشباب بدنياً وعقلياً واجتماعياً وروحياً، وذلك من خلال أنشطة متنوعة تعتمد على التعلم بالممارسة والعمل الجماعي في بيئة طبيعية؛ وتتنوع الأنشطة بين المخيمات، الرحلات الاستكشافية، التطوع، المسابقات الرياضية، والأعمال البيئية والاجتماعية، مما يساعد على تطوير المهارات الحياتية وتعزيز روح القيادة. وأصبحت الحركة الكشفية تضم ملايين الأعضاء حول العالم، وتعتبر من أكبر الحركات الشبابية غير السياسية، حيث تساهم في بناء جيل واعٍ ومسؤول.
تُعد الجوالة إحدى الحركات الشبابية الرائدة التي تهدف إلى تنمية مهارات الأفراد وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية لديهم، وتلعب دورًا بارزاً في تنمية وخدمة المجتمع من خلال برامجها التطوعية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز روح المواطنة الفعالة لدى الشباب مما يسهم في تقوية روابط المجتمع ويقوي أركانه.
دور الجوالة في تنمية وخدمة المجتمع:
للجوالة الدور الأساسي بالمساهمة في تنفيذ مشاريع تطوعية مثل حملات التشجير، وتنظيف الأماكن العامة، وترميم المدارس والمرافق الحيوية، مما يساعد في تحسين البيئة المحيطة ويساهم في تقديم المساعدات الإنسانية في دعم المجتمعات المحتاجة من خلال توزيع المساعدات الغذائية، والمشاركة في حملات التبرع بالدم، والمساعدة في الأزمات والكوارث الطبيعية، ومثال على ذلك ما شاهدناه من دور الجوالة في (إعصار جونو، فيت، مكونو، إعصار شاهين، وأخيراً جائحة كوفيد كورونا 2019).
وللجوالة دور مهم في تعزيز التعليم والتوعية من تنظم ورش عمل وبرامج تدريبية لرفع مستوى الوعي العام حول قضايا مثل الصحة العامة، البيئة، والأمان المجتمعي. وتعمل الجوالة على تقديم الدعم والرعاية للمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال الأيتام، مما يعزز قيم التكافل والتضامن الاجتماعي ويساهم في تعزيز التعاون مع الجمعيات الخيرية على تحقيق أهدافها الإنسانية، حيث يتم تنظيم أنشطة مشتركة لدعم الفئات المحتاجة وتوفير الدعم اللازم للمجتمع.
فالعمل الجماعي يشكل التعاون مع الفرق المحلية والمؤسسات المجتمعية ركيزة أساسية في تعزيز الوعي الاجتماعي، حيث يتم تنفيذ مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وينعش الاقتصاد المحلي للدولة .
تعزيز روح المواطنة لدى الأفراد:
تسهم الجوالة في غرس القيم الوطنية و ترسيخ مبادئ الانتماء والولاء للوطن من خلال الأنشطة الوطنية والمشاركة في المناسبات الرسمية وتحفيز الشباب على المساهمة في تحسين مجتمعاتهم وتعزز لديهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، مما يقوي لديهم مهارات القيادة والمشاركة الفعالة في صنع القرار وخدمة المجتمع ليكونوا صالحين ويفخر بهم الوطن والسلطان.
الخاتمة: إن حركة الجوالة تلعب دوراً جوهرياً في تنمية وخدمة المجتمع من خلال أنشطتها التطوعية المتنوعة، كما تسهم في تعزيز روح المواطنة لدى الأفراد عبر ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية. لذا، فإن دعم هذه الحركة وتشجيع الشباب على الانضمام إليها يعزز من قوة المجتمع ويحقق التنمية المستدامة.
