ندوة الذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي بعبري

عبري/ عمر بن عبدالله الشعيلي
نظمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري بالتعاون مع كرسي الإيسسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ندوة الذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي بهدف بحث استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث الثقافي ومناقشة التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في التراث الثقافي وتعزيز التعاون المشترك بين الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، والمؤسسات الثقافية، والحكومات والمنظمات الدولية لتطوير حلول تكنولوجية تركز على الحفاظ على التراث الثقافي، وزيادة الوعي حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث الثقافي بين صناع السياسات والجمهور العام.
رعى الندوة سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي عبري حيث القى د مصعب الراوي مدير كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي كلمة الجامعة الافتتاحية قال فيها : ” يشرفني اليوم أن أرحب بكم جميعًا في هذه الفعالية العلمية الهامة، والتي تأتي تأكيدًا على الدور الكبير الذي تضطلع به جامعة التقنية والعلوم التطبيقية – بعبري، ممثلةً في كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، في تسليط الضوء على أحد أكثر المواضيع إلحاحًا في عصرنا الحديث، وهو “دور الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي”.
ففي ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي أداةً قويةً تسهم في توثيق وحماية التراث الإنساني الذي يمثل هويتنا وذاكرتنا المشتركة. إن التراث الثقافي ليس مجرد شواهد تاريخية أو آثار معمارية، بل هو مخزون حضاري يحمل بين طياته قيم الشعوب وتاريخها وإنجازاتها. ومع التحديات التي تواجهه اليوم، سواء كانت طبيعية، مثل التغير المناخي، أو بشرية، مثل الحروب والنهب، أصبح لزامًا علينا الاستفادة من أحدث التقنيات لضمان استدامة هذا الإرث للأجيال القادمة.
لقد وفّرت تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانيات غير مسبوقة في توثيق وترميم المواقع الأثرية، ورصد التهديدات، وكشف القطع المسروقة، وحتى إنشاء متاحف افتراضية تتيح للناس من مختلف أنحاء العالم استكشاف التراث الثقافي بطرق تفاعلية ومبتكرة. ولكن، رغم هذه الفرص، هناك أيضًا تحديات أخلاقية وتقنية تتطلب منا حوارًا مستمرًا لوضع أطر تحافظ على أصالة التراث .
إن اجتماعنا اليوم يمثل خطوةً نحو تعزيز التعاون بين الباحثين والخبراء والتقنيين لاستكشاف السبل المثلى لتطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث الثقافي، و أسس أخلاقية وعلمية تحمي هذا الإرث الثمين. لذا، أتمنى أن تكون هذه الندوة منصةً للحوار المثمر، وتبادل الأفكار والتجارب، للخروج بتوصيات عملية تساهم في الحفاظ على هويتنا الثقافية وتعزز و استدامتها”
كما رحبت د بدرية بنت حميد الفارسية نائب مساعد الرئيس للبحث العلمي والابتكار في كلمتها قائلة : ” تأتي هذه الندوة لتستكشف الإمكانات الهائلة للتقنيات المتقدمة في توثيق وترميم وحماية موروثنا الثقافي، مع الحرص على صون القيم الأخلاقية والهوية الثقافية الأصيلة، وإن مشاركتكم اليوم تمثل إسهاماً قيماً في مد جسر التواصل بين عراقة الماضي وابتكارات المستقبل “
وتحدث د. أحمد بن موسى البلوشي مدير دائرة قطاع العلوم في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم حول الكراسي البحثية التابعة للآيسسكو وانجازات كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بسلطنة عمان
كما تحدث السيد محمد الهادي الشيلي مدير الشؤون القانونية والمعايير الدولية – الايسسكو حول توظيف تكنولوجيا المستقبل في خدمة الإرث الإسلامي والهوية الثقافية في العصر الرقمي
عقب ذلك كلمة د. أنس الخابور رئيس وحدة أرشيف مدينة مالمو بالسوي عن دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي
وقدمت د. أسماء مهديوي من قسم الشؤون القانونية والمعايير الدولية في منظمة الايسسكو كلمة حول مساهمة الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي رؤية قانونية.
عقب ذلك جلسة حوارية شارك فيها كلا من السيد لؤي أبو شاور من كندا و وقدمت د. أسماء مهديوي و د. أنس الخابور و أ.د. هبة عبدالعزيز مديرة كرسي اليونسكو للتراث العالمي وإدارة السياحة المستدامة تناقش فيها الخبراء حول تحديد أفضل الممارسات في استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية التراث الثقافي، ووضع إطار عمل شامل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التراث، وإصدار توصيات عملية قابلة للتطبيق من قبل الجهات المعنية. وبناء شبكة من الخبراء والباحثين لزيادة الوعي بأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية وتثمين التراث الثقافي.