السبت: 8 فبراير 2025م - العدد رقم 2408
Adsense
مقالات صحفية

تهجير الفلسطينيين: مخطط فاشل ومحاولة مكشوفة لتصفية القضية

عمر القهدي

في الآونة الأخيرة، تداولت وسائل الإعلام تصريحات تشير إلى نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، إنّ هذه الفكرة ليست بجديدة، بل امتدادٌ للمشاريع الصهيونية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين، ولكن هل يمكن لمثل هذه الخطة أن تنجح؟

موقف مصر والأردن: رفض قاطع للتهجير

من المستبعد أن تقبل مصر أو الأردن بهذه الخطة لعدة أسباب جوهرية، من أبرزها:

السيادة الوطنية والمصالح الاستراتيجية: لا يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تقبل بمخطط يهدد أمنها القومي واستقرارها الاجتماعي، فتهجير الفلسطينيين من أراضيهم يعني زعزعة التركيبة السكانية، وإثارة أزمات أمنية واجتماعية لا حصر لها.

التجارب السابقة: تستضيف مصر بالفعل ملايين اللاجئين من سوريا وفلسطين ودول أخرى، إلا أنها لم ولن تقبل أن تكون بديلاً عن الوطن الفلسطيني، كذلك، يحتضن الأردن أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وخاصة الفلسطينيين، لكنه يرفض أن يكون جزءًا من أي مخطط لإنهاء الوجود الفلسطيني في وطنه.

الموقف الرسمي والشعبي: أكد كلا البلدين مرارًا رفضهما القاطع لأي مشاريع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية، كما أن الشعوب العربية، وخاصة في مصر والأردن، ترفض أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة.

لماذا لا يتم تهجير المستوطنين؟

إذا كانت هناك جهة يجب أن تُهجّر من فلسطين، فهي المستوطنات الصهيونية غير الشرعية التي استولت على الأرض بقوة السلاح، فلماذا لا يتم إرسال المستوطنين إلى كندا أو الولايات المتحدة، اللتين تدعمانهم دون قيد أو شرط؟ ولماذا لا يُطلب منهم مغادرة فلسطين والعودة إلى الدول التي جاءوا منها؟

إن الحل العادل واضحٌ وجليٌّ: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق العودة للاجئين وفقًا للقرارات الدولية، أما الحلول الاستعمارية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير، فهي محاولات يائسة لن يُكتب لها النجاح.

مصير خطة ترامب: الفشل الحتمي

إنّ خطة تهجير الفلسطينيين ليست سوى وهم سياسي، فقد أثبت الواقع والتاريخ أن الفلسطينيين متجذرون في أرضهم، وأن محاولات اقتلاعهم بالقوة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصمود والمقاومة.

إنّ هذه الأرض ليست للبيع، والشعوب العربية لن تسمح بتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، كما أن رهان الصهاينة على التهجير رهان خاسر، كما كانت جميع مخططاتهم السابقة، ومع استمرار نضال الشعب الفلسطيني ودعم الأحرار في العالم، ستظل فلسطين حرة، ولن يكون هناك مستقبل للاستعمار والاحتلال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights