لقاء توعوي لتعزيز المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب بجنوب الباطنة
![](https://alnaba.news/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250129-WA0022.jpg)
الرستاق – النبأ
في إطار جهودها لتمكين الكوادر الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي بالمنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، نظّمت وزارة العمل، ممثلة بفريق إدارة مشروع المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، لقاءً توعوياً بالتعاون مع مكتب محافظ جنوب الباطنة، وذلك بقاعة متعددة الأغراض بمكتب والي الرستاق، تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن علي بن حميد المرشودي، والي العوابي.
حضر اللقاء سعادة الشيخ أحمد بن علي الحبسي والي المصنعه وعضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق واعضاء المجلس البلدي ومدراء الدوائر الحكومية بالمحافظة، وجمع من الموظفين من مختلف الجهات الحكومية، مما يعكس الاهتمام الكبير بهذه المبادرة الوطنية وأهميتها في تطوير وتنمية الكفاءات والمواهب العمانية.
افتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقتها الفاضلة الدكتورة زمزم بنت سيف اللمكية، مديرة مشروع المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، حيث أكدت على أهمية هذه المنظومة في بناء جيلٍ قادرٍ على الإبداع والابتكار، مشيرةً إلى ارتباطها بمؤشرات رؤية عُمان 2040 وأهدافها الطموحة في تمكين الموارد البشرية الوطنية، وتأهيلها للمنافسة في مختلف المجالات التنموية. وأوضحت أن المنظومة تسعى إلى توحيد الجهود الوطنية في اكتشاف المواهب ورعايتها، وتعزيز بيئة داعمة للإبداع والابتكار، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويؤسس لاقتصاد قائم على المعرفة والكفاءات الوطنية.
عقب ذلك، قدّم الفاضل الأستاذ أحمد بن مرهون البوسعيدي، رئيس فريق بناء المقياس الوطني للكشف والتعرف على المواهب والقدرات الاستثنائية، ورقة عمل تناول فيها أهمية اقتصاد المعرفة ودور اقتصاد الموهبة في بناء المجتمعات الحديثة، مشيراً إلى أن رعاية الموهوبين والاستثمار في قدراتهم يمثل أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق اقتصاد مستدام ومتطور. وأكد أن الدول المتقدمة تعتمد على رأس المال البشري الموهوب كعامل أساسي في دفع عجلة الابتكار، مما يستدعي ضرورة تكاتف مختلف القطاعات لدعم أصحاب المهارات الاستثنائية وتهيئة البيئة المناسبة لهم ليكونوا جزءاً فاعلاً في التنمية الوطنية.
كما قدّم الدكتور محمد العجمي، عضو فريق بناء المقياس، عرضاً تناول فيه أهمية المقياس الوطني للكشف عن الموهوبين وآلية التعرف عليهم، موضحاً أن هذا المقياس يُعد أداة علمية دقيقة تساعد في رصد المهارات الفريدة لدى الأفراد وتوجيههم نحو المجالات التي يمكن أن يحققوا فيها أعلى مستويات التميز والإبداع. وأكد أن إيجاد منظومة متكاملة لدعم المواهب يساهم بشكل مباشر في تعزيز اقتصاد المعرفة، إذ يسهم الموهوبون في تطوير الابتكارات والحلول الإبداعية التي تعزز من تنافسية السلطنة على المستويين الإقليمي والعالمي.
واختُتم اللقاء بجلسة نقاشية شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث تم تبادل الآراء وطرح العديد من الرؤى والأفكار حول سبل تطوير المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، وآليات تعزيز دور الجهات الحكومية والخاصة في رعاية الموهوبين. وأكد المشاركون على أهمية تبني استراتيجيات واضحة ومستدامة لدعم الكفاءات الوطنية، وخلق بيئة محفزة للإبداع، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة.
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الجهود الوطنية الرامية إلى تمكين الكفاءات العمانية وتعزيز دورها في بناء مستقبل مستدام ومزدهر للسلطنة، وفق توجيهات رؤية عمان 2040 التي تركز على الاستثمار في الإنسان باعتباره المحرك الأساسي للتنمية والتقدم.