حروف مغرورة
علياء بنت سعيد العامرية
عندما التقينا لأول مرة قبلت أصابِع السعادة،
وعندما مرغتُ خدي في ثراكِ عانقت روحي الثُريا، وابتسمت لي شفاه القدر.
أي حب ذاك الذي استفحل روحي؟
أيُ عِشق ذاك الذي تملكني عِندما كتبتُ حروف اسمك لأول مرة؟
حُمى العشق أصابت قلمي عِندما أراد كتابة حروفك النرجسية المتفردة.كلما خط حرفا ارتفعت حرارته، وزاد ارتجافه، واكتوى بنار العشق،
مغرورة تِلك الحروف، فكل حرف يصرخ بأنه الأول بلا منازع، وكلما نظر القلم إلى الورقة ابتسم من شدة اعجابه بها.
أنا.. ماذا عني؟ ما الذي وجب عَلَيَ فِعله؟
نبضاتٌ مُتسارعة، وقلم عاجز عن الكتابة، وحروف تترفعُ عن التعبير الصادق.
سألتها ذات مرة: ما سبب غرورك؟
فأجابت: لستُ مغرورة يا عزيزتي ولكن عُمان أرقى من أن تُكتب فيها خاطرة، وتُرابها أوفى من حِبرِ القلم؛ لذا نحن نرفض الكِتابة.
صمتت طويلا ثم قلت لها: صدقتِ يا حروفي صدقتِ فعمان هي الوطن الذي لا أُجيد التعبير عنه، والحُب الذي لا يُضاهيه حُب والغرام الذي لا يُكتبُ على الورق.