الوحدة وسجن النفس والقضايا الأسرية .. أبرز العروض المسرحية لمهرجان ظفار الدولي للمسرح في يومه الرابع
كتبت – ريحاب أبو زيد
تصوير – عابر سند
” مسار مسرح الطفل”
تستمر العروض المسرحية العربية والعالمية في العروض بقاعات مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه ومسرح أوبار حيث افتتحت تونس العروض لليوم الثالث بمسرحية” راعي الصحراء “بمسار مسابقة مسرح الطفل تأليف علي اليحياوي وإخراج عائدة جابلي المسرحية عرائسية موجهة للطفل والناشئة ويدور المحور العام للمسرحية حول البيئية فتتحدث عن الصحراء والمخاطر التي تتعرض لها بعض الحيوانات في الصحراء.
“مسار مسرح المونودراما ”
والعرض الثاني كان لسيريلانكا بمسار مسرح المونودراما بعنوان “الحب والحجر الصحي ” تأليف ويكرام ارثان و إخراج سفير واعتمد على الممثل الواحد من خلال امرأة عاشت عزلة النفس حيث أنها تسجن ذاتها دائمًا و استخدم المخرج في هذا العرض بعض وسائل الإيضاح مثل الفيديو و الحركات الراقصة و القليل جدا من الحوار
وقال مخرج العرض سفير: أعمل بالإخراج المسرحي و محاضر جامعي و بدأت مسيرتي المسرحية منذ حوالى 35 عامًا وهذا العرض هو رقم 50 بالنسبة لي وقد شارك العرض سابقًا في مهرجان عدنان الدولي للمسرح بتركيا و المهرجان الدولي للمسرح في الهند ثم في مهرجان كولمبو الدولي للمسرح وأود أن أعرب عن شكري لمهرجان ظفار الدولي للمسرح على هذه الدعوة وهذه تجربتي الأولى في سلطنة عُمان و زيارتي الأولى لها أيضًا وبما أن أنا مدير مهرجان كولمبو المسرحي الدولي لذلك أقدر كم الصعوبات التي تواجهها إدارة المهرجان في تنظيم مثل هذه المهرجانات و هذا المهرجان يُعد مهرجانًا كبيرًا بالنسبة لي و يحتاج إلى الكثير من الإنتاج و دعوة العديد من الضيوف و بصفتي مدير مهرجان و مخرجا مسرحيا من المهم جدا لنا أن نتعلم من بعضنا البعض و ننقل هذا العلم والخبرات إلى العديد من المدن الأخرى .
” مسار المسرح الثنائي”
أما العرض المسرحي “فريمولوجيا” من المملكة الأردنية شارك بمسابقة المسرح الثنائي تأليف وإخراج وتمثيل الحاكم مسعود وبطولة مرام أبو الهيجا العرض درامي وكوميديا سوداء تتمحور فكرة النص حول عندما يجد الانسان نفسه يعيش في إطار ضيق من الأنماط السائدة المسقطة على المجتمع في لحظة ذكورية حيث يحاول الرجل الذكر الخروج من إطاره على حساب دفع المرأة إلى أقصى درجات التطرف ولكن سرعان ما يدرك أنها في انتفاضة وتمرد وتستطيع أن تعيده إلى حدوده المظلمة بقرار واحد كما يوضح العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة خلال الحياه اليومية خلال الصراعات الدرامية حيث اعتمد النص على علاقه جدليه وطرديه بين الرجل و المرأة.
” مسار مسرح المساحات المفتوحة”
والعرض الرابع بعنوان ” حيث لا يراني أحد ” لجمهورية مصر العربية في مسار مسرح الشارع والمساحات المفتوحة يناقش العرض الروتين اليومي الذي يتعرض له الكثير من الناس في إطار ساعة دائمة التحرك والدوران حيث يمثل الإنسان عقارب الساعة وعندما يكتشف بعد عشرين عام من الدوران بأن صاحب الساعة يقوم بتغييره ولم يجد أي تقدير خلال تلك الفترة العمرية التي ضاعت خلال دورانه وعمله الذي تناسى جميع ملذات الحياة بسببه وأنه وضع نفسه في روتين ثابت ولم يحاول تغيره.
وقال المخرج محمود صلاح محمد عطية طالب في معهد الفنون المسرحية قسم الديكور مخرج ومؤلف المسرحية: العرض يناقش فكرة الروتين في المجتمع عامة وأضراره النفسية وقدم العمل فرقة البارون التابعة للمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر وشارك سابقًا في العديد من المهرجانات الدولية.
” مسار العروض الكبرى”
كما شهد مسرح أوبار العرض الخامس لسوريا بعنوان “سقيفة” تأليف وإخراج سليمان قطان وبطولة شباب من مسرح سوريا والعرض يسلط الضوء على ثلاث شرائح نماذج من النساء تتناول قضاياهم ومشاكلهم في بيئة غارقة في الإدمان مما يعكس جزءاً من الواقع المعاصر مع محاولة اكتشاف الثغرات التي تواجه هذه الشخصيات ولكن كان هناك من يسعى لوضعهم في مكان بعيد محاولًا ربطهم بحباله ولكن كان عندهم امل بأن غدا أفضل العرض اعتمد على الأداء التمثيلي والحالة البصرية ضمن إطار “المسرح الشرطي”، وهو نوع من المسرح الذي لا يعتمد على الديكور الضخم أو المؤثرات المبهرة بل يرتكز على أداء الممثلين والحالة التي ينقلها الجمهور.
وختمت العروض بمسرحية “مع الشغل والجواز “بمسار المسرح الجماهيري تأليف أحمد رجب وإخراج عبد الباري سعد في إطار اجتماعي غنائي تُقدم فيه الفرضية الخيالية لعرض مشاكل الحياة اليومية حيث عرض تجربة مسرحية مبتكرة مزجت بين الفكاهة والدراما مع الاستعراضات وقد طرح تساؤلات عميقة حول الحياة والموت والواقع والمثالية كل ذلك عرض في قالب اجتماعي غنائي يمزج بين الخيال والواقع حيث يتم تناول العديد من المشاكل الحياتية الشائعة بين المتزوجين من خلالها يتم تقديم مواقف تمثل التحديات التي يواجهها الزوجان حيث تدور القصة حول فكرة المثل القائل “لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع” الزوجين يواجهان مصيرًا غير متوقع في ليلة زفافهما فتبدأ الأحداث بحادث مأساوي يودي بحياة الزوجين ليلة زفافهما وأثناء مراسم الدفن يلتقي الزوجان بالدفّان وزوجته اللذين يعرضان عليهما مقايضة موتهما بحياة جديدة ويقبلان ويعودا إلى الحياة ويبدآن حياتهما الزوجية المثالية التي سرعان ما تتلاشى بسبب المشاكل اليومية المعتادة و تتعرض حياتهما لضغوطات العمل والعلاقات الأسرية والتدخلات الخارجية مما يجعلهما ينفران من الحياة التي ظنا أنها ستكون مثالية ومع تفاقم المشاكل يقررا الانتحار للتخلص من معاناتهما لكنهما يفشلان إذ اكتشفا أنهما حصلا على حياة أبدية بسبب المقايضة و ينتهي بهما الأمر في المقابر حيث يبحثان عن الراحة على أمل أن يجدا زوجين يقبلان بتكرار المقايضة.