تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
حوارات صحفية

أحمد الشبلي: نحن قول وفعل، وقد يهدينا الله منحًا في قالب محن.

حاورته: علياء بنت سعيد العامرية.

الإبداع لا يعرف طريقًا للعقبات، لا يعرف طريقًا للاضطرابات ولا للآلام. الإبداع حين يسكن قلب إنسان يُخرج أفضل ما فيه. وحده المبدع قادر على تحويل المحن إلى منح، ووحده الإبداع يُخرج الإنسان من براثن الضياع والوحدة إلى نور التفرد والتميز. هذا ما أثبته لنا المبدع العماني أحمد الشبلي.
عرف أحمد بنفسه بأنه شخص يحمل أفكارًا يعتقد أنها جيدة ويسعى إلى تقديمها للناس بشكل ممتع، في قوالب متعددة (بودكاست، مسرح، فن، أفلام قصيرة وغيرها). حول بداياته في مجال الكتابة قال أحمد: “كانت بدايتي الفعلية خلال دراستي للحقوق في جامعة السلطان قابوس، حيث عملت هناك في مسار الأنشطة الطلابية، والتحقت بالعمل في إحدى شركات الإنتاج الفني كمخرج وكاتب محتوى.”
كتبت وأخرجت العديد من المسرحيات مثل “النصف الممتلئ”، “الكرسي”، وأفلام مثل “أنا مشهور”، “أقنعة” وغيرها. ما لا يخفى على متابعي ومحبي أحمد الشبلي أنه يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). وقد شُخص بهذا المرض منذ طفولته في المدرسة، وذكر أن الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب شخصيته وعمره وغيرها من العوامل.
وأضاف: “في الطفولة كان واضحًا فرط الحركة وعدم القدرة على الجلوس والتفكير في أمر واحد، ومع التقدم في العمر اتضحت بشكل أكبر مثل سرعة الانتقال من عمل لآخر ومن نشاط لآخر حتى في الجانب الوظيفي. امتلاكي للكثير من المهارات بسبب فقداني الشغف السريع، وإدماني المفرط لمصادر الدوبامين مثل الإنجاز والعمل، حيث أقوم بمواصلة العمل لـ24 ساعة دون توقف أحيانًا كثيرة. عدم قدرتي على السيطرة على صرف المال وغيرها من المتاعب مثل النسيان والفوضى.”
سألته: هل تعتقد أن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قد منحك أي مزايا أو نقاط قوة فريدة؟
مبتسمًا أجاب: “أكيد، مثل تعدد المواهب والتخصصات. فأنا خريج قانون وأعمل في الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج والتقديم. عملت في وظائف متعددة وشعوري بالملل السريع يجعلني أطور نفسي كثيرًا وإدماني على العمل يجعلني منتجًا أكثر.”
سألته: كيف ساعدك اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على أن تكون شخصًا أكثر إبداعًا أو تفكيرًا خارج الصندوق؟
أجاب: “فرط الحركة وتشتت الانتباه يجعل صاحبه ملولًا جدًا، فيحاول الإبداع هروبًا من الملل لذلك تجده شخص متعدد المواهب ومبدع وغير روتيني تمامًا.”
مجيبًا على سؤال: من وجهة نظرك، كيف يمكن للعائلة والأصدقاء دعم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بشكل أفضل؟ قال الشبلي: “أهم نقطة هي التفهم، وإدراك أنهم مختلفون عن أقرانهم، والتعامل مع هذا الاضطراب كمنحة مثل ما يسميه البعض (اضطراب المبدعين)، فيمكنهم استثماره ليكون الشخص مبدعًا وليس التعامل معه كمصيبة. لذلك مهم عليهم جدًا الاطلاع والقراءة حول هذا الاضطراب حتى لا يعتقدوا أن ابنهم سيء ومشاغب مثلما يعتقد الكثير للأسف.”
سألته: هل تلقيت أي علاج لهذا الاضطراب؟ وفي حال تلقيك للعلاج، ما نوع العلاج الذي تلقيته وهل كان العلاج مفيدًا؟
أجاب: “هناك نوعان من العلاج: السلوكي والدوائي. لم أتلق الدوائي لسمعته السيئة من تجارب من أعرفهم والتي أدت بهم إلى الاكتئاب وهبوط النشاط وغيرها، لكنني أتعامل معه سلوكيًا من خلال معرفة نفسي ومحاولة التكيف مع الواقع حولي وتصرفاتي بما يجعلني أسيّر حياتي بشكل أفضل وأستثمره بدل التعامل معه كعائق مثل كتابة أفكاري على سبورة أمامي، استخدام المنبه للتذكير، تنويع أماكن عملي وغيرها من الأساليب.”
كل شيء في هذه الحياة عبارة عن درس نتعلمه، والدرس الذي تعلمه أحمد من الاضطراب باختصار: “قد يهدينا الله منحًا في قالب محن، لذلك يجب أن نحمده في كل الأحوال.”
سألته عن رأيه في صناعة السينما العمانية، فأجاب بنبرة حزينة بعض الشيء: “لا توجد صناعة حقيقية إلى الآن، هناك تجارب خجولة وشباب طموح نتمنى لهم التوفيق.”
حول التحديات التي تواجهها صناعة السينما العمانية قال الشبلي: “الرغبة الحكومية الواضحة والجادة التي يعقبها استثمار وتمويل ومشاريع حقيقية تدفع بهذه الصناعة.”
مجيبًا على سؤال: ما هي أهم العناصر في الفيلم الناجح؟ قال أحمد: “قصة جميلة تعكس المجتمع بتفاصيله، ومكان رائع وفريق عمل طموح. كلها في عمان متوافرة وفي انتظار الجهات المعنية للتحرك.”
سألته: في حال قمت بكتابة فيلم، هل أنت من يختار الممثلين؟ وما هي آلية اختيار الممثلين؟
أجاب: “فالعادة أنا عندما أكتب فيلمًا أقوم بإخراجه واختيار الممثلين. آلية اختيار الممثلين تكون حسب الأدوار المتاحة في السيناريو، لكن لا يدخل في معايير اختياري الشهرة بقدر ما أبحث عن الأداء.”
سألته: كتبت العديد من الأفلام الناجحة والتي لاقت شهرة كبيرة، أيها أقرب لنفسك؟
أجاب: “أنا مشهور، الذي تم إنتاجه في 2018 ولاقى قبولًا رائعًا حيث تخطى 400 ألف مشاهدة.”
عن طقوسه في الكتابة قال: “الوحدة والكرك والمشي والموسيقى أحيانًا.”
لكل مبدع رسالة يسعى إلى إيصالها، ورسالة أحمد الشبلي هي إيصال أفكار عميقة بقالب ممتع.
سألته: أسست بودكاست جلسة كرك، ولكن اليوم أنت تقدم بودكاست آخر وهو بودكاست منصة. حدثنا عن سبب خروجك من بودكاست جلسة كرك، وحدثنا عن بودكاست منصة، ما الذي يميزه عن غيره؟
أجاب: “سبب خروجي مضحك، فبعد تأسيس جلسة كرك والعمل عليه لمدة عامين، تفاجأت في ليلة بتغيير كلمة مرور القناة من قبل شريكي في القناة محمد الهنائي. لا أود الإسهاب في التفاصيل فشريكي المؤسس الثالث الطيار تحدث عن الحادثة كاملة على يوتيوب يمكن للقارئ الرجوع إليها. المنصة هو بودكاست يشبه أحمد الشبلي شخصيًا، آراؤه وأفكاره وإبداعه، وفي القريب العاجل ستكون هناك نقلة نوعية في المنصة.”
تابعت لأحمد الشبلي مقطعًا يقول فيه: نحن قول وفعل، فسألته: هل هذا هو شعارك في الحياة؟ وهل ترى بأن محتواك حقًا قولًا وفعلًا؟
أجاب: “نعم، فما أعتقده ومقتنع فيه هو ما أنتجه، وقد ضحيت بالكثير من الفرص لهذا السبب. وهو يعكس شخصيتي في الواقع والمحيطين بي يدركون هذا تمامًا.”
مجيبًا على سؤال: ما الهدف من بودكاست منصة؟ وهل حقق الأهداف المرجوة؟ قال أحمد: “الهدف من بودكاست المنصة هو تقديم محتوى يشبه المجتمع ويشعر فيه الرجل البسيط أن هذا المحتوى يلامس معتقداته وآراءه وأفكاره بشكل ممتع. ونعمل على تحقيق هذا الهدف في القريب العاجل، وأود أن أخصكم بخبر أن المنصة قريبًا ستتحول إلى مسار آخر، وهي إنتاج مجموعة من البرامج والأعمال الفنية وحتى الأفلام، وليس البودكاست فقط.”
سألته عن جمهوره المستهدف، فقال: “من 13 سنة فصاعدًا من كل الاهتمامات.”
وحول التحديات التي يواجهها في مجال البودكاست قال: “الإنتاج مكلف من ناحية وفي أفضل الأحوال غير مربح. كما تواجهنا مشكلة أن البودكاست يحتاج نفسًا طويلًا فهو ليس موسمًا واحدًا وإنما مستمر. فالتفرغ للبودكاست فقط غير مجدٍ ماديًا كما يستنزف المنتج من ناحية الوقت والجهد.”
ينصح أحمد الشبلي المبتدئين في صناعة المحتوى بقوله: “ابدأ فورًا لا تنتظر الظروف المثالية، ستحسن كل شيء لاحقًا أثناء الممارسة.”
رسالة أحمد لكم قراء هذا الحوار: “شكرًا جزيلاً لكم وكل التوفيق لكم في تحقيق أحلامكم.”

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights