الصحة تنظم حلقة عمل بعنوان ” حماية الأطفال من تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية “
مسقط-النبأ
تصوير ـ عبد ألفتاح الغافري
نظمت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للخدمات الصحية والبرامج ( دائرة التغذية ) وبالشراكة مع مكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان اليوم الاربعاء بفندق انتر سيتي ـ الخوير ـ حلقة عمل بعنوان ” حماية الاطفال من تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية “
رعى حلقة العمل سعادة منصور بن زاهر الحجري ــ ممثل ولاية بدية ٠ رئيس اللجنة الصحية والبيئية بمجلس الشورى ، بحضور سعادة الدكتور جان جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان وسعادة سميرة شودري ــ ممثلة منظمة اليونسيف في سلطنة عمان والدكتورة سليمة بنت علي المعمرية ـ مدير دائرة التغذية بوزارة الصحة ـ وعدد من المسؤولين والعاملين بدائرة التغذية بوزارة الصحة وممثلين عن القطاعات والجهات الحكومية واﻷهلية والخاصة ذات العلاقة.
وقد القت الدكتورة سليمة بنت علي المعمرية ــ مديرة دائرة التغذية بوزارة الصحة كلمة قالت فيها ان الأطفال والمراهقين يتعرضون إلى حملات تسويقية للأغذية والمشروبات الغير صحية تستهدفهم في كل مكان في الطريق والمدرسة والاسواق والمحلات التجارية وأماكن اللعب حتى أنهم لايسلمون من هذا التسويق حتى ولو كانوا في منازلهم ، حيث تغزوا الألواح الالكترونية وأجهزة التلفاز والألعاب.
واضافت المعمرية بأن هذا التسويق بطرقه المبتكرة التي يعدها مختصون وخبراء في كيفية جذب انتباه الاطفال يجعل الأغذية والمشروبات الغير صحية والمليئة بالملح والسكر والدهون المشبعة جذابة وغير قابلة للمقاومة ويتزايد استهلاك الأطفال من هذه الأغذية ، كما تتزايد معها أوزانهم مع الوقت وتتزايد معها معاناتهم ، وبدل أن يتمتع الأطفال بالصحة والعافية يحملون معهم أوزان فوق أوزانهم وأحمال فوق قدراتهم ٠ وتمنت مديرة دائرة التغذية بوزارة الصحة بأن تهدف الحلقة في ختامها لتحديد كل منصات التسويق والمسؤولين عنها ثم الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ لكيفية الحد من هذا التسويق .
بعدها ألقى سعادة الدكتور جان جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان ـ كلمة قال فيها أن لتسويق اﻷغذية تأثير ضار على اختيار الأطفال لنوعية اﻷغذية ولمدخولهم الغذائي ، كما يؤثر على طلب شراء الأطعمة التي يتم التسويق لها من قبل البالغين، ويمكن القول أن تسويق المواد الغذائية هو أحد الشواغل المتعلقة بحقوق الطفل بسبب تأثيره السلبي على العديد من الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية اﻷمم المتحدة لحقوق الطفل.
وأضاف سعادة الدكتور جان جبور أنه استجابة لهذه المشكلة العالمية، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية توصياتها ودعت الدول لسن سياسات تسعى لحماية اﻷطفال من التأثير الضار لتسويق اﻷطعمة، بما في ذلك تقنين استخدام الرسوم الكرتونية والتقنيات الشبيهة في التسويق للأطعمة ، و يشمل ذلك أيضا اﻷلعاب مع المنتجات، والتسويق بواسطة اﻷغاني، واستخدام الشخصيات المؤثرة.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان في كلمته أنه كما هو معلوم أن اﻹستراتيجية الوطنية للتغذية بسلطنة عمان تعمل قي مجملها على تخفيض العديد من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالتغذية ، من بينها مكافحة ارتفاع الوزن والسمنة، التي أصبحت خطرا لا يقتصر على البالغين فقط ، وإنما يمتد إلى اﻷطفال في مراحل نموهم المختلفة، لذا وجب علينا زيادة الوعي المجتمعي حول هذه المشكلة، والسعي لتعزيز التعاون المشترك بين مختلف القطاعات الحكومية و اﻷهلية. وتأتي هذه الحلقة لتسلط الضوء على أهم التدابير التي ينبغي اتباعها لتقليل اﻷثر السلبي لتسويق اﻷغذية لدى اﻷطفال، ونتأمل أن نخرج بخطة واضحة ترسم لنا معالم خارطة الطريق ، للمضي قدما وفق ما تقتضيه الاستراتيجية الوطنية للتغذية.
ومن هذا المنطلق فإننا نجتمع لنضع خارطة طريق لوقف السمنة على المستوى الوطني، ومن خلال المشاورات والنقاشات التي سوف تطرح باحلقة العمل ، ونأمل أن نخرج برؤية واضحة لأهم معالم هذه الخارطة، وأهم التدخلات التي يمكن تنفيذها بما يتوافق و الوضع على المستوى الوطني، وسوف يقوم المختصون لدينا بعد ذلك بتقديم الدعم لتنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات التي يتم الاتفاق عليها.
تضمن برنامج الحلقة عروضا مرئية حول أحدث الإرشادات والأدوات العالمية لحماية الأطفال من التسويق الضار للأغذية والدروس المستفادة حول تنفيذ سياسات الحد من تسويق الأغذية للأطفال من الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، بالاضافة الى مناقشة تشكيل فريق عمل معني بحماية الأطفال من تسويق الأغذية الضارة في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية وأيضا رسم خريطة لسباق تسويق المواد الغذائية للأطفال في سلطنة عمان.
هذا وتعد الأمراض غير السارية من أهم ّ الأخطار التي تتهدد صحة الإنسان والتنمية الاجتماعية الاقتصادية. وتودي الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات و الأمراض التنفسية المزمنة والسكري بحياة نحو 35 مليون نسمة كل عام، علما ّ بأن ٪80 من تلك الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهناك ما يقتضي في مجالي الصحة العامة والسياسة العامة ما يبرز اتخاذ ما يلزم من إجراءات للتخفيف من العبء الكبير الذي تفرضه الأمراض غير المعدية، فضلا عن حدوث الوفيات الناجمة عنها في مراحل مبكرة وإمكانية تجنبها.
ويمثّل النظام الغذائي غير الصحي أحد أهمّ ما يمكن تعديله من عوامل الاختطار المرتبطة بالأمراض غير المعدية . وتسهم النُظم الغذائية غيرالصحية، إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات من أجل تغييرها – وإذا اجتمعت مع عوامل اختطار أخرى- في زيادة نسبة انتشار الأمراض غير المعدية بين السكان بزيادة ضغط الدم وزيادة نسبة السكر ونسبة الدهون في الدم وزيادة معدلات فرط الوزن والسمنة ٠ وفي حين تحدث الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية لدى البالغين بالدرجة الأولى، فإنّ المخاطرالمرتبطة بالنظام غير الصحي تبدأ في مرحلة الطفولة وتتطوّر طوال العمر.
ولقد طرأت على العادات الغذائية تغيرات جذرية فهي على طرفي نقيض من عادات الأجيال السابقة. فهناك، على الصعيد العالمي اليوم، مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات الغذائية والمشروبات التي تتيحها معظم الأسواق بأشكال جديدة وملائمة تسهل استساغتها، غير أنّ توافر تلك المنتجات على نطاق واسع والمبالغة في تسويق الكثير منها، ولا سيما تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر أو الملح، من الأمور التي تعترض التزام الناس، والأطفال على وجه الخصوص، لنظام غذائي صحي والحفاظ على وزن صحي. والملاحظ أنّ الإعلان، وغيره من أشكال تسويق الأغذية والمشروبات غيرالكحولية للأطفال، باتت من الظواهر الواسعة الانتشار وخاصة المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر أو الملح. وهناك من الأدلة ما يشير إلى أنّ الإعلانات التلفزيونية تؤثّر في تحديد أغذية الأطفال المفضّلة وطلبات شراء الأغذية وأنماط استهلاكها. كما يُلاحظ استخدام طرق واسعة من التقنيات لتسويق تلك المنتجات والتأثير في اختيارات الأطفال في المدارس ودور الحضانة والمتاجر الكبرى؛ وعن طريق التلفزيون والإنترنت؛ وفي العديد من الأماكن الأخرى.