تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
تحقيقات صحفية

حديقة السويق.. المنسية!!

هلال بن حميد بن سيف المقبالي

تعد حديقة السويق الواقعة بين محطة المها ومكاتب بلدية السويق بولاية السويق متنفسًا لسكان الولاية، فرغم صغر مساحتها فإنها كانت تفي بالغرض التي أُنشئت من أجله؛ وهو الترفيه والتنزه؛ حيث إنها تحتوي على ألعاب للأطفال، ومراجيح، وجلسات صممت بشكل جميل، وممرات للمشي، ومساحة خضراء للجلوس تتخللها الأشجار الظليلة الكبيرة التي تغطي أغلب مساحة الحديقة، وبها مسرح للمسابقات ومصليات بدورات مياه، ومقهى، ناهيك عن قربها من المحلات التجارية والمطاعم الواقعة في حدود محطة وقود المها.

كانت هذه الحديقة تضفي جوًا رائعًا للعائلات وأطفالهم؛ فهي المتنفس الأوحد لهم في الولاية الذي يرتادها الجميع، وتتعاقب عليها العائلات لتجتمع مع أطفالها في ساعات المساء بعيدًا عن جدران المنازل الضيقة، وكذلك كانت بمثابة الاستراحة لقاطني قرى وادي الحاجر ووادي الحيملي بولاية الرستاق؛ حيث يتركون أبناءهم فيها بأمان يلعبون ويمرحون، ويذهبون هم للتسوق أو للعلاج في العيادات الخاصة، ويعودون لهم بعد ذلك.

إلا أنّ هذه الحديقة لم تكن مثل ما كانت عليه بعد إعصار شاهين الذي حدث في شهر أكتوبر عام 2021م، ومنذ ذلك اليوم حتى كتابة هذه المقال لم يتم الاهتمام بها وصيانتها، إلا بإخراج الأشجار التي سقطت فقط، فأصبحت خاوية على عروشها – كما يقال-، إلا من بعض الأشجار التي صمدت أمام إعصار شاهين وتصمد حاليًا من شدة الجفاف الذي يجتاحها، فهي لم تسقٓ إلا بنزول الأمطار، فمضخة المياه الخاصة بالحديقة متعطلة بحسب كلام الوافد المسؤول عن الحديقة، وأيضًا يتبقى فيها المراجيح، وبعض الألعاب البلاستيكية القليلة، والتي أغلبها قد تلف جزء منها، وهي بالأحرى معرضة للكسر وخطرة لمستخدميها.

لا أعلم لماذا لم يسارع أصحاب الشأن والمسؤولون بهذه الولاية بالاهتمام وصيانة وتأهيل هذه الحديقة بعد إعصار شاهين، والذي مر عليه الآن قرابة الأربع سنوات! وللعلم إن الحديقة أُجِّرت عدة مرات بعد إعصار شاهين لمستثمرين في مساحتها الخالية؛ بوضع ألعاب إلكترونية وأكشاك للبيع، وغيرها، فأين ذهبت مبالغ هذه الايجارات؟!

أليس في هذه المبالغ أحقية لصيانة الحديقة وتأهيلها؟!

فإلى متى تظل هذه الحديقة بهذا الوضع.. منسية ومهملة؟!

ربما قارئ المقال يستغرب بعض الشيء مما جاء فيه، وربما يتساءل بعضهم هل هذه حقيقة؟، وبعضهم الآخر يتساءلون إذا كان ما تم ذكره صحيحًا؛ فهل من المعقول ولاية بحجم ولاية السويق هكذا تكون حديقتها، كما ذكرت في المقال؟!

نعم، أقول لهم: نعم وأكثر من ذلك، وبالإمكان التأكد؛ فالحديقة تقع على يمين الشارع العام المتجه إلى محافظة مسقط وأي شخص يمكنه الوصول إليها ويشاهد بنفسه ما آلت إليه، وأن ما جاء بالمقال لا شيء مقابل الواقع!

لقد نما إلى علمنا وخلال هذه الفترة، أصبح الحديث يتداول عن إنشاء حديقة عامة بولاية السويق بتمويل من عدة شركات محلية، بتكلفة مالية مقدارها مليونان وأربعون ألف ريال عُماني، وعلى مساحة كبيرة تبلغ تسعين ألف متر مربع؛ وهي طبعًا بهذه المساحة ستكون أكبر بكثير من الحديقة القديمة. وهنا نقول لمن فكر وقرر وأمر وساهم بإنشاء هذه الحديقة شكرًا لكم على مجهوداتكم المبذولة، ولكن يبقى هذا التساؤل عالقًا، إذا كانت الحديقة الجديدة ما زالت لم تنفذ أو لم يبدأ بإنشائها بعد، أو نقول بأنه بدأ في إنشائها فعلًا -من باب التفاؤل- فمتى ستنتهي، ونراها واقعًا؟! أليس من الأولى الاهتمام بما هو قائم وبتكلفة أقل- وهنا أقصد الحديقة الحالية (القديمة)؟!!

هنا نترك الجواب لأصحاب القرار والمسؤولين القائمين على شؤون هذه الولاية؛ ولكل أمين وغيور، ومهتم بمصلحة هذه الولاية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights