إعداد الطالبة : شهد العلوية
تميزت سلطنة عمان منذ الأزل وحتى الآن بتنوع تراثها وموروثاتها الشعبية من الشمال إلى الجنوب وذلك بسبب مساحتها الكبيرة فهي تعد ثاني أكبر دولة في الخليج العربي بعد المملكة العربية السعودية. حيث تنقسم سلطنة عمان إلى 11 محافظة قُسِّمت هذه المحافظات إلى 61 ولاية. وتعتبر ولاية صور التي تقع في جنوب الشرقية إحدى هذه الولايات حيث تم وصفها بأنها درة الساحل الشرقي للسلطنة. اشتهرت الولاية منذ القدم بصناعة السفن البحرية والنقل البحري والصيد حيث كان لها دور لا ينسى في التجارة البحرية. كما تشتهر ولاية صور بملابسها التقليدية المميَّزة سواءً كانت رجالية أو نسائية التي لا يوجد لها شبيهاً في محافظات سلطنة عمان الأخرى أو حتى في الدول المجاورة.
ومن الملابس التقليدية التي يتميَّز بها الرجال دون غيرهم في ولاية صور هي الدشداشة الصورية وهو الزي الرسمي الذي يرتدية الرجل الصوري في المناسبات. أبدعت المرأة الصورية في مهارة تطريز الدشداشة الصورية حيث استخدمت خيوط (البريسم) و(الزري) والخيوط الحريرية الملونة مختلفة الألوان ففيها الذهبي والفضي وغيره. كما تكون الدشداشة الصورية مختلفة وفقا للعمر حيث تكون ذات ألوان واضحة ومتنوعة للأطفال وتقل هذه الالوان بالتدريج عندما يتقدم الرجل في العمر.
من مميزات الدشداشة الصورية أنها تكون (لابه) وهي كلمة محلية يقصد بها أن تكون الدشداشة مناسبة ومنسجمة على جسم من يلبسها وغير فضفاضة كما يكون التطريز من الأمام والخلف للدشداشة.
وحول مكونات الدشداشة الصورية ومتى يتم لبسها واستخدمها تحدثت سعيدة الفارسية وهي إحدى نساء ولاية صور التي اشتهرت بخياطتها للدشداشة الصورية – قائلةً : تتكون الدشداشة الصورية من عدة أجزاء منها (الرقبة) وهي الجزء العلوي ويحتوي على (القيطان) التي تتم خياطته من قبل امرأتين حيث تقوم واحدة بالخياطة والأخرى بتشبيك الخيوط. كما يتكون من جزء (العلابة أو العليب) الذي يقع في أعلى الظهر وجزء النثرة وهو الجزء المتدلي من الرقبة إلى موقع الحزاق، وجزء (الردون) الذي يقع في ردن اليد. كما تحتوي على (الفروشة) وهي تقع في الجزء العلوي الأمامي للدشداشة وتشبه الفرشاة.
وعن لبس الدشداشة قالت الفاضلة سعيدة الفارسي : أنه يتم لبس الدشداشة الصورية في المناسبات الرسمية في الولاية مثل الأعراس وأعياد الميلاد للأطفال (الحول حول) حيث يشعر الصوريين بالفخر والاعتزاز عند ارتداء الدشداشة الصورية لما لها من قيمة تاريخية لولاية صور. واختمت الفارسية حديثها بقولها : تُعد الدشداشة الصورية من الموروثات التي يحرص أبناء ولاية صور على المحافظة عليها وعادة ما تكون لديهم ردود أفعال غاضبة إذا تم تشويهها أو العبث بها فهي تعكس شخصية الرجل الصوري.
ويتم لبس الدشداشة الصورية مع (المصر) أي العمامة التي تعد الأكثر تميزاً بين دول الخليج، وأيضا الخنجر العماني الذي يعتبر رمزاً وطنياً حيث تتم صناعتة بالفضة، وأخيراً الباكورة التي تصنع من الخشب والفضة ويتم مسكها باليد.
ولا يزال الشعب الصوري من ضمن العمانيين الذين لايزالوا يتمسكون بعاداتهم وتراثهم خصوصاً في الملبس والمأكل والفنون الشعبية.
