2024
Adsense
القصص والروايات

مهنة تناسبني

خولة محمد

حيِّ المآذنَ تحت القصف تبتهلُ
الشعر أنتِ وباقي الشعر منتحَلُ
أنت رسولٌ خلت من قبلهِ الرسلُ
لكن أهلكِ صموا عنكِ أو جهلوا
فلا يرون الضحى والشمس تنتصفوا

(تميم البرغوثي)

لطالما قرأتُ القصيدة كمواساةٍ لي، هكذا خُيِّلَّ لي، مع أنْ الشاعر هنا قد يقصد بلاد، أمة أو ربما أيَّ قضيةٍ أخرى.

هذا التخيُّل اللطيف يؤنسني! وقرأت بيتا آخر له، وكذلك أحببتُ بشدة أن أوهمني أنه كُتب لي، أشعر مع هذا الخيال أنني طير، قلتها فانسابت أصداء النشيد الرقيق:
(أنا مثل طير.. أشتاق للألوان السماء.. بين السحاب …أفرح أطير .. وارسم بياض أحلامي بوجه الصباح)

حين يداعبُ خيالاتي مثل هذا الطيف، أنْ يكتب لأجلي الشعراء، ويشدوا المنشدون لي بأرق النغمات وأجمل الألحان .

“هذا إذا ما كنتَ تعلم سلطةٌ عُظمى، أغيِّر ما أشاءُ من الزمانِ على هوايَّ، وفوقَ رأسي عالمٌ هو عالمي، وسمائيَ الدنيا التي ليست بدنيا، وهي كالعنقاءِ خيَّم ظلها فوقي ويحمي جانباها جانبي، وهي التي في الحق تحملني وتسعى في بلاد
الله من حي لحي ،هذه سمائي في يدي”.

مع أصداء بردته أيضاً لمحت طيفاً يبشرني أنه كَتَبَ لأجل تلك الفتاة في الجانب البائس من الكوكب!

ولتعلمي أنه لا بأسَ لو عثرت خُطى الأكارم حتى يعرفوا السددا

كلما حاولت أن أكون حيادية، وأتوقف عن اقتباس الكثير من أشعارك، أجد نفسي أصبحت أكثر عصبية، وأشدُّ ميلاً لقصائدك التي كبرت معها، حفظت الكثير منها ولم أحصل إلا على ظلٍ طفيف من بلاغتك! لذلك أخذتُ عهداً أن أقتبس ما أشاء ولو أُتهِمتُ بضيقِ الأُفُق وعدم التوسع في أقوال الشعراء . لا حاجة لي بهذا القول، فهذا ما يستوقفني بشدة ولن أقاومه. تميم يكتب وأنا أقتبس، أراها مهنة تناسبني جدا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights