2024
Adsense
ثقافة وفنون

حداء غيم مكلوم

الشاعر هلال بن سيف الشيادي

غنى السحاب على الثرى تسكابا‬
غنى ولم يُشْجِ الصدى مزرابا

من ذا يرد صداه في معزوفة
تبكي البيوت ومن بها قد غابا

الغيم يجري في السماء ولم يجد
بين الحطام لمائه ترحابا

عبثا يفتش فيه عن أحبابه
أترى سيلقى الصحب والأحبابا

قد كان تطرق ريحُه أبوابَهم
واليوم لا طَرْقٌ هنا لا بابا

‫والودْقُ سجّل في الحطام حضورَه‬
كرما وسجلت البيوتُ غيابا

وكأننا حلمٌ تقضّى لمحةً
بين المنازل، وهْي كنّ سرابا

صمتٌ رهيب، لا جدارَ ولا صدى
مطر يكلم في التراب ترابا

كنا إذا هطل الغمام نزفه
واليوم يلقى في التراب خرابا

قد كان يجري في الزقاق سعادةً
حتى تُطَمئِن روحُه الشيابا

يتسابق الأطفال فيما بينهم
والأرض تجري بهجة وشبابا

ويوزع المزراب من إنشاده
عذب القوافي كي تسيل شعابا

ولكَمْ تجلى الغيمُ وحيَ قصيدة
والغيثُ حبراً والمكانُ كتابا

كان التهاطل في الديار إذا جرى
عرساً يريق الأمنيات عِذابا

والآن يوقظ كل جرح غائر
فينا فتصحو الذكريات عَذابا

‫من ذا يغني في البيوت نشيدة‬
إذ لم يجد من بينها السيابا

كنا إذا ازدحم الفضاء بغيمه از
دحمت حنايانا رضا وسحابا

ونرى مُحيّا البحر يرقص فرحةً
وبه النوارسُ غردت أسراباً

أنّى بكائياتنا وجدارنا الـ
ـمَبكى رمى القربان والأقرابا

لكأنما الغيمات حين تنفستْ
ألْقتْ على روح المكان خطابا

وضعتْ على كل الحطام مدامعا
تبقى -وإن جفت- هناك عتابا

العدسة تحكي أكثر وتبكي وأكثر 📸

🌛هلال بن سيف الشيادي🌜

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights