دورة تدريبية عن السل والإيدز للعاملين الصحيين في جنوب الباطنة
الرستاق – خالد الشعيلي
نظمت دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة دورة تدريبية مهمة يوم الإثنين الماضي في ما يتعلق بأمراض السل ونقص المناعة المكتسبة.
هدفت الدورة الى تدريب المشاركين ليساهموا هم بدورهم في تدريب زملائهم من الكادر الطبي في مؤسساتهم.
فيما يتعلق بمرض السل، فلقد هدفت المحاضرات الى توضيح أبعاد المرض في المحافظة وتركزه في ولايات بركاء والرستاق والمصنعة، فقد بلغ عدد الحالات المسجلة ٥٩ حالة خلال ٢٠١٧ و٢٠١٨، كما بينت الدورة أهمية البلاغات الفورية لجهة الإختصاص بدائرة مراقبة ومكافحة الأمراض عند بداية الاشتباه فورا، وإجراء ضوابط مكافحة العدوى مباشرة، ومن ثم تحويل الحالة بالتنسيق مع مستشفى الرستاق عندما يكون تشخيص مرض السل مرتفعاً، وذلك من أجل حماية المجتمع وتقليل العدوى والانتشار.
الجدير بالذكر ان هذا المرض سريع الانتشار عبر رذاذ الميكروب المتطاير، والذي قد يبقى معلقاً في الهواء، كما أن عدد الحالات المسجلة عند العمانيين في تزايد، وأبرز علامات مرض السل هو السعال الذي يستمر لأكثر من أسبوعين وقد تصاحبه أعراض مثل ظهور خروج البلغم (النخامة) المصحوب بالدم، والهزال، ونقص الوزن، ونقص الشهية، والتعرق الليلي، والحمى.
وفيما يتعلق بمرض نقص المناعة المكتسبة ، فقد كان التركيز على تشجيع كافة العاملين على ضرورة القيام بالفحص لكل الراغبين في التأكد من المرض، وأيضا أولئك الذين قد تظهر عليهم بعض العلامات التي قد تدل الى احتمالية الاصابة بالمرض.
كما رافق ذلك عرض عن التطور المرضي لفيروس الايدز والذي يبدأ كأعراض بسيطة في بداية الإصابة(قرابة الشهرين)، ثم تتبعه فترة يبدأ فيها مستوى الفيروس في التناقص مع تدارك الجهاز المناعي ومحاولة المقاومة، هذه الفترة التي تقل فيها الأعراض بشكل كبير، وتستمر لفترة قد تصل الى عشر سنوات لا يشعر فيها المصاب بأعراض بارزة، وقد لا يأتي في ذهن الطبيب المعالج احتمالية الاصابة، مما يجعل هذا المريض سببا في نقل العدوى للآخرين، بعد فترة العشر سنوات وفي حالة عدم الإلتزام بخطة علاجية فإن المريض يبدأ في التدهور السريع وينخفض أداء الجهاز المناعي بشكل كبير، ويكون المريض عرضة للكثير من الميكروبات الانتهازية التي قد تكون سببا في وفاته.
كما أشارت الدورة الى الخطأ الجوهري الكبير الذي يقع فيه بعض العاملين الصحيين فضلاً عن عامة الناس في النظرة الدونية التي ينظر بها الى فئة المصابين بفيروس الإيدز، وهو يعكس جهلاً بحقائق المرض وتجاوزاً لحق الإنسان في الاحترام والتقدير والاستقلالية، وهو أمر يوجب المعاقبة الإدارية لمن يتعامل سلبياً مع هذه الفئة من الناس المصابين بشكل يقلل فيه الاحترام والتقدير، او يكشف بشكل او باخر عن خصوصية المصابين.
تم خلال الدورة أيضا مناقشة سيناريوهات متوقعة عند التعامل مع مرضي السل والإيدز.
حاضر في الدورة عدد من ذوي الإختصاص والخبرة من الأطباء والممرضين العاملين في المحافظة.