فرقة أوبار المسرحية .. تحاكي معاناة أهل غزة بمهرجان ظفار المسرحي
كتبت – ريحاب أبو زيد
شهد مسرح أوبار بالمديرية العامة للتراث ،والسياحة بظفار مساء أمس الأول العرض المسرحي “الجنة تفتح أبوابها متأخرة ” لفرقة أوبار المسرحية الأهلية ضمن العروض المتنافسة بمهرجان ظفار المسرحي الثاني ، حضر العرض الدكتور محمد بن سعيد الشعشعي مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار ،وموسى بن عبد الله القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة، والشباب بمحافظة ظفار ، والفنانة العمانية أمينة عبد الرسول والفنان السعودي بشير غنيم، والعديد من المسرحيين وجمهور، ومحبي الفن المسرحي.
العرض إخراج أحمد معروف اليافعي ،وتأليف الكاتب العراقي فلاح شاكر ،وتدقيق لغوي رحمة البحيري ، وتمثيل عبد العزيز الرزيقي ، ومريم الجعفرية ، وأسامة السالمي ، وصلاح العلوي ، فجر السعدية ، وعبير السالمية ، وسعاد المجاهلية،يحاكي العرض المسرحي المعاناة التي يتركها الاحتلال بأهل البلد من قتل ودمار من خلال الدمى ، وتطرق للحالة النفسية التي يتركها الأسر حيث تجسدت في شخصية الزوجة التي ترفض الاعتراف بزوجها الأسير بعد عودته بحجة أنه تغير من الأسر ولم تعرفه .
عقب انتهاء العرض أقيمت الندوة التطبيقية التي أدارتها الكاتبة إشراق بنت عبد الله النهدية ، بحضور المخرج أحمد معروف اليافعي حيث قدمت تحليلاً عن العرض المسرحي قائلةً: مخرج العرض المسرحي يتميز من خلال أعماله بوجهة نظر ،ورؤية مسرحية مختلفة ، وهذا يتضح من خلال جميع أعماله ، وعرض اليوم تجسيد واقعي ، وطرح تجريبي ، والنص المسرحي لم يعبر عن زمنه الذي كتب فيه ، وتناول الحرب ، والحصار ، ودمار الاحتلال ، فنجد في مطلع المسرحية طقوس زواج ، والأسير العائد الذي لا تتعرف عليه زوجته ، بحجة أن الأسر قد غيَّره، وهما منذ بداية العرض حتى نهايته في حالة من الركض واللهاث وراء حقيقة تتأرجح ما بين المؤكد واللامؤكد ، ليكشف هذا التأرجح عن مأسويات أخرى ارتبطت بالحدث الرئيسي من خلال إبراز واقعاً مبعثرًا، ومشوهاً .
وقد ظهر عنصر الصراع السجالي، والمبارزة اللفظية وكذلك المحاورة الرمزية على مستوى الذكريات للزوج ،والزوجة ، ومن خلال ذلك يحث المخرج المشاهد على المشاركة في تكوين المشهدية المسرحية فوق خشبة المسرح أو بعيدة تدور أحداثها في مكاناً ما ، وأخيراً هذا العرض في جوهره نشيداً للحرية ، فإن كان تجاوز الموت في الحرب انتصاراً رمزياً فإن الحرية بمعناها الواسع المتعدد هو المحور الرئيسي للعرض فيه لوحة تميزت بقراءة واقع العلاقات الانسانية المتعددة بلغة مشوقة ، وأفكار مختلفة ، وأهم حدث للعرض هو جذب المشاهد للحظة الأخيرة.
أما مخرج العرض ” الجنة تفتح أبوابها متأخرة” أحمد معروف فقال: بداية أعبر عن سعادتي أنني تشرفت أن أقوم بإخراج هذا النص المسرحي ، وأشارك من خلاله بمهرجان ظفار المسرحي الثاني ، النص للكاتب العراقي فلاح شاكر الذي عرف بإبداعاته الكتابية ، وحاولت من خلال العمل المسرحي ترجمته برؤية أخرى ، وهذا العمل يعبر عن مأساة نعيشها مع أهلنا بغزة ، ويعبر عن القضية التي تهمنا جميعاً وكذلك الحروب أو قضية في بلد عربية أخرى ، بعد اختيار النص تم العمل عليه بالتعاون مع جامعه ظفار والطلاب ؛ لأن لديهم مواهب جيدة ، وتم تدريبهم من خلال حلقات عمل ، لنصل بهم إلى عرض اليوم ليكونوا في عالم آخر من الدمى واتقنوا ذلك ، وقد قدمت القصة بطريقه مختلفة وعصرية وأيضًا من خلال تصاعد الأحداث حاولنا واجتهدنا أن نوصل للجمهور معاناة حية ، وما زال لنا في مجال المسرح طموحات كبيره في عمان ، وبالأخص في ظفار وأتمنى أن يستمر المهرجان ،ويصبح من أفضل المهرجانات العربية وأتقدم بالشكر لكل القائمين عليه.