د. أحمد محمد الشربيني
يزفُّ القصفُّ حاضنةَ الوليدِ
***وحدُّ العُرْبِ تأبينُ الشهيدِ
فلا جزعٌ لفاجعة بثكلى
***وننهض بالهتافِ وبالوعيدِ
ولا جزعٌ لمجزرةٍ وقتلى
***ونرضخُ للسِّلاح وللقديدِ
ونجبنُ والشواهق خائرتٌ
***وبيتُ الله أطلالُ الفقيدِ
ونصمتُ والقذائفُ كالحاتٌ
***وفوق الرأسِ أطنانُ الحديدِ
يثبطنا عن الإقدامِ خزيٌ
***أمام الكونِ أطفالُ الوئيدِ
فليس على العروبة ذو إباءٍ
***ليُمحَى الضَّيمُ بالحقِّ التليدِ!!
ولو أن الدمارَ بلاضبابٍ
***ولكن ناره جُرمُ الشَّديدِ
ولو أن الهجوم بلاقناعٍ
***ولكن بطشه فوقَ الحدود
يضج الخافقانِ ونحنُ نهزي
***ونَأسو الهم بالفلم الجديدِ
لقد سقط الأحبة واكتفينا
***لأن الشَّجب قُربانُ البليدِ
دعوا التطبيعَ إن الأهل ضاعوا
***وريح المسكِ في كف الوليدِ
دعوا التركيعَ إن الخيلَ ماتتْ
***وعهدُ الإفكِ في لحدٍ بعيدِ
دعوا الأكفانَ إن الروح ثارتْ
***ويوم النَّصرِ في حبل الوريدِ
كأن خيارهم لما تَرَدَّتْ
***سحابٌ لاح في أُفق الصُّمودِ
كأن بيوتهم لما تَقَضَّتْ
***سَرابٌ حام في جفنِ القُرودِ
هم نهضوا لكشفِ الذُّل عنا
**فمن لي اليومَ بالشَّهم العنيدِ
هم صانوا لنا شرفًا نفيسًا
***فواحربا على البطل العتيدِ
هم لبوا الفدا جُندًا وقدسًا
***فأسفرت السَّماءُ عن الأسودِ
أبعدَ شموخ ِطوفانِ العوالي
***أصيخُ إلى الخيانةِ والجحودِ؟!
أبعد هروب صهيونِ الخَبالِ
***أهيم على الأزقةِ والبنودِ؟!!
فرى زعماتهم طوفانُ قدسٍ
****هو البركان في الغَضَبِ المبيدِ
فلا يحنو على وغدٍ جبانٍ
ولايُبقي على حِصنٍ مَشيدِ
وأوغادٌ أرادوا محوَ أرضي
***رميتهم بطوفانِ الرعودِ
فلم تحفل بهم جوًا وبحرًا
***أبدتهم كأشلاءِ الطريدِ
ولم تحذر لهم رومًا وغربًا
**بزندٍ صال يهتفُ للحميدِ
شموخك للمبادئ والمعالي
**ينير العزم في ردِّ الصعيدِ
فأحفادُ الصلاحِ إذا تجلوا
**تجلى النصرُ في لَيثٍ عَميدِ
ألا يكفي الشهيدُ الحر فينا
***فحول القدس حنظلةُ الخلودِ
شهيدُ الحق مقدامُ البرايا
***عريسُ النَّصرِ ذو العِظَم الفريدِ
فديتك يابن غزة كم طربنا
***برعد لظاك في اليوم السَّديدِ
فصنت العرضَ من هودٍ ورجسٍ
***فديتُك من أَخِي شَرَفٍ نَضيدِ
رثيتك أيُّها الحرُّ المُسَجَّى
**ونور الخُلد في عَلَم الشهيدِ
فلا تيأسْ فديتك من شجاعٍ
***وقد لهثت ذئابٌ على الحدودِ
ولا تقنط فديتك من زنادٍ
***ورمزك صوب غايتك الصمودِ
وهيهاتَ الرضوخ وأنت طودٌ
***تلاقي الريح في عِظَم النشيدِ
أبا القسامِ لاح خلاص قدسي
****وكم ذاق العِدا ذلَّ الكنودِ
بيانَ الأمنِ مالك من هزيلٍ
***تُزور كي نُباعَ بلا رصيدِ
فإن العالمَ المخلافَ أمسى
**حبيسًا تحت بِرْميلٍ وغيدِ
وكم أضحتْ مبادؤه خَرابًا
**مصلتةً بحقدها اللدودِ
صلاحَ الدينِ كم لك من حفيدٍ
**صواريخُ اللظى فوقَ السدودِ!!
صلاحَ الدين هل لك من صلاةٍ
**مطهرةٍ بقدسنا المَجيدِ؟!!
أبا القسام إن لاقيت قصفًا
**فإن العسرَ مِفتاحٌ لعيدِ
أبا الأبطالِ إن عانيتْ
غدرًا
**فإن الخِزى مأواه لدودِ!!
وإن أضناك يازيتون سِلكٌ
**فإني راصدٌ دكَّ الحِصيدِ.
