رسالة نيل درجة الماجستير .. (بحث) في علوم الإعلام والاتصال
استخدام العمانيين للميديا الاجتماعية (تويتر) في انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة 2019-2023
(دراسة استطلاعية)
إعداد الطالب : محمد بن سالم بن حمود السعدي
إشراف الأستاذ: د. الصـادق الحمامـي
معهد الصحافة وعلوم الأخبار .. (الجمهورية التونسية)
جامعة منوبة
السنة الجامعية: 2019-2020
دورة: ديسمبر
سعت هذه الدراسة في إشكالياتها التعرف على استخدام المواطنين العمانيين للميديا الاجتماعية وكان تطبيق تويتر هو نموذج هذه التطبيقات وذلك أثناء إنتخابات مجلس الشورى العماني للفترة التاسعة 2019-2020م، وتأتي هذه الدراسة في سبيل معرفة هذه السلوكيات والدوافع ووصفها، وعلى ضوء ذلك، اعتمدت هذه الدراسة على الأسلوب الوصفي المسحي في دراسة استطلاعية طبقت على عينة بلغت (575 فردًا) وهي عينة تمثيلية متطابقة مع المجتمع الأصلي للبحث وهو المجتمع العماني المشارك في انتخابات مجلس الشورى وزعت الاستبانة على المحافظات العمانية الإحدى عشر، وذلك حسب النسب في المشاركة بالاعتماد على إحصائيات من المركز الوطني العماني حول احصائيات انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة.
واعتمدت هذه الدراسة على نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام للباحثين (ساندرا بال روكيتش و ملفن ديفلور: 1976) والتي تحققت نتائجها في هذه الدراسة من خلال الاستخدام، وذلك بالاعتماد عليها في تحقيق المعرفة، ولم تتحقق هذه النظرية في توجيه سلوك الناخبين نحو أهداف وغايات الاستخدام بالشكل المطلوب ما يفتح آفاق أخرى منبثقة عن هذه الدراسة.
طبقت هذه الدراسة حدودًا زمانية محصورة منذ إطلاق أول إشهار لانتخاب المرشحين الربع الثاني من 2019، والذين يرغبون بالترشح، وإلى غاية انتهاء الفرز في بداية الربع الأخير من 2019 ۔ وقد حملتنا نتائج الدراسة إلى التأكيد على وجود اعتماد كبير للأشخاص المعنيين بالبحث، على الميديا الاجتماعية في الحصول على المعلومات والمعرفة التي تحقق الرغبة في الوعي السياسي حول الانتخابات، وكان أبرز هذه التطبيقات (الواتس اب وتويتر)، وذلك باستخدامهم الهاتف المحمول الذي بلغ استخدامه أثناء ذروة هذه الدراسة؛ كونه يمنح الخصوصية وإمكانية التنقل، وحول الميديا التقليدية فقد أتت الصحف و الإذاعات والتلفزة ( والمواقع الإخبارية في الإنترنت) المراتب الأخيرة نوع ما في الاستخدام، ما يعني أن الاستخدام الرقمي هو المفضل مع الجمهور العماني بشكل عام.
كما أظهرت النتائج أن الوقت المستغرق على الاستخدام فاق الثلاث ساعات بمقدار نصف العينة، وبينت الدراسة أن الاهتمام بشكل كبير بمتابعة الأخبار على التويتر كان بشكل كبير، وذلك بالعدد المتكرر للدخول الذي بلغ معدله لأكثر من خمس مرات، وذلك في فترة ما بعد العشاء والصباح، والتي غالبا ما تكون فترة الهدوء، ومناقشة ما يتم من هذا الاستخدام في فترة الصباح في وقت العمل، وقد بينت الدراسة أنه أكثر الأماكن تفضيلًا لهذا الاستخدام، كما بينت الدراسة بأن حسابات المرشحين للانتخابات في التويتر، هي الحسابات النشطة، والتي يهتم بها المستخدم في التويتر، وأشارت الدراسة كذلك إلى دوافع استخدام تويتر في إمكانية التواصل مع الجهات المطلوبة في الانتخابات؛ وهي أبرز دوافع الاستخدام، والتي تمكن من خلالها المستخدم للوصول الى المعلومة، التي تلبي هذا الاعتماد بشكل حقيقي، أما حول الثقة والاعتماد على الأخبار فقد تصدرت الحسابات الرسمية قائمة هذه الثقة (وزارة الداخلية، مجلس الشورى، الهيئة الانتخابية) .. حيث أن هذه الجهات تشكل الوعي السياسي المأمول والمطلوب لدى الجمهور.
وكشفت الدراسة عن إمكانية نجاح المرشح عن طريق استخدام التويتر، ولكنها ليست نتيجة قطعية، وهذا ما أكدته هذه الدراسة من عوامل اتخاذ القرار، حيث تصدّر البرنامج الانتخابي هذا المشهد ، ويعطينا ذلك مؤشر بأن الوسائل الإقناعية تحتل المراتب الأولى، ولكن القرابة والعلاقة والقبيلة لا تزال تهيمن على اتخاذ قرار الترشيح، وحول أشكال الاهتمام والتفاعل كشفت الدراسة أن تصدّر الهاشتاق هو أبرز الاهتمامات، وخاصة التغريدات التي تحتوي على وسائط مثل الصورة، فقد مثلت الصورة هي أبرز عامل لجذب الناخب للتفاعل، واستخدام خاصية التفضيل أو المشاهدة والاطلاع في تويتر، ويفسر هو الأخير حرية التعبير، وطبيعة المجتمع العماني الذي لا يزال في طور هذه التجربة، وحداثة استخدام التطبيقات الإلكترونية في المجال السياسي مقارنة مع المجتمعات المتقدمة تاريخيا وديمقراطية.
نتائج الدراسة:
توصلت دراستنا لعدد من النتائج ذات البعد بالشأن الانتخابي في الفترة التاسعة ومن الملاحظ أن بعض منها قد لاقى تطوير في الفترة الحالية من الانتخابات و أبرز ما توصلت له الدراسة كالتالي:
كشفت الدراسة حول مدى قدرة واستطاعة التويتر في تزويد الناخب والمستخدم للميديا بالوعي السياسي الانتخابي وذلك من خلال التأكيد بأن المواطن العماني يستمد وعيه بالمفهوم السياسي منها ، والمتمثل في الممارسة الأصولية لمفهوم الانتخابات من خلال استخدامه للميديا الاجتماعية، وبشكل أخص التويتر، وذلك في خصوصية المتابعة والمواضيع التي يهتم بها، حيث توصلت الدراسة بإن المواضيع ذات البعد السياسي يعتمد فيه المواطن على التنشئة من خلال متابعته التويتر وذلك بنسبة كبيرة، وذلك ما أكدت عليه نتائج هذه الدراسة.
وحول مدى تأثير المضامين المنشورة على المواطن العماني المشارك في العملية الانتخابية وما هية أشكالها ومدى مساهمتها في سير الانتخابات بينت هذه الدراسة أن المواطنين العمانيين يهتمون بمتابعة المضامين التي تلبي احتياجاتهم ورغباتهم، وذلك من خلال المتابعة للحسابات، والحملات التي تجذب اهتمام المواطن.
كما أظهرت الدراسة أن درجة مشاركة الجمهور في النقاشات السياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تزال في طور النشأة، حيث إن الممارسة السياسية لا تزال متدرجة، كما أن استخدام التطبيقات لمثل هذه المجالات لا يزال حديثا مقارنة مع الدول المتقدمة في المجال الديمقراطي، واستخدام الميديا الاجتماعية. (ونرى تطور أكبر على هذا الصعيد في الفترة العاشرة) .
أما عن المدة التي يستغرقها الناخب العماني عبر الميديا الاجتماعية كشفت الدراسة بأن المدة التي يستغرقها المواطن لأجل زيادة معدل الوعي والإدراك، مدة طويلة جدًا، وهذا الجهد يزيد من إنفاق للوقت على هذا الاستخدام والسلوك، مما يعطي مؤشرًا على تحسن مستمر في مؤشر الوعي السياسي على مستوى الميديا الاجتماعية.
وحول ماهية الدوافع التي تجعل من الناخب معتمدا على الميديا الاجتماعية، والغايات المتحققة من هذا الاعتماد المتمثل في مستوى التفاعلية التي يتيحها التويتر للمستخدم كان سبب في هذه الدوافع، كما أن الوسائط والأساليب المتاحة في التطبيق سبب في جذب هذا الاهتمام؛ إضافة إلى ذلك تعدد في أشكال التفاعل المتاحة عبر التويتر، وتنوع المضامين،ما تعطي دور في إمكانية التحقق من مصداقية الأخبار عبر الحسابات الرسمية الموجودة فيه، وسهولة وسرعة الحصول على الخبر هي أبرز هذه الأسباب في الاعتماد على الميديا الاجتماعية والتشبيك والترابط السهل .
وحول درجة الاعتماد التي يحصل عليها الناخب من الميديا الاجتماعية و طبيعة استخدام الناخب لهذه الوسائل التي أبرزت درجة اعتماد المواطن العماني على استخدامه للميديا بشكل كبير أكثر من الميديا التقليدية؛ الأمر الذي يستوجب حضورًا كبيرًا من الجانب الحكومي في هذا المجال في ضل الحكومة الالكترونية، وذلك من حيث تقديم المعلومة وزيادة وعي الفئات المستخدمة للميديا الاجتماعية. (وهذا ما نلاحظه الان على مستوى الانتخابات للفترة العاشرة).
كما بينت الدراسة بأن الوسائل الوسائطية هي الأكثر تأثيرا في زيادة التفاعل حيث لا تزال الصورة هي المهيمنة على الخيال الذهني التي يستطيع المرشح أو الهيئة الانتخابية استغلالها، وذلك بزيادة معدل التصميم للوسائط المتعددة بطريقة تصميم جاذبة.
آفاق الدراسة:
تعد العلاقة بين الميديا الاجتماعية والحقل السياسي واستخداماتها في الاتصال السياسي، مجالا إعلاميا حديثا، وموضوعًا في طور الحداثة بالنسبة للبيئة العمانية، وهو ميدان خصب للبحث العلمي وخاصة “تويتر”، كما نرى أنه يمكن من خلال ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج، أن تكون لبحوث مستقبلية تتناول استخدام المواطن والفاعلين والمؤسسات للميديا الاجتماعية خلال الانتخابات في سلطنة عمان.
وتفتح هذه الدراسة افاق كبيرة نحو ما يلي:
• إجراء دراسة مماثلة بالتطبيق على المرشحين
• استخدام الميديا الاجتماعية في الحقل السياسي المتمثل في التسويق السياسي عبر وسائط الميديا الاجتماعية المتاحة.
• دراسة الدعاية الانتخابية للمرشح على الميديا الاجتماعية.
• إجراء دراسة كيفية معمقة في استخدام أدوات بحثية تمكن من حوصلة المستخدم، ومعرفة سلوكياته أثناء استخدام الميديا الاجتماعية في الحقل السياسي.
• إجراء دراسة حول الميديا الاجتماعية، وكيفية توظيفها في إدارة الانتخابات الافتراضية.
• إجراء دراسة حول مساهمة التكنولوجيا الرقمية المستقبلية، وكيفية تحقيق الرضا الوظيفي لأدوارها في البرامج الانتخابية المستقبلية.
• إجراء دراسة حول تبادل الأدوار بين الميديا الاجتماعية والميديا التقليدية في الحقل السياسي المتمثل في الانتخابات.