آلام الاغتراب
محمد السيد توفيق
يا عين لا تبكي فإني واثق
أن الإله يجيب من ناجاه
ولذا دعوت بأن يهون غربتي
ويخفف الألم الذي ألقاه
يا رب بلغ بالسلام أحبتي
وتحيتي الكبرى لمن أهواه
فأنا هنا أحيا بدون سعادتي
آسى على قومي ومن أرضـاه
ألجأت ظهري للعلي المرتجي
ووضعت كل الأمر في يمناه
إن عشت وحدي بين أغراب الورى
وفقدت أنس الأهل يا رباه
بيني وبينك سرنا يا سيدي
حاشاك تترك من هنا تنـساه
تاقت قلوب العاشقين بلادهم
ويردد القلب الشجي صداه
يا موطن الأبطال أنثر قبلتي
فوق التراب مبللا بنداه
وإذا بعدت بهيئتي وبصورتي
فالقلب أنت مراده مبغاه
كم يذرف الصب الضعيف دموعه
ويكرر التحنان ما أشجاه!
فالروح تاقت للقاء أحبتي
والقلب يهفو صارخا أواه
والشوق قد ملأ الجوانح فائضا
والضعف يبلغ في الفـؤاد مداه
يا موطن الأغراب جئتك مرغما
وعلى الجبين تقطب أعياه
ما كنت أحسب للشقاء حسابه
حتى طعنت بسيفه وقناه
لكنني سأعود يوما موطني
سأعود ألثـم أرضه وسماه
سأعود يا وطني لمهد طفولتي
سأعود للحب الذي غطاه
سأعود للبلد الكريم وهمتي
ترجو بناء المجد حين أراه
سأعود يوما باذلا لك مهجتي
ومقدما عقلي الذي أرعاه
وأقبل الأرض التي نبتت بها
أحلام طفل قد علاه سناه
يا رب حقق للغريب طموحه
أنت الكريم وأنت من أنشاه
إني دعوتك في الصباح وممسيا
فاقبل من العبد الضعيف دعاه